مجتمع
طلبة جامعيون: "عدنا والعود غير أحمد"!
13/02/2021 - 16:45
حليمة عامرعاد البعض من الطلاب إلى جامعاتهم، ممن اختاروا الدراسة حضوريا، في ظل إجراءات احترازية للوقاية من فيروس "كورونا"، فيما وجد آخرون في الدراسة عن بعد سبيلا للاحتياط من الفيروس، لكن الأمور لم تمش بالنسبة لكلي الطرفين كما خططوا لهما.
عودة استثنائية
"جميلة"، طالبة سنة ثانية بشعبة أدب عربي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، اختارت الدراسة حضوريا، لكنها وجدت صعوبة في متابعة دراستها كما كانت في السابق، بسبب انعكاس تداعيات "كورونا" على أجواء الدراسة.
تقول، في تصريح لـ"SNRTnews"، "من بين المشاكل التي أحدثها لنا كورونا، مسألة التفويج وتقليص عدد ساعات الدراسة. فبسبب ذلك، لم يعد بإمكان الأساتذة أن يمنحوننا الوقت الكافي لشرح وتوضيح الدروس، التي يلقونها، وينصحوننا بشراء المطبوعات، التي لا نتوفر على الإمكانيات المادية، الكافية، لشرائها".
وتابعت "عندما نطلب من الأستاذ توضيح مسألة معينة لم نفهمها، يطلب منا شراء المطبوعات، التي تباع بمكتبات الكلية، لأن الوقت غير كاف لشرح جميع المواضيع"، حيث تدرس "جميلة" كل مادة خلال ساعة ونصف في الأسبوع، وتعتبر أن ذلك يجعلها تبذل الجهد أكثر من الأستاذ.
مشكل "التفويج"
أجبرت وزارة التعليم العالي وبالبحث العلمي جميع المؤسسات الجامعية بالمملكة، بالتقييد بتقسيم الطلاب إلى أفواج، الذين سيدرسون حضوريا، من أجل التخفيف من أعدادهم داخل الفصول وضمان التواصل المباشر مع المحاضرين ولو لفترات أقصر من السابق.
وتوصي "جميلة" برفع الحيز الزمني المخصص لعدد الوحدات، حيث انعكس ذلك على عطاء الطلبة خلال فترة الاختبارات، بعدما وجد العديدون صعوبة في مواكبة إيقاع امتحانات الدورة الخريفية، بسبب تفاوت وتيرة الاختبارات مع عدد الدروس التي كانوا يتلقونها.
وإضافة إلى مشكل "التفويج"، عانت "جميلة" من تبعات استمرار إغلاق الأحياء الجامعية، بعدما وجدت نفسها مضطرة لاستئجار غرفة رفقة زميلاتها، إلى أن تعيد إدارة الحي الجامعي بالجديدة النظر في مسألة إعادة فتح أبوابها، في وجه الطلبة، الذين ينتمون إلى مختلف المناطق بجهة دكالة.
تبعات "التعليم عن بعد"
أما "خالد"، طالب سنة أولى ماستر شعبة الدراسات الإسبانية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، فقد وجد نفسه مضطرا لا مخيرا، على متابعة الدراسة عن بعد، بسبب قرار من رئاسة الجامعة.
ويعتبر "خالد" أن "التعليم عن بعد" جد مكلف من الناحية المادية، من حيث توفير الأجهزة الإلكترونية لمتابعة الدروس التي يلقيها الأساتذة، عن طريق تقنية "زوم"، وكذا الحرص على توفير رصيد الإنترنت بشكل دائم، ناهيك عن ما يتطلبه ذلك من مجهود، حيث يتقاسم "خالد" و"جميلة" إشكالية تقليص الحيز الزمني للدروس، وعدم قدرة الطلبة على استيعابها، حيث يضطرون إلى الشرح لبعضهم البعض.
وزاد على ذلك استمرار إغلاق المكتبات والمقاصف الخاصة بالكليات، بعدما كانت الأماكن الوحيدة التي يمكنهم أن يلتئموا فيها، لكي يتقاسموا ما فاتهم من دروس.
الوزارة تبرر
قام "SNRTnews" بعرض هذه المشاكل والمعاناة التي واجهت الطلبة، خلال هذا الموسم الدراسي، بسبب استمرار إغلاق الأحياء الجامعية والمقاصف بالكليات وكذا صعوبة تدبير الحيز الزمني للدروس، على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وأجاب محمد الطاهيري، مدير قسم التعليم العالي والتنمية البيداغوجية بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي- قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، بأن أي إجراء طرأ على نظام التدريس بالتعليم العالي خلال هذا الموسم الجامعي، من قبل الوزارة، كان بتشاور مع وزارة الصحة.
ويشرح الطاهيري أن الوضع الوبائي لم يكن يسمح بإعادة فتح الأحياء الجامعية، لأنه، في بعض الأحيان، يمكن أن يقطن بغرفة واحدة ثلاث أو أربع طلبة، ولكن ضبط إدارة الحي الجامعي لنظام التباعد الجسدي، بين هؤلاء الطلبة، كان أمرا غير ممكن، لذلك فقرار مثل هذا، لم يكن عشوائيا، بل جاء بناء على الوضعية الوبائية الصعبة.
مجهود مضاعف
بخصوص عدم إجراء امتحانات الدورة الخريفية عن بعد، دون تكليف الطلبة عناء التنقل لاجتياز الامتحان، بدون توفير السكن، يجيب الطاهيري أن إجراء الامتحانات بمراكز القرب يتطلب من الوزارة مجهودا كبيرا، لأن بعض الجامعات تضم عدة جهات، مثل جامعة ابن زهر بأكادير، ولكي تجري الامتحانات بمراكز القرب ينبغي أن تتم التعبئة لهذه العملية من قبل مجموعة من الطاقات.
ويضيف المتحدث ذاته أنه في حالة أن أرادت الجامعات إجراء الامتحانات عن بعد، فلا يمكنها أن تضمن سير هذه العملية على نحو من الشفافية، لأن هذه القضية تطرح إشكالية مراقبة عملية الامتحانات، لضبط حالات الغش، في حال وجدت...
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع