مجتمع
صلاح الدين الغماري.. 2020 سنة التوهج والرحيل
11/12/2020 - 20:42
نضال الراضييشهد، للغماري، الذي رأى النور بمكناس في الثامن من أبريل عام 1970، إخلاصه وتفانيه في العمل منذ التحاقه بفريق النشرات الإخبارية، بالقناة الثانية، سنة 2000، عقب استكمال دراسته العليا في الصحافة السمعية البصرية في روسيا.
تخصص الغماري، في تقديم نشرة الأخبار باللغة العربية، كما قام بالعديد من التغطيات الصحافية، أشهرها مشاركته كمراسل للقناة، في تغطية الزلزال الذي ضرب مدينة الحسيمة سنة 2004.
ألف المغاربة بعد ذلك وجه صلاح الدين، وصاروا ينتظرون طلّته الإخبارية على مدى سنوات، رفعته لمرتبة نجم إعلامي مغربي.
وخلال فترة الحجر الصحي، ابتداء من شهر مارس المنصرم، تألق الراحل أثناء الوصلات الإعلامية الخاصة بالتوعية، "أسئلة كورونا"، التي دأب على تقديمها، تزامنا مع اكتشاف أولى الإصابات، بـ"كوفيد-"19، وضرب للمغاربة موعداً يومياً لم يخلُ من تنبيه وتوجيه، كأنهم جميعاً أفراد من أسرته.
ونال الفقيد استحسان الجمهور، خلال هذه الفترة بطريقته المميزة، في تقديم النصائح والمعلومات المتعلقة بـ"كورونا"، بحيث تخلى عن لغته العربية الفصيحة، التي تعود عليها المغاربة خلال طيلة أعوام من نشرات الأخبار، واستبدلها بلغة دارجة يومية بسيطة، هدفها التوعية بمخاطر الفيروس المستجد، ورفع الغموض واللبس على المخاوف التي كانت تؤرق المواطنين، صحيا واجتماعيا.
ولأن الشموع تأبى إلا أن تتوهج بقوة قبل انطفائها ببرهة، شاءت الأقدار أن تكون سنة 2020 سنة التألق والوداع لصلاح الدين الغماري. أزمة قلبية، باغتته مساء يوم الخميس، العاشر من دجنبر، خلفت حزنا كبيرا بين زملائه، الذين شهدوا له بالإخلاص والتفاني في أداء واجبه المهني..
على غرار جامع كلحسن، الذي نعاه في تصريح لـ"SNRTnews" بعبارات مؤثرة قائلاً: "كان الراحل صلاح الدين الغماري من الزملاء الجديين المتحمسين البشوشين. لا يبخل على زملائه ولا طلبته ولا متدربيه بيد العون، هو في الخدمة في كل وقت وحين". ثم أضاف: "الراحل عبر من الشاشات إلى القلوب، ولعل جنازته المهيبة خير دليل على المشاعر التي خلفها في قلوب أصدقائه وزملائه وجمهوره. للأسف، كان مُقبلا على برنامج جديد وكان يشتعل حماساً له كما لو أنه ينتظر مولوداً، ولكن شاءت الأقدار أن ينتقل إلى جوار ربه قبل ذلك".
تأثر شاطره إياه سليم الشيخ، المدير العام للقناة الثانية، الذي أشاد بأخلاق وقيم الفقيد في رسالة داخلية للعاملين بالقناة قائلا: "من الصعب إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن هذا الألم، إنها خسارة ليست فقط للقناة الثانية، بل لجميع المغاربة...".
مقالات ذات صلة
رياضة
مجتمع
نمط الحياة