نمط الحياة
رجال يبحثون عن فرصة للتألق في عالم عرض الأزياء
29/04/2021 - 18:01
حليمة عامر"يمكن لأي شخص أن يصبح عارض أزياء، شرط أن يكون لديه ذوق رفيع"، هذا ما يؤكده مصمم الأزياء المغربي، ياسين مرابط، غير أن من خبروا هذا المجال أو حلموا بارتياده، يعتبرون أن هناك عوامل أخرى تتدخل كي تستحق السير فوق بساط عروض الأزياء.
يعتبر ياسين مرابط أن "الوزن المثالي والوسامة في عالم الذكور ليست قوانين ثابتة لا بد منها، فالأهم بالنسبة له هو أن تتناسب شخصية العارض مع التصميم الذي سيعرضه، هذا بالإضافة إلى التمتع بالكاريزما والشخصية والحضور".
يشدد على أنه "إذا كان اللباس الذي سيرتديه هذا العارض لباسا تقليديا، فيلزمه أن يتمتع بمواصفات جسمانية ومقاسات خاصة، سواء تعلق الأمر بالطول أو بالعرض"، مبرزا أن "البلدي مثلا لا يحتاج إلى أن يكون العارض نحيفا".
مواصفات لا تكفي
عندما تتحدث إلى من خبروا عالم عرض الأزياء من الذكور، يخبرونك بأن الوسامة والحضور لا يكفيان، فهذا عارض الأزياء "المهدي"، الذي رفض ذكر اسمه الكامل، يجزم بأن "مهنة عارض الأزياء بالمغرب لا يتحقق فيها مبدأ تكافؤ الفرص، بالوصول إلى البساط الأحمر يحتاج الكثير من الصبر".
ويذهب إلى أن الحصول على فرصة من أجل المشاركة في عروض الأزياء صعب، فذلك يحتاج لشبكة العلاقات التي يتوفر عليها الراغب في ذلك، خاصة في ظل قلة عروض الأزياء الخاصة بالرجال.
يؤكد على أن هذا المجال "يعتمد على علاقات الصداقة والعلاقات الاجتماعية كي تحظى بفرصة المشاركة في عروض الأزياء، خاصة إذا كان هذا العارض في بداية مشواره".
ويعتقد أن مهنة عرض الأزياء، لم تعد تجذب الرجاء أكثر في المغرب، فرغم وجود من يشاركون في عروض الأزياء والإكسيسوارات والعطور والأحذية، إلا أنهم يتقلون أجورا تقل عن تلك تحظى بها العارضات.
طريق طويل
ورغم أن عروض الأزياء وأي أمور أخرى متعلقة بالموضة لم تعد حكرا على الإناث فقط، ورغم أن هناك الكثير من الرجال المغاربة الذين أصبحوا عنوانا لعرض الموضة الرجالية بمختلف أفرعها من أزياء وإكسيسوارات وعطور وأحذية، إلا أن "المهدي" يعتقد أن تواجد عارضي الأزياء الرجال في الميدان جد قليل، لأن هذه المهنة لم تعد تجذب الكثيرين من الناحية المالية.
لم يفكر في العائد المالي عند دخوله عالم عرض الأزياء، غير أنه ما لبث أن غادر ذلك العالم، بعد تجربة قصيرة، خاصة بعد حصوله على شهادة في الهندسة من الرباط. فهو يعتقد أن "السير فوق البساط الأحمر، لم يكن هينا أو سهلا،
إذ لكي يصل كل شاب إلى تلك المرتبة، عليه قطع مسافات طويلة قد لا تكون كلها مفروشة بالورود"، كما أن حلم المضي في تلك الطريق، تراجعت جذوته بسبب النظرة السلبية التي يحملها المجتمع عن تلك المهنة.
كما أنه لم يكن هدف آدم من ولوج هذا المجال في البداية هو جني المال، وإنما تحقيق الذات وبلوغ العالمية، وهو ما لم يتحقق له في صالات العرض، غير أن وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا موقع إنستغرام، الذي فتح الباب أمام الكثير من الشباب للشهرة بوصفهم عارضين عن طريق جذبهم للكثير من المتابعين عبر حساباتهم الشخصية، سهلت (إنستغرام) عليه هذا الأمر وجعلته يحصل على الكثير من المتابعين وفتحت أمامه الطريق ليمثل في شريط غنائي.
النساء أولا
يعتبر عصام ماجد، مدير فني لمسابقة طوب مودل المغرب ومجلة موضة المغرب، أن "هناك شبه انعدام لفرص الشغل بالنسبة للرجال، عكس الفرص التي تتاح أمام النساء، وهو ما يجعل من الأجر الذي تحصل عليه عارضات الأزياء أعلى من الأجر الذي يحصل عليه الرجال".
ويرجع ماجد ذلك إلى أن مصممي الأزياء، الذين لا يهتمون كثيرا بعروض الأزياء الرجالية، بحكم أنهم يميلون إلى اللباس النسائي أكثر، "مشاريع عروض الأزياء في المغرب قليلة جدا، فهي لا تتعدى سبعة أو ثمانية مواعيد لعرض الأزياء، والتي يكون فيها مستوى يمكن أن يقال عنه عالي".
غير أنه يعتبر أن عارض الأزياء يمكن أن يوظف مواهبه في مجالات أخرى، لأن أنشطة اشتغال عارضي الأزياء الرجال، لا يمكن أن تنحصر فقط في جلسات التصوير وفي عروض الأزياء، وإنما يمكن تتخطى هذه الآفاق إلى الاشتغال في ميادين أخرى لها علاقة بمجال الموضة، حيث يمكن لعارض الأزياء أن يشتغل في مجال التمثيل، بحكم أنه معتاد على التصوير وتقمص الأدوار، ويمكن أن يشتغل في التمثيل ويزيد الصوت والصورة".
ويخلص إلى أن "المغرب مازال لم يصل لمستوى الاحترافية التي سبقت إليها الدول الأوروبية، وهذا ما يجعل فرص اشتغال عارضي الازياء الرجال قليلة، خاصة أنه رغم وجود عدد من المصممين المغاربة اللامعين الذين استطاعوا ترك بصماتهم في هذا الميدان، فإن ساحة الموضة بالمغرب لا تعترف بمهنة عارض الأزياء".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة