رياضة
كمال لحلو: هذه حكاية المغرب مع اليوم العالمي للرياضة
07/04/2021 - 11:39
يونس الخراشييقول كمال لحو، مسترجعا تفاصيل الحدث: "حدث كل شيء شهر ماي سنة 2011، حين تلقيت مكالمة هاتفية تخبرني بأن رئيس اللجنة الأولمبية، السيد حسني بنسليمان، يريدني في موضوع مهم. وما أن التقيت به حتى أخبرني بأنه يود أن ينتدبني لكي أحضر عوضا عنه لاجتماع خاص تنظمه هيأة الأمم المتحدة بجنيف، السويسرية، في موضوع الرياضة".
ويسترسل لحلو، قائلا:"كنت سعيدا بتمثيل بلدي في ذلك اللقاء الكبير والمهم، وإن شعرت بأن المسؤولية جسيمة. التحقت، يوم 22 ماي 2011، بجنيف، لأجدني في محفل مهيب، بحضور كبار الشخصيات العالمية في الرياضة، وسط جمع يرأسه الأمين العام للأمم المتحدة، حينها، بان كي مون. والموضوع هو الرغبة في جعل الرياضة في خدمة السلام العالمي، والتعايش بين الشعوب، وإدماج قيمها الجميلة في النسيج المجتمعي عبر الأمم".
"الصدفة تلعب لعبتها مرة أخرى"، يقول كمال لحو، وهو يواصل الحديث عن ذلك اليوم الطويل، والذي سيصبح خالدا في تاريخ المغرب والعالم. ثم يوضح: "لم يكن مقررا أن أقول كلمة بعينها في ذلك اليوم. غير أنني قدرت بأن اسم المغرب لا بد أن يكون مدونا، وبقوة. وهكذا، في لحظة من اللحظات، طلبت الكلمة. ثم نودي على المغرب، لأن اللوحة التي كانت أمام مقعدي لم تكن تحمل اسمي، وهكذا بالنسبة إلى سائر الحضور".
جاءت الكلمة بسيطة للغاية، حسب كمال لحو، الذي قال عنها: "نوهت، في البداية بكل ما قيل في ذلك المحفل، وأكدت بأن الرياضة، بالفعل، تتسم بمميزات كثيرة ذات أهمية بالغة بالنسبة إلى التعايش بين الشعوب. غير أنني لم أكتف بذلك، بل قلت للحضور، وعلى رأسهم الأمين العام، بان كي مون، بأنه ليس معقولا ولا مقبولا، وبالتالي لن يكون مفيدا، أن ننوه بالرياضة ومدى ما تسديه للشعوب والعالم، ثم لا نحتفي بها على غرار أشياء أخرى قد لا تكون لها الأهمية نفسها، ومع ذلك نجعل لها يوما خاصا من كل سنة. الرياضة، يا سادة، لم يحتفى بها سوى مرة واحدة على مدار خمسين سنة من عمر هيأة الأمم المتحدة، وكان الاحتفال تحت شعار سنة الرياضة. ثم نسيت تماما".
ما حدث لاحقا أن الكلمة، التي صفق لها كثيرون وبحرارة، نالت الإعجاب، إذ سجل المقترح باعتباره توصية مهمة ضمن توصيات اللقاء. يقول لحو:"هنأني البلجيكي جاك روغ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، على كلمتي. بل قال لي بعضهم إنها فكرة ممتازة، وإن الرياضة تستحق بالفعل. ولكن مع الأسف، فالتوصية لم تأخذ طريقها بسرعة. ومع ذلك، فلم أرم المنديل، كما يقال في الملاكمة، بل قررت أن أواصل الدفاع عنها".
سنة بعد ذلك، سيعود كمال لحلو في لقاء جديد، وهذه المرة بالعاصمة الروسية موسكو، ليذكر بالفكرة، ويؤكد عليها، قائلا:"ذكرت مستشار الأمين العام بالفكرة، وألححت. فقيل لي إنهم لم يعثروا على يوم فارغ يمكنه أن يصلح يوما عالميا للرياضة. لم يكن ذلك الرد مقنعا بالنسبة إلي، وطلبت الكلمة"، يضحك، ثم يواصل قائلا:"من محاسن الصدف أنني قرأت، لما كنت في الطائرة إلى موسكو، موضوعا جميلا يتحدث عن اليوم العالمي للمراحيض، الذي يصادف 11 نونبر من كل سنة. وكان الموضوع هو رأس الخيط الذي أخذت به، وانطلقت في كلمتي. فقلت لهم هل يعقل، السيد المستشار، السادة الحضور، أن يكون للمراحيض يومها العالمي، ثم لا يكون للرياضة يوم يحتفى فيه بها، ويتجدد الحديث عنها، وتثار قضاياها في صلة برغبتنا جميعا، وهذه الهيأة الأممية، في إشاعة المحبة والسلام بين كافة الشعوب؟ شخصيا، أعتقد أنه يتعين علينا جميعا أن نجد ذلك اليوم، ونحرص عليه".
كانت كلمة نافذة، ومؤثرة، يقول كمال لحو. ويزيد:"رأيت مدى تأثيرها في العيون. ولمسته بعد ذلك عندما هنأني كثيرون على إصراري. لكن، مع الأسف مرة أخرى. فحين اعتمد يوم السادس من أبريل كل سنة بصفته يوما عالميا للرياضة، لم يذكر، في الأثناء، أن صاحب الاقتراح هو المغرب. ومع ذلك، فالجميل الآن هو أن العالم كله يحتفي بيوم عالمي للرياضة، ويجعل منه فرصة للحديث عن قضاياها، ومدى تأثيرها في التعايش بين الناس في المجتمع الواحد، وبينهم في المجتمع الدولي ككل، ومدى تأثيرها في الحياة بصفة عامة".
تجدر الإشارة إلى أن اليونيسكو، التي تذكر بتاريخ غشت 2013 باعتباره اليوم الذي قررت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان يوم 6 أبريل اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام، تشير إلى أن "الرياضة (لعبت) على مر التاريخ دوراً هاماً في كل المجتمعات، سواء في مجال الرياضة التنافسية أو النشاط البدني أو اللعب"، وتؤكد:"إن الرياضة واللعب حق من حقوق الإنسان التي يجب احترامها وتطبيقها في جميع أنحاء العالم".
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة