اقتصاد
"كورونا" تخفف من جموح سوق السيارات المستعملة
02/12/2020 - 16:07
حليمة عامرلم يسلم سوق السيارات المستعملة من تداعيات التي فرضتها جائحة "كوفيد-19" بالمغرب. فقد تراجعت المبيعات تحت تأثير تدابير الحجر الصحي والطوارئ الصحية، بما كان لها من تأثير على القدرة الشرائية للأسرة.
وصلت مبيعات السيارات المستعملة، في العام الماضي، إلى 530 ألف سيارة، حيث شهدت، حسب بيانات شركة "KIFAL"، العاملة في تلك السوق، ارتفاعا ملحوظا في الأعوام الأخيرة، بعدما وصلت في 2014 إلى 330 ألف سيارة.
وتمثل مبيعات السيارات المستعملة حوالي ثلاث أضعاف السيارات الجديدة المباعة في المغرب، والتي وصلت، في العام الماضي، إلى 165 ألف سيارة، علما أن المهنيين يتوقعون انخفاضها في العام الحالي بما بين 20 و30 في المائة.
إيرادات أقل
شهد رقم مبيعات السيارات المستعملة بالمغرب، خلال الأشهر الأخيرة، انخفاضا وصل إلى أدنى مستوياته، حيث وصل التراجع إلى حوالي 30 في المائة.
ويقبل عدد قليل من المغاربة على شراء السيارات المستعملة، بسبب الأزمة التي خلقها فيروس "كورونا" المستجد، الأمر الذي أدى إلى تراجع سوق السيارات المستعملة.
ولم ير منير بنموسى، مدير شركة لبيع السيارات المستعملة بالدار البيضاء، مثيلا لهذا الركود طوال عشر سنوات من عمله في هذه السوق؛ حيث يؤكد أن مبيعات شركته تراجعت بنسبة من 20 إلى 30 في المائة خلال هذه الفترة.
وكشف بنموسى أن 80 في المائة من عمليات البيع تتم عبر قروض وتسهيلات، مادامت شركته معتمدة من قبل مؤسسات القرض، ما قد يخول له تدارك جزء من العجز الذي سببه توقف أنشطته خلال فترة الحجر الصحي.
خفض الهوامش
ذكر صاحب محل لبيع السيارات المستعملة بدرب غلف، التقته "SNRTnews"، أن الطلب على السيارات الفارهة، خاصة التي يتراوح ثمنها بين 200 و300 مليون سنتيم، يشهد حاليا انتكاسة ملحوظة بعدما كانت المبيعات مرتفعة خلال السنوات الماضية.
وأوضح أن "الرواج بالسوق تأثر بدرجات مختلفة، حسب النوع والفئة، إذ نجد أن مبيعات السيارات الصغيرة لم تتأثر بشكل كبير، فيما تراجع الرواج بالنسبة للسيارات الفارهة".
ومن جهتها، ذكرت بشرى بوخنتر، المكلفة بالمبيعات داخل محل لبيع السيارات بالعاصمة الاقتصادية، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن نسبة المبيعات ضعيفة جداً بعد فترة الحجر الصحي، مضيفة "صحيح أننا نبيع بتخفيض هامش كبير من الربح، إلا أننا لم نبع، على سبيل المثال، سوى سيارتين منذ بداية الشهر الماضي".
وأكدت بوخنتر أن عددا كبيرا من المهنيين وجدوا صعوبة كبيرة في تسديد الديون التي تراكمت عليهم، رغم التسهيلات المالية التي منحتهم إياها البنوك، خلال هذه الظرفية الصعبة، والتي لم تتعد مدة ثلاث أشهر.
منافسة الوسطاء
ويتجلى أن القطاع غير المهيكل يهيمن في تلك السوق، التي تشكل منافسة قوية للفاعلين في القطاع المنظم، الذي شهد لجوء شركات مستوردة وموزعة للسيارات الجديدة إلى إحداث فروع لها متخصصة في بيع السيارات المستعملة.
ويشتكي تجار معتمدون في القطاع المهيكل من المنافسة التي يمثلها القطار غير الميهكل، الذي يسود فيه "السماسرة"، والذي يقبل عليهم الأفراد الراغبون في شراء سيارات مستعملة، ظنا منهم أنهم يطلبون أسعار توافق انتظاراتهم.
ودأب الفاعلون في القطاع المهيكل إلى التشديد على أن تنافسية الوسطاء في السوق غير المهيكل تأتي من كونهم لا يؤدون ضرائب ولا يتحملون أية تكاليف، ولا يقترحون أية ضمانات، ما يشكل خطرا على سلامة المتعاملين معهم.

مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد