سياسة
فيدرالية اليسار .. ماذا بعد انسحاب منيب؟
30/06/2021 - 23:19
يونس أباعلي
سحبت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، أمس الثلاثاء، التصريح المشترك الذي كان يربطها مع حزبي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي، وهو ما يعني تراجعها عن المشاركة في الانتخابات في إطار فيدرالية اليسار.
بعد اجتماعه ليوم الاثنين 28 يونيو، قرر المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد المشاركة في الانتخابات، بشكل منفرد برمز الشمعة، عوض المشاركة باسم فيدرالية اليسار، التي تأسست في يناير 2014.
وعبرت قيادات حزبي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي عن استغرابها من القرار، كما توضح، في تصريحات لـSNRTnews، على اعتبار أنه أتى بعد أسبوع من وضع التصريح المشترك لدى مصالح الداخلية.
وقال عبد السلام العزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، إن نبيلة منيب كانت طالبت بسحب التصريح المشترك ووضع آخر خاص بالانتخابات المهنية، وبعد ذلك طالبت بسحب التصريح ككل، واصفا هذا بأنه "غير واضح ولم يكن هناك أي مستجد يجعلها تقرر سحبه".
وأوضح، في تصريح لـSNRTnews، أن الفيدرالية تتفق على أن البت في مسألة الانتخابات يعود لأجهزة الفيدرالية وحدها، مضيفا "عندما انسحبت منيب من تحالف الأحزاب، فهذا يعني أنها انسحبت أوتوماتيكيا من الفيدرالية".
ولفت إلى أنه سيتم عقد اجتماع، غدا الخميس، مع وزارة الداخلية وبعدها سيجتمع المكتبان السياسي لحزبي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، بشكل منفرد، على أن يعقد اجتماع آخر يوم الأحد يضم المكتبين معا.
ما تداعيات القرار؟
لا يربط عبد السلام العزيز القرار بأي تراكمات سابقة، إذ، بحسبه، كانت الأمور تسير نحو الاندماج بعد الانتخابات المقبلة، وقد اتفقت الأطراف الثلاثة على ذلك.
وتابع قائلا: "مؤسف أن تتخذ منيب هذا القرار، فالتجربة انطلقت منذ 2006، والمغرب عرف تحالفات سياسية لكن مداها كان قصيرا، عكس تحالف أحزابنا، ولدينا مؤسسات ونشتغل بشكل دائم".
وحول التداعيات التي سيأخذها القرار، أوضح العزيز أن اجتماعات ستعقد خلال الأيام المقبلة، مبرزا أن "هناك مشاكل في الفيدرالية كباقي الأحزاب، لكن وصلنا إلى مرحلة الاندماج، وقد اتفقنا على هذا قبل الانتخابات، لكن لا نفهم لماذا هذا التراجع".
من جهته، يقول علي بوطوالة، الكاتب الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي، إن الأخير، رفقة المؤتمر الوطني الاتحادي، سيواصلان استعدادهما للانتخابات المقبلة، وسيلتقيان بوزارة الداخلية غدا الخميس، لأن التحالف مستمر كما يشدد على ذلك، في تصريح لـSNRTnews.
وأضاف: "لدينا رمز استخدمناه في الانتخابات السابقة وسنحتفظ به. حتى الآن يمنحنا القانون الحق في الحفاظ على مكانتنا، إذا كان لدى وزارة الداخلية تفسير آخر فسوف نناقش معهم ونرى ما يمكننا تحقيقه".
وشدد على أنه "حتى لو غادر الحزب فسيستمر التحالف، لقد غادرت منيب هذه لأنها تواجه صعوبة في إدارة مشاكلها الداخلية في الوقت الحالي".
وفي قراءة لوضع فيدرالية اليسار، قال الباحث والمحلل السياسي كريم عايش، في تصريح لـSNRTnews، إنه أحد التحالفات السياسية التي تأسست وفق مشروع فكري سياسي يروم خلق محور تجتمع حوله كل قوى اليسار بالمغرب، يعيد هيكلتها في أفق وعي يساري يروم التموقع والدفاع عن الطبقات الكادحة.
وأبرز أن نبيلة منيب "كانت أحد حاملي المشروع قصد إعطائه مصداقية أكثر وانتشارا أوسع ومحاصرا للمد الليبرالي، لإعادة اشتراكية مواطنة واجتماعية، وهي بذلك تعمل على الاشتغال وفق مقاربة ربما ذات طابع مغاير لما يجري به العمل بالساحة السياسية المغربية".
وتابع قائلا: "يمكن التخمين أن انشقاقها عن صفوف فدرالية اليسار كان نتيجة وجود قصور في أفكار هذه الفدرالية، إذ يمثل الزمن الانتخابي أحد عناصر الضغط التي تحول الأحزاب السياسية إلى دخول معترك تشكيل اللوائح ووضع الأسماء وفق معايير تختلف من حزب إلى آخر".

مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة