عالم
كامالا هاريس.. "الأبيض" يليق بك
08/11/2020 - 10:02
مهدي حبشييستمر الحزب الديمقراطي الأمريكي في تسجيل نقاط تاريخية لفائدته، فهو حزب بارع في استثمار حس الانتماء لأمريكا لدى الأقليات والفئات المضطهدة تاريخياً في البلاد. وبعد أن كان أولَ حزب يُتوِّجُ رئيساً ذا أصول إفريقية للولايات المتحدة، ها هو يمنح البيت الأبيض أول امرأة، وأول سيدة أصولها إفريقية ومختلطة، لمنصب نائبة الرئيس.
كامالا هاريس، التي أردف اسمُها اسمَ الرئيس الأمريكي المنتخب طوال حملته الانتخابية، ولدت عام 1964 في أوكلاند بولاية كالفورنيا، لأب جامايكي من أصول إفريقية وأم مهاجرة من الهند. وقد ترعرعت هاريس في بيئة طبعها النضال في سبيل حقوق السود الأمريكيين، مُعطىً حاسم بلا شك في مسارها السياسي، بحيث اعترفت في كتابها "الحقائق التي نخفي" الصادر عام 2019، بأنها تستحضر "بحر الأرجل التي تتحرك على إيقاعات الصراخ والغناء" أثناء المظاهرات السوداء.
التنوع الغني لأسرة هاريس لا يتوقف عند هذا الحد، فهي متزوجة بدوغ إيمهوف؛ رجل يهودي مقرب بدوره من حملة بايدن، ومن أنشط الساهرين على جلب التمويل لفائدتها. وذلك بالرغم من أن هذه الحقوقية التي شغلت منصب المدعي العام لولاية كالفورنيا منذ 2011 حتى 2017، لم تكن صديقة حميمة لبايدن منذ البداية.
فقبل عام واحد وأثناء الصراع لأجل نيل تزكية الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية، انتصبت هاريس ضمن منافسي جو بايدن، بل كانت أشرسهم على الإطلاق، حتى إن توقعات ذهبت لإمكانية قلبها الطاولة على المرشح الأبرز للتزكية منتصف عام 2019، لا سيما حين سطع نجمها ذات مناظرة جمعتها ببايدن وبالمرشح الآخر بيرني ساندرز صيف العام نفسه.
أحرجت هاريس حليفها المستقبلي، حين أحالت على معارضته لآلية نقل الأطفال السود عبر الحافلة إلى المدارس ذات الأغلبية البيضاء، من أجل تشجيع الاختلاط العرقي في البلاد. فِطنة المتحدثة دفعت بايدن، رغم كل ما وجهته له، من انتقادات لاختيارها رديفاً له في المعركة الأصعب ضد دونالد ترامب، مراهناً على تاريخها النضالي في سبيل السود، وفي ظرفية دقيقة تميزت بموجة غضب عارمة بينهم، خلفها مقتل جورج فلويد إبَّان حِقبة ترامب.
لكنه اختيار لا يتوقف فحسب على تسويق صورة مناقضة لترامب، بل إن هاريس توافق بايدن في كثير من مواقفه البيئية والمؤيدة للطاقات النظيفة، وفي نظرة الحزب الديمقراطي بشكل عام لشؤون المهاجرين والأقليات.
مقالات ذات صلة
سياسة
عالم