سياسة
عيد الاستقلال .. المقاومة تستنزف المستعمر
18/11/2021 - 23:14
SNRTnews
لم يكن التدخل الأجنبي في المغرب يسيرا وسلسا، فعلى مدى سنوات واجه مقاومة في كل أنحاء المغرب، بدأ بالبندقية وانتقل إلى السياسة قبل أن يمتزجا معا.
تشير المراجع التاريخية إلى أن المرحلة الأولى من المقاومة المسلحة ضد الاستعمار بدأت من 1912 إلى 1934، تلتها فترة مقاومة سياسية تركزت على المطالبة بإصلاحات، ثم المطالبة بالاستقلال انطلاقا من 1944، ومع رفض فرنسا مطالب المغرب ونفي جلالة المغفور له محمد الخامس في 1953 أدخل المغاربة إلى مرحلة ثانية من النضال المسلح السري حتى تم تحقيق الاستقلال.
مقاومات دموية
جاء في كتاب "المقاومة المغربية ضد الاستعمار، الجذور والتجليات" أن المغرب شهد حركات وتمردات ضد المستعمر، ففي 1907 انتفضت قبائل الشاوية، وشهدت فاس سنة 1912 ثورة عُرفت باسم "أيام فاس الدامية"، وفي الأطلس المتوسط حدثت أعنف المعارك عام 1913، وبتافيلالت صدت المقاومة الجيش الفرنسي في 1930، واستمرت المقاومة لتشمل معظم المناطق.
وفي الأطلس الصغير ظهرت مقاومة بقيادة عسو أوبسلام، وفي الجنوب والصحراء قادها أحمد الهيبة ماء العينين، وفي الريف تزعم محمد بن عبد الكريم الخطابي الثورة ضد المستعمر قبل استسلامه سنة 1926.
وأجمعت مراجع على أن احتلال المغرب عسكريا كلف سلطات الحماية 22 سنة من العمل العسكري، نظرا لقوة المقاومة المسلحة المغربية، وقذ ظهر ذلك في معارك الهري وأنوال وبوكافر وغيرها.
واستمرت المقاومة في عدة مناطق إلى حدود 1934 حيث احتلت الجيوش الفرنسية والإسبانية ما تبقى من المناطق المغربية، مثل تافيلالت، وجبل صاغرو بعد إخضاع قبائل أيت عطا، وكذلك منطقة درعة، والأطلس الكبير، والصغير، والمناطق الجنوبية الصحراوية، وفي نفس السنة عرفت المدن انطلاق الحركة الوطنية التي نهجت الأسلوب السياسي للتحاور مع الاستعمار.
مقاومة سياسية
يشدد مؤلف "مقاومة المغرب للاستعمار بين الفعل السياسي والعمل المسلح جدلية القطيعة والاستمرارية" على أن "موقف المغاربة من هذه السياسة الفرنسية كان جماعيا وهذا الموقف خلق دينامية جديدة في الوعي الوطني، خاصة وأن المعارضة المغربية لهذا الظهير لم تبق محدودة وعلى صعيد محلي فقط وإنما تدعمت بحملة عمالية وبدعم من جميع أنحاء، ويمكن أن نعتبر المرحلة التي امتدت من سنة 1930 حتى 1934".
ولفت إلى أن هناك مرحلة مهمة في تاريخ الحركة الوطنية هي التي برزت فيها الحركة الوطنية كحركة شاملة لم تعد تناضل في سبيل عمل جزئي أو في نطاق ضيق كالمدن الكبرى، ولكنها أصبحت تواجه. ومن هنا أسس الزعماء 23 الاستعمار في مذهبه وفي تصرفاته التي كان يعتمد عليها في بناء كيانه الوطنيون عدة لجان للدفاع عن قضية المغرب والنضال ضد الاستعمار.
يشير كتاب "المقاومة المغربية ضد الاستعمار" إلى أن سنة 1927 تعتبر بداية العمل السياسي، بعد قضاء المستعمر على أكبر مقاومة، المقصود بها ثورة الريف، لكن ذلك لم يقض على جيوب المقاومة الجبلية نهائيا، ذلك أن الأهالي ظلوا حاملين السلاح يواجهون الغزو الفرنسي إلى سنة 1934، وهذا يعني تزامن المقاومتين المسلحة والسياسية، انتهت بغلبة النضال السياسي...".
شكل صدور الظهير البربري سنة 1930 بداية انطلاق الحركة مقاومة سياسية تبتغي الإصلاح، إذ وضعت كتلة العمل الوطني برنامجا وطنيا سنة 1934 سمي "برنامج الإصلاحات المغربية"، لم تستجب له سلطات الحماية ففي سنة 1936 أرادت فرنسا إحداث مجالس استشارية رفضها الوطنيون.
من بين أشكال المقاومة التي عرفتها هذه المرحلة، أحداث بوفكران في شتنبر 1937 بعد محاولة المعمرين حرمان السكان من مياه النهر، وتم خلالها اعتقال عدد من المواطنين، ونفي بعضهم (علال الفاسي)، وفرضت على بعضهم الإقامة الجبرية (محمد الحسن الوزاني).
النفي والمقاومة
كان لنفي الملك دور في اندلاع الكفاح المسلح، كما كان في فترة الحماية والاستعمار، فقد ظهرت بوادر العمل المسلح والمقاومة والفداء وتشكلت الخلايا الفدائية والتنظيمات السرية لمكافحة الاستعمار وضرب مصالحه.
حين تم إبعاد السلطان محمد بن يوسف عن المغرب اندلعت انتفاضة شعبية ومقاومة مسلحة عفوية، على غرار مقاومة أحمد الحنصالي، وفي نفس الوقت نظم الوطنيون حركة الكفاح المسلح، وظهرت تنظيمات سرية استهدفت الخونة والاستعمار (منظمة الهلال الأسود)، وتصاعدت العمليات الفدائية وفي2 أكتوبر 1955 تم تأسس جيش التحرير الذي قاد عمليات مسلحة ضد الاحتلال الفرنسي في مختلف مناطق البلاد.
وانتهت المفاوضات بعودة جلالة المغفور له محمد الخامس إلى المغرب في 1955 وتوقيع اتفاقية الاستقلال في 2 مارس 1956 مع فرنسا، ثم اتفاقية في أبريل مع إسبانيا، وفي أكتوبر انتهى الوضع الدولي لمدينة طنجة، ولتحقيق الوحدة الترابية استرجع المغرب إقليم طرفاية سنة 1958 ومنطقة سيدي إفني سنة 1969 وإقليمي الساقية الحمراء وادي الذهب في 1975 عقب تنظيم المسيرة الخضراء.

مقالات ذات صلة
الأنشطة الملكية
سياسة
رياضة
سياسة