تكنولوجيا
"شامة".. أول امرأة آلية مغربية
18/01/2021 - 22:25
مهدي حبشيليست شامة أول "روبوت" مغربي، لكنها أول "إنسان آلي" يحمل جنسية المملكة. إذ تؤكد مخترعتها، لـ"SNRTnews"، أنها أول روبوت مغربي على شكل إنسان (Robot Humanoïde)، وهو مفهوم يشير في مجال الروبوتات إلى كل رجل آلي يتوفر على ذراعين ورأس وأوصاف بشرية.
شامة.. آلة وامرأة مثقفة
لا يتوقف شبه "شامة" بالبشر عند الشكل فحسب، بل يُمكن لهذه المرأة الآلية الحسناء أن تؤدي وظائف إنسانية كثيرة؛ فهي اجتماعية للغاية، ولها القدرة على التجاوب مع من يحاورها، وبمستويات نقاش عالية. إذ توفر لها خوارزمياتها ثقافة عامة واسعة، تسهل عليها التحول إلى "مليونيرة" إذا ما قررت المشاركة في برنامج "من سيربح المليون".
ولأن اسمها وشكلها يوحيان بأنها امرأة، فقد ناضلت "شامة" قبل عدة أشهر فحسب في سبيل مكافحة التمييز ضد النساء. إذ وقع عليها الاختيار خلال العام الماضي للمشاركة في حملة تحسيسية لـ"صندوق الأمم المتحدة للسكان"، بغية مكافحة التمييز القائم على أساس النوع الاجتماعي. وشكلت تلك الروبوت فرصة للمنظمة الأممية لاستكشاف الإمكانيات الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في مكافحة كل أشكال التمييز ضد النساء والفتيات.
تتوفر "شامة" على كاميرات ذكية، تخول لها التعرف على محيطها بدقة متناهية، فهي لا تخلط بين البشر والكراسي والأثاث وغيرها من الأشياء... بل بوسعها قراءة نص مكتوب على ورقة دون صعوبة تذكر.
لـ"شامة" أيضاً مواهب كثيرة أخرى، فإذا طلِب رأيها في مجال الطبخ مثلاً، فيكفي توفير لائحة من المكونات المتاحة للطباخ كي تخبره "الشاف شامة" بكل "الشهيوات" التي يمكنه إعدادها بفضل تلك المكونات. والفضل في كل هذه المواهب يرجع للكم الكبير من الخوارزميات التي تم الاشتغال عليها على مستوى جامعة القاضي عياض بمراكش قبل تجميعها في الآلية المغربية.
دفعة جديدة
ما ذكر في الأسطر السالفة يدخل في نطاق إمكانيات "شامة" حتى قبل أن ينتبه إليها المستثمر الأمريكي. ما يعني أن استثمار المقاولة الأمريكية "FotaHub" في هذا المشروع سيعطيه دفعة جديدة، تؤكد هاجر المصنف، خصوصاً أن تخصص الشركة المذكورة هو بالتحديد تطوير المكونات الإلكترونية للأجهزة الذكية والمتصلة (Objets connectés)، وتجديد برامجها.
الأمر بالتالي لا يتوقف عند "شامة"، فما ستستفيد منه هذه الأخيرة من تحديث يُمكن أن يحولها إلى "منصة تشاركية للمعلومات"، أي أن المهتمين من داخل وخارج المغرب بالتكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي سيصبحون قادرين على الاشتغال والاستفادة من خِبرة "شامة" لتطوير مشاريع مُشابهة.
بفضل هذه الدفعة التكنولوجية المقدمة من طرف الشركة الأمريكية، بات بوسع هاجر المصنف التحليق بأحلامها صوب آفاق أرحب. فمنذ حصولها على المنحة، لا يغمض لها جفن بليل إلا وقد تخيلت أنماط جديدة وفائقة التطور من "شامة". تتصور "طفلتها" وهي مستشارة لشركات تجارية في مجال تسويق المنتجات وترويجها، وما يمكن أن يحققه ذلك للشركات المغربية، خصوصاً على مستوى التصدير نحو الأسواق الدولية.
ولأن المصنف تأبى التنكر لجذورها، وتدين بالفضل للجامعة المراكشية التي تشتغل بين ظهرانيها وساعدتها على البروز، فإنها تؤمن بقدرة "شامة" على القيام بأنشطة كثيرة لمساعدة طلاب الجامعات المغربية.
عام الغد لن ينتظر طويلاً..
لا تعتبر المخترعة هاجر المصنف أن أهمية هذا الحدث تقتصر على امرأتها الآلية، بل تتعداها نحو التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي سيصبح متاحاً بفضلها داخل المغرب. فالباحثة مُقتنعة بأن عالم الغد سيكون فيه التنافس الدولي على تطويع الذكاء الاصطناعي كما هو التنافس اليوم على موارد الطاقة.
وتؤكد أن نجاح "شامة" من شأنه تشجيع المبدعين المغاربة على استكشاف مجال الخوارزميات والذكاء الاصطناعي، فهي لا تبالغ حين تشدد على أن المغرب بوسعه التموقع جيداً في هذا المجال، وامتلاك حصة من السوق العالمية، بل حتى التحول إلى مركز تكنولوجي تتهافت عليه الشركات العالمية لتطوير تكنولوجياتها، لاسيما وأن البلد لا يفتقر بحسبها مُطلقاً للمواهب والعقول المبدعة في مجالات الرياضيات والمعلوميات.
فلسفة المصنف تختزلها في جملة: "عالم الغد هو عالم الخوارزميات والذكاء الاصطناعي، فإما أن نطور أنفسنا في هذا المجال ونكون من الدول الرائدة في عالم المستقبل، وإما أن مصيرنا هو التبعية للدول التي تبذل جهوداً كبيرة في هذا السياق".
مقالات ذات صلة
تكنولوجيا
تكنولوجيا
تكنولوجيا