مجتمع
في يومها العالمي .. كورونا تُعمق أزمة الصحافة وتسائل نجاعة أدائها
03/05/2021 - 22:06
يونس أباعليللمرة الثانية يمر اليوم العالمي لحرية الصحافة بنكهة كورونا التي أضافت همّا جديدا للقطاع، متثمل في محاربة زيف الأخبار والبحث عن مصداقية المحتوى. لذلك كان شعار "المعلومات كمنفعة عامة" هو الذي اختارته منظمة الأمم المتحدة لتخليد اليوم هذا العام.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، فإن موضوع الاحتفال بهذا اليوم العالمي لهذا العام يعد بمثابة دعوة لتأكيد أهمية الاعتزاز بالمعلومات باعتبارها منفعة عامة، واستكشاف ما يمكن القيام به عند إنتاج المحتوى وتوزيعه وتلقيه من أجل تعزيز الصحافة والارتقاء بالشفافية.
مجاهد: المجتمع أظهر حاجته الملحة لصحافة محترفة
عن حرية الصحافة في المغرب، قال يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، "نحن ملزمون بإعداد تقرير سنوي حول الموضوع، ونحن بصدد إعداد تقرير 2020"، مشيرا إلى أن "هناك مكتسبات تحققت في الجانب التشريعي وهي مهمة بالنسبة لحرية الصحافة، كما سجلنا في نفس الوقت انتقادات لبعض الحالات، ونحن في هذه السألة لا نريد التعميم".
وفي في تصريح لـSNRTnews، قال مجاهد إن جائحة كورونا ألقت بظلالها على كل القطاعات، بما فيها الصحافة الإعلام، وبالتالي وجب طرح السؤال حول دور الصحافيين في القضايا المطرحة في ظل الجائحة، مبرزا أن المنابر الإعلامية والصحافيين قدموا أجوبة محترفة، "وهذا وجه مشرق للإعلام المغربي لأنه ظل صامدا يواجه الأزمة في الصفوف الأمامية".
ويرى مجاهد أن المجتمع أظهر حاجة ملحة لصحافة محترفة، أمام أخبار زائفة تظهر أحيانا في مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفا: "ما سجل في المغرب والعالم كله هو أن الناس بدأوا يلجأون إلى الصحافة الاحترافية لأنها ذات مصداقية، وهذا الوجه المشرق الثاني".
الوجه الآخر للعملة، في نظر رئيس المجلس الوطني للصحافة، هو أننا أمام أزمة والصحافة الورقية مهددة بشكل كبير أكثر من السابق، لأن مبيعاتها انخفضت، ناهيك عن أزمة الإشهار، "إذن هذا العمل الصحافي وهذه الحاجة المجتمعية تسائلنا جميعا كمجتمع برمته، وليس فقط الجسم الصحافي، فنحن في حاجة لصحافة متطورة محترفة بوسائل عمل"، على حد تعبيره.
وأوضح أن الإشكالية الاقتصادية وتمويل الصحافة وتكوين الموارد البشرية مسألة مجتمعية أكثر من أي وقت مضى، وهذا بحسبه يطرح السؤال عن مستقبل الصحافة.
ما الذي قام به المجلس الوطني للصحافة؟
يشرح مجاهد أن دور المجلس الوطني للصحافة اقتراحي أكثر من أي شيء آخر، نظرا لعدم توفره على ميزانية، كما أنه لا يُشرّع، إذ يقترح فقط كيفيات تطوير القطاع. لذلك، يضيف "عملنا تقريرا حول الصحافة خلال جائحة كورونا، ونحن بصدد تقرير حولها ما بعد كوفيد، ونظمنا ندوة كبرى خاطبنا خلالها مختلف الفرقاء المعنيين، وشكلنا لجنة لمناقشة مستقبل الصحافة، لأن المجلس لا يمكن أن يشتغل لوحده، وإن أراد أن يتدخل فليس لديه أكثر من قوة اقتراحية فقط".
وسعى المجلس إلى تأهيل المهنة، عبر معالجة عدد من الشكايات، جزء منها تمت معالجته بصلح بين الأطراف. كما صادق في آخر لقاء لجمعيته العمومية على التصدي التلقائي في قضايا أخلاقية المهنة، وسيتم تفعيل هذا القانون، "لأن هناك قضايا لا تستوجب انتظار ظهور الطرف المشتكي، وهذا وصلنا إليه مكرهين نظرا لضرورة واجبنا"، كما أشار إلى هذا المصدر ذاته.
وتابع قائلا: "لعبنا أيضا دورا كبيرا في ما يتعلق ببطاقة الصحافة، فقد أًصبحنا أكثر حرصا على تطبيق القانون لتفادي وقوع انفلاتات، وقد أفرز هذا نتائج إيجابية. ونشتغل على ملف التكوين، من خلال دورات متتالية وسننجز دراسة على كل مؤسسات التكوين في الصحافة والإعلام للوصول إلى خلاصات وتوصيات. كما أجرينا تكوينات على القضة الوطنية والصحافة الاقتصادية، إلى جانب إنجاز دراسة على الوضع السوسيومهني للصحافي ستعرض الأربعاء المقبل، وهذه دراسة غير مسبوقة، في أفق تطويرها أكثر".
مفتاح: نأمل في تفكير عميق لما بعد الجائحة
اعتبر نور الدين مفتاح، رئيس فيدرالية الناشرين بالمغرب، أن اليوم العالمي للصحافة هو مناسبة للتفكر والتدبر في أحوال المهنة، على جميع المستويات، مشددا على ضرورة النظر إلى حرية الصحافة بمفهومها الواسع.
ويرى في اتصال بـ"SNRTnews"، أنه من الواجب التوفر على الوسائل الاقتصادية وأن تكون الأوضاع الاجتماعية للصحافيين في المستوى، لكي يتمكنوا من أداء مهمتهم.
وفي ما يتعلق بمشكال قطاع النشر، أبرز مفتاح أن هناك أزمة هيكلية تتعلق بضعف المقروئية والوضع الاقتصادي الهش للمقاولة الصحفية، وكذلك ضعف الموارد بصفة عامة، وكل هذا عمّقته طرفية كورونا التي مست جميع القطاعات لكن قطاع الصحافة بشكل بكير.
ورغم تدخل الدولة لدعم قطاع الصحافة إلا أن النموذج الاقتصادي لا يجب أن يعتمد فقط على دعم الدولة، يقول مفتاح، معربا عن أمله في أن يكون هناك تفكير عميق بعد الجائحة، لتطوير الصحافة المغربية كي تتجاوز ليس فقط أزمة الظرفية بل أزمتها البنيوية، من خلال تنمية قراءة الصحف وخلق مصالحة بين المجتمع وصحافته.
ولفت إلى أن المحيط يجب أن يكون مساهما في هذ المتمنيات، سواء من خلال الإطار القانوني المنظم والحريات وحماية الصحافيين لتجاوز أي توتر.
مقالات ذات صلة
عالم
نمط الحياة
رياضة