اقتصاد
رهانات المغرب على تقنين "الكيف"
12/03/2021 - 10:36
SNRTnews | أ.ف.بيراهن المشروع على استغلال "الفرص التي تتيحها السوق العالمية للقنب الهندي المشروع"، و"استقطاب الشركات العالمية المتخصصة في هذا الميدان"، بينما يظل استعمالها لأغراض "ترفيهية" محظورا.
كما يسعى إلى "تحسين دخل المزارعين وحمايتهم من شبكات التهريب الدولي للمخدرات".
ويقول عالم الاجتماع خالد مونا لوكالة فرانس برس إن تبني هذا المشروع "نهاية محظور سياسي وتتويج لحركية أطلقت قبل 15 عاما من أعلى هرم الدولة".
هذه أول مرة تتبنى فيها السلطات رسميا مشروعا لتقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات مشروعة، بعدما ظل الموضوع يثير جدلا واسعا منذ سنوات. وهو ما حصل الآن في انتظار تبنيه من طرف البرلمان.
ظلت زراعة هذه النبتة شائعة في عدة مناطق مغربية، وتحولت أوراقها إلى مخدر "الكيف" التقليدي. لكنها منعت العام 1954، دون أن تختفي عمليا حيث بقيت تزرع بشكل غير قانوني في المناطق الشمالية، ليستخرج منها مخدر الحشيش الذي يتولى المهربون نقله إلى أوروبا أساسا.
أما المساحة التي تغطيها هذه الزراعة، فقدرت، العام 2019، بحوالي 55 ألف هكتار، وفق ما أوردت وكالة الأنباء المغربية في ملف حول الموضوع الذي يثير اهتماما إعلاميا واسعا. وهو ما يفوق تقديرات الأمم المتحدة للعام 2018 (نحو 47 ألف هكتار).
ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن خبراء قولهم إن "المملكة تتوفر على مؤهلات في هذا المجال لا يمكن إنكارها من قبيل نظام بيئي ملائم (التربة والمناخ)، والقرب من السوق الأوروبية الصاعدة، فضلا عن الدراية الموروثة التي يتمتع بها الفلاحون".
ويشير عالم النباتات إسماعيل عزا لوكالة فرانس برس "لا يكتسي الأمر أي صعوبة على المستوى العملي، يكفي استعمال بذور مناسبة والبدء بزراعتها" بمجرد أن تتم المصادقة على القانون.
لا تتوفر معطيات رسمية حول حجم منتوج القنب الهندي، الذي يستعمل حاليا فقط في استخراج مخدر الحشيش. لكن دراسة للشبكة المستقلة "المبادرة العالمية ضد الجريمة المنظمة العابرة للحدود" قدرته، العام الماضي، بحوالي 700 طن، بقيمة إجمالية تقارب 23 مليار دولار.
من جهتها، تعلن السلطات المغربية، من حين لآخر، عن إحباط محاولات لتهريب مخدر الحشيشة بكميات تقارب أحيانا 10 أطنان. وبلغ مجموع الشحنات التي تم ضبطها العام الماضي نحو 217 طنا.
يوكل المشروع تدبير هذه الزراعة إلى وكالة متخصصة تسلم تراخيص للمزارعين، في مناطق محددة سيتم حصرها لاحقا. كما يعهد إليها بمراقبة احترام مستوى المادة المخدرة.
وينبه النص إلى أن زراعة القنب الهندي ستكون مشروعة فقط "في حدود الكميات الضرورية لتلبية حاجيات إنتاج مواد لأغراض طبية وصيدلية وصناعية".
كما يشترط على المزارعين المرخص لهم الانخراط في تعاونيات، مع "إجبارية استلام المحاصيل من طرف شركات التصنيع والتصدير"، تحت طائلة عقوبات.
تعول المملكة على استغلال "التطور المتزايد للسوق العالمي للقنب الطبي" مع متوسط توقعات نمو يقدر بـ60 بالمئة في أوروبا و30 بالمائة عالميا، استنادا لما ورد في مشروع القانون الذي أعدته وزارة الداخلية.
وأشارت وكالة الأنباء المغربية إلى أهمية "استغلال هده الفرص بسرعة بالنظر إلى الوتيرة السريعة التي يتقدم بها تقنين القنب الهندي في العالم، سواء منه الترفيهي أو الطبي، وخاصة في أوروبا".
يلفت خالد مونا إلى أن مشروع القانون قدم "بعد أقل من ثلاثة أشهر على قرار الأمم المتحدة سحب القنب الهندي من لائحة المخدرات الأكثر خطورة"، ما يدل على مدى الاهتمام الرسمي بالموضوع.
ويمهد القرار الأممي الطريق أمام الاستعمالات الطبية لهذه النبتة.
يعول على التقنين أيضا "لتطوير مستوى عيش الساكنة، التي تظل خاضعة لجو من الخوف من الملاحقة القضائية، ولغياب أي نشاط للشباب، بسبب الهدر المدرسي"، بحسب ما أوضحت وكالة الأنباء المغربية.
لا تتعدى استفادة المزارعين حاليا "4 بالمائة من رقم التعاملات النهائي لهذا النشاط، مقابل 12 بالمائة التي تخولها له السوق المقننة"، وفق نفس المصدر. بينما يقدر عدد الأسر التي تعيش من هذه الزراعة حاليا بنحو 80 إلى 120 ألفا.
في المقابل، أثار تبني المشروع احتجاج رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران الذي أعلن عصر الخميس تجميد عضويته في حزب العدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي، وقطع علاقاته مع رئيس الحكومة الحالي سعد الدين العثماني وعدد من قياديي الحزب.
وعارض بنكيران المشروع حين كان رئيسا للحكومة قبل سنوات بدعوى أنه "يشرعن المخدرات".
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
إفريقيا