إفريقيا
داعش تستولي على مدينة في موزمبيق.. فمن هم "أنصار السنة"؟
29/03/2021 - 16:20
أ.ف.بوقتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة جراء الهجوم، فيما يستمر نزوح الآلاف من المنطقة مستخدمين كافة السبل المتاحة، وفق ما أفاد شهود ومصادر.
وأورد التنظيم المتطرف في بيان نشرته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام "شن جنود الخلافة هجوما واسعا" الأربعاء على المدينة، حيث "استمرت الاشتباكات ثلاثة أيام، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة وتمت مهاجمة ثكنات عسكرية ومقرات حكومية".
وأسفر الهجوم وفق البيان عن "السيطرة على المدينة بما فيها، بعد قتل" العشرات من "الجيش الموزمبيقي والنصارى وبينهم رعايا دول صليبية، وإصابة العشرات"، عدا عن "السيطرة على مبان ومصانع وشركات وبنوك حكومية".
وتقع المدينة الساحلية الصغيرة الواقعة على مسافة نحو 10 كيلومترات من مشروع غاز ضخم تديره مجموعة توتال، يتوقع أن يبدأ الإنتاج فيه خلال عام 2024.
وهاجم جهاديون، سبق أن بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية، المدينة من ثلاث جبهات، وهم ينشرون الرعب منذ 2017 في محافظة كابو ديلغادو ذات الغالبية المسلمة والمحاذية لتنزانيا.
إثر ذلك، "أعلن عن فقدان أكثر من مئة شخص"، وفق ما قال الباحث في معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا مارتن إوي لفرانس برس، موضحا أن "الوضع لا يزال ضبابيا".
وقال شهود لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إن المهاجمين أطلقوا النار "في كل مكان على الناس والمباني"، تاركين وراءهم الجثث في الشوارع.
من هم "أنصار السنة"؟
يثير إسلاميون مسلحون استولوا على مدينة بالما على مسافة عشرة كيلومترات فقط من مشروع غاز عملاق تبلغ تكلفته عدة مليارات وتديره مجموعة توتال الفرنسية، الرعب منذ أكثر من ثلاث سنوات في شمال شرق موزمبيق.
وقال إمام لوكالة فرانس برس نهاية عام 2020، وسط إصراره على عدم ذكر اسمه، "اعتقدنا أنهم يريدون إطلاق سراح رفاقهم المتهمين بالانتماء إلى طائفة دينية متطرفة تدعو السكان إلى عصيان القوانين".
ولدت الحركة في حوالي عام 2007، حول مجموعة تسمى "أنصار السنة" وكانت تبني مساجد جديدة تتبنى تفسيرا صارما لتعاليم الإسلام، وفق إريك مورييه جينود، أستاذ التاريخ الإفريقي في بلفاست.
قللت السلطات المحلية من قدرتها على الإيذاء فيما كانت تستفيد من السأم حيال نشاطات تصدير الغاز البحري، والتي حتى قبل أن تبدأ أدت إلى تهجير سكان من قراهم ومناطق صيدهم.
صارت حاليا شبه جزيرة أفونغي، أي المركز الرئيس لمنشآت الغاز التي تمثل أحد أكبر الاستثمارات في إفريقيا والتي تشارك فيها مجموعة توتال الفرنسية على وجه الخصوص، "فقاعة آمنة، أو حصنا محاصرا"، وفق خبير أمني فرنسي.
شنت الجماعات المسلحة بعد ظهر الأربعاء الأخير، هجوما كبيرا على مدينة بالما من ثلاث جبهات، في تطور سجل في اليوم نفسه، الذي أعلن خلاله العملاق الفرنسي توتال استئناف الأعمال في الموقع الغازي الذي من المفترض أن يباشر العمل فيه العام 2024.
سيطرت تلك الجماعات على المدينة السبت 27 مارس، بعد ثلاثة أيام من القتال. وما زال عدد الضحايا بين المدنيين والمقاتلين غير معروف.
وما زالت هوية قادة هؤلاء المتمردين غير معروفة علما أنهم معروفون محليا باسم "الشباب". بيد أنهم والوا تنظيم الدولة الإسلامية عام 2019.
قام هؤلاء المسلحين بإحراق العديد من القرى بعد نهبها، ومارسوا قطع الرؤوس على نطاق واسع لترهيب السكان. كما أن هم يخطفون شبابا وشابات لتعزيز صفوفهم.
وهم يسيطرون على جزء كبير من المنطقة الساحلية، بما في ذلك ميناء موكيمبوا-دا-برايا الذي تم الاستيلاء عليه في غشت 2020 وذو الأهمية البالغة لإيصال المواد اللازمة إلى المنشآت الغازية.
في البداية، بدا جيش هذه الدولة الواقعة جنوبي إفريقيا والتي استقلت عن البرتغال عام 1975، مسبوقا بالأحداث. وكانت موزمبيق نجحت في انتقالها الديموقراطي منذ ما يقرب من 30 عاما، في نهاية حرب أهلية طويلة ودموية استمرت خمسة عشر عاما وأسفرت عن مليون قتيل إلى حين التوصل إلى اتفاق سلام عام 1992.
نشر آلاف الجنود على إثر التطورات، ما أدى إلى فترة سادها الهدوء النسبي في الأشهر الأخيرة، ونسبت السلطات الفضل فيها إلى رد ها العسكري.
إلا أنه بالنظر إلى العملية الكبيرة التي تعرضت لها بالما، يبدو أن الهدوء وتراجع نشاط الإسلاميين يعزى على الأرجح إلى موسم الأمطار الذي يبطئ كل شيء، ولكن أيض ا إلى التحضير لهجمات جديدة.
وقال سيرجيو تشيتشافا، الباحث في جامعة إدواردو موندلين في مابوتو، لفرانس برس، إن الجنود "غير مجهزين تجهيزا جيدا"، وهم يعتمدون على "أسلحة من عصر سابق". وكانت واشنطن أعلنت منتصف مارس إرسال قوات خاصة لإجراء تدريبات لمدة شهرين.
ودعت السلطات شركة عسكرية جنوب إفريقية خاصة، (دايك ادفايزوري غروب)، لدعم القوات الموزمبيقية التي يقال أيضا إن ها تتلقى دعما سريا من قبل مرتزقة روس، وفق مراقبين.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
مجتمع
عالم