نمط الحياة
من الموضة إلى الفن.. البحث عن أضواء جديدة
01/12/2020 - 14:08
حليمة عامربعضهن نجحن، واستطعن أن يخرجن من عالم الأزياء سريعا، وأثبتن أن مواهبهن تستحق الثناء والتقدير من قبل أهل الاختصاص. بينما مرت آخريات مرور الكرام، ووجدن أضواء أخرى تختلف عن تلك التي تحيط بهن أمام كاميرات التصوير ومنصات العروض والموضة.
حلم يتحقق
"نجمة البساط الأحمر"، كما يحب البعض مناداتها في عالم الأزياء والموضة وكانت نجمة أيضا في عالم الفن، هي ليلى الحديوي التي ساعدها جمالها ورشاقتها على الاستفادة من خبراتها كعارضة أزياء في دخول عالم التمثيل.
الحديوي أصبحت عارضة أزياء مند أن كانت في سن الـ17، وشاركت في عروض أزياء "قفطان" لسنوات، قبل أن تعمل كممثلة ومتخصصة في الموضة المغربية؟ اقتحمت عالم التمثيل من خلال المشاركة في سلسلة "القضية" للمخرج نور الدين لخماري، والآن تشتغل في مجال الموضة، إضافة إلى اشتغالها في مجال التلفزيون.
وتعتقد ليلى الحديوي أن ولوج عالم التمثيل ينبغي أن يكون نابعا عن هواية. فبالنسبة لها، منذ أن كانت طفلة صغيرة، وهي تحلم بأن تكون ممثلة، وعندما وقفت أمام كاميرات التصوير وجدت الأمر جد سهل، وإستطاعت أن تتقن الأدوار التي مثلتها، حيث تقلدت ست شخصيات في ست أفلام ومسلسلات.
ولكي تنجح عارضة الأزياء في مجال التمثيل، توصي الحديوي بالتسلح بالقوة والقابلية، لتنال استحسان الجميع، مشددة على أنه "إذا كان عند هذا الشخص المصداقية والقابلية للوقوف أمام الكاميرا، فلم لا يجرب حظه".
ومن جهة أخرى، لا تتفق الحديوي مع تشخيص أي دور فقط من أجل ممارسة التمثيل. وتقول، في حديثها لـ"SNRTnews"، إنها لم تمثل في أي دور فني بعد سيتكوم "حي البهجة"، لأنها تنتظر لحدود الآن أن يقترح عليها سيناريو جيد يمكن أن يناسبها.
وأغرى نجاح بعض عارضات الأزياء الكثير من نساء الموضة والجمال، إلى السير بنفس الاتجاه، أملا في تحقيق ما حققته من سبقتهن في هذا الميدان.
صدفة القدر
بالنسبة لسحر المعطاوي، ممثلة وعارضة أزياء ومقدمة برنامج يبث على القناة الأولى، دخلت ميدان التمثيل بعدما اشتغلت في ميدان الموضة كعارضة أزياء بدولة الهند. دخلت التمثيل بسبب عشقها للميدان الفني، فمنذ أن كانت صغيرة، كانت معجبة بالممثلين الذين كانت تتابعهم عبر التلفزيون؛ مغاربة وعربا وغربيين، لكنها لم تكن تعلم كيف يمكن أن تحقق ذلك، خصوصا وأنها لم تدرس في مجال التمثيل، لكن الصدفة والقدر سيقربانها من حلمها، وبفضل شهرتها التي حققتها في مجال عروض الأزياء، ستختار التمثيل في فيلم هندي، وكانت تلك بداياتها.
لم تتوقف سحر عند هذا الحد، بل ولجت، حسب ما حكته لـ"SNRTnews"، مدرسة خاصة بالتكوين في الميدان الفني. وبعد عودتها للمغرب، اجتازت العديد من "تجارب أداء" لأفلام ومسلسلات مغربية، حيث مثلت في فيلم "لكديديب" لمخرجه عديل الفضيلي، وفيلم "نص نص" لمخرجه هشام العسري، وبذلك استطاعت تحقيق الأحلام الوردية التي راودتها منذ الصغر، رغما عن أنف الصعوبات التي واجتها، والآن ها هي تقدم برنامج "ألف مرحبا"، الذي يبث على القناة الأولى.
ممثلة لكن بشرط
شروق الشلواقي، التي كانت أول مغربية تتوج بلقب ملكة جمال العرب سنة 2014، وتوجت سنة 2015 بلقب ملكة جمال الكون للسلم والإنسانية العالمية في البرازيل، بدأت في عالم الأزياء والموضة ليفتح لها باب الشهرة أبواب التمثيل بعالم الفن على مصراعيه، حيث استطاعت أن تمثل في السلسلة الكوميدية "مرحبا بصحابي" الذي بتته القناة الأولى رمضان 2015.
وتعتبر الشلواقي، في حديثها لـ"SNRTnews"، أن أي ممثل إذا أراد أن ينجح في مجال التمثيل عليه أن يتجنب الخوف من الوقوف أمام الكاميرات، وهذا هو السبب الذي يجعل عارضات الأزياء ينجحن في مجال التمثيل، بحكم أنهن متعودات على الجرأة أمام الكاميرات.
وتعتقد شروق أن هذا السبب هو الذي يجعل عارضات الأزياء يطمحن إلى دخول عالم التمثيل، ولا يطرح لهن صعوبات كبيرة في ذلك، مبرزة "صحيح أن ولوج أي مجال يشترط المرور عبر باب التكوين الأكاديمي، لكن الموهبة تلعب دورا كبيرا في ذلك".
وذهبت شروق إلى أنه يرجع الفضل في دخول عالم التمثيل إلى الشهرة التي حققتها، من خلال مسابقة ملكة جمال العرب، فهذه الشهرة هي التي فتحت لها باب الفن وجعلت صيت اسمها يصل إلى المخرجين والمنتجين، مسترسلة "لولا هذا، لكان طريقي أطول وأصعب في الوصول إلى عالم الفن".
وتطمح في التمثيل في أدوار فنية أخرى، شريطة أن يكون الفيلم أو المسلسل الذي ستشارك فيه ذا رسالة إنسانية للناس، حيث تعتبر شروق أنها استطاعت بفضل المستوى العلمي، الذي حصلت عليه أن تعي بأنه "على أي إنسان أتيحت له فرصة المرور عبر الشاشة، أن يستغل ذلك ويوصل إلى الجمهور رسالة هادفة وتربوية".
الطريق إلى النجومية
يبدو أن مهنة عارضة الأزياء لا تشق للكثيرات بداياتهم إلى لقب ملكات الجمال فقط، وإنما توفر لهن حظوظا وتفتح لهم افاقا أخرى وتجعلهن يخضن غمار تجارب عديدة.
ويرى عصام ماجد، مدير فني لمسابقة "طوب مودل المغرب" ومجلة "موضة المغرب" أن "ميدان الموضة هو مجال منفتح على ميادين أخرى ويُمَكن عارضة الأزياء من ولوج عولم أخرى. يمكن لأي عارضة أزياء نجحت في مجال الأزياء أن تبحث عن أضواء جديدة، غير أضواء الإعلانات وعروض الأزياء والموضة"، مضيفا، لـ"SNRTnews"، أنه "بما أن عارضة الأزياء تشتغل في ميدان فيه تصوير وتعلم جيدا كيفية التعامل والارتجال أمام الكاميرات، لم لا يخول لها ذلك دخول ميادين أخرى لها علاقة بميدان التصوير بكل سهولة لأنها أخدت التجربة".
ويعتبر بأن هناك عددا كبيرا من الممثلات المغربيات اللاتي نجحن في هذه المهنة، بعدما أحاطت بهن الأضواء في بداية مشوارهن العملي كعارضات أزياء في الوسط المغربي، واستطعن مواصلة الشهرة بالصعود إلى سلم النجومية على مستوى العالمي.
حرية لكن بشروط
من جهتها، قالت لطيفة أحرار، فنانة وأستاذة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لـ"SNRTnews"، إن "أي شخص من حقه أن يحلم، ويحقق طموحاته في أي ميدان كان، شريطة أن يتسلح بأدوات اشتغال هذا الميدان، لأن كل ميدان له معاييره وقواعده التي تتطلب الفعالية، حيث تعد مهنة التمثيل مهنة قائمة بذاتها".
وتؤكد لطيفة أحرار أن ولوج المجال الفني هو مسألة حرية وإبداع، لأي شخص كيف ما كان تكوينه، حتى وإن لم يكن عارض أزياء، لأن كل شخص من حقه أن يحقق ذاته في أي مجال يريد، غير أن ولوج أي مجال يشترط التسلح بالأدوات، التي تعطي الدقة والخلق والإبداع، فلكي يشخص أي ممثل أي دور فليس بالأمر السهل.
وتضيف "صحيح أن التخصصات ذات صلة بميدان التمثيل مهمة أيضا، غير أن حرية التعبير والاختيار هي مكفولة للجميع".
الكفاءة المهنية
من جهته، قال مسعود بوحسين، رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية، إن "أغلبية الانتاجات في السمعي البصري التي تكون مدعومة، إما من قبل الدولة أو من قبل جهات أخرى، لا تهتم باللجوء إلى الكفاءة المهنية، بناء على معايير مهنية صرفة، وهذا ما يجعل الولوج إلى الميدان الفني مفتوحا في وجه الجميع".
ويعتبر بوحسين، في حديثه لـ"SNRTnews"، أنه "ليس جميع الناس الذين يدخلون إلى مهنة التمثيل يستحقون هذه المهنة؛ هناك هامش كبير من الزبونية والمحسوبية والعلاقات"، ةأضاف مسترسلا "وهذا ما يؤثر على القيمة الفنية للأعلام الفنية".
ويشدد بوحسين على أن مهنة التمثيل مفتوحة في وجه الجميع، شريطة أن يكون هذا الممثل أو الممثلة ذا كفاءة مهنية، مبرزا "هناك عدد كبير من الناس الذين دخلوا هذا المجال وخرجوا منه سريعا ولم يعمروا فيه طويلا لهذه الأسباب".
ويعتقد بوحسين أن "اعتماد الإنتاج التلفزيوني والسينمائي مائة في المائة على المال العمومي، يسمح لبعض المنتجين بأن يغرقوا الساحة الفنية، أحيانا، بأشخاص غير مؤهلين بتحمل المهنة، لا فنيا ولا على مستوى الأمد البعيد".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة