مجتمع
كورونا.. هل المغرب في منأى عن الخطر؟
27/04/2021 - 23:34
نضال الراضيفي ظل الوضعية الوبائية المقلقة التي يعيشها العالم، والتي تطرح حولها مجموعة من التساؤلات أهمها: هل يعود العالم لنقطة الصفر في مواجهة الفيروس؟ أوضحت منظمة الصحة العالمية أن هناك انخفاضا طفيفا في حالات الإصابات والوفيات بـ"كورونا" في العديد من الدول، مما يدعو للتساؤل حول ما إذا كان المغرب، يندرج ضمن الدول التي تعرف وضعية وبائية مستقرة.
وضعية مستقرة ولكن...
قي هذا الصدد، يفيد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أنه بالرغم من أن الحالة الوبائية بالمغرب مستقرة ومتحكم بها، مقارنة مع مجموعة من الدول التي اشتد فيها انتشار الفيروس، إلا أنه لا يمكن اعتبار أن الوضع مطمئن، مؤكدا أن استمرار تفشي الوباء يصاحبه قلق كبير بخصوص الحالة الوبائية، خاصة أن بلادنا تعرف انتشار المتحور البريطاني السريع الانتشار أمام حالة التراخي الملحوظة بين صفوف المواطنات والمواطنين، في احترام التدابير والإجراءات الاحترازية، على حد تعبير الدكتور حمضي.
ويوضح المتحدث ذاته أنه في ظل تواصل حملة التطعيم الوطنية ضد "كوفيد-19"، وتشديد إجراءات التنقل الليلي، يعتقد معظم المواطنين أن الوضعية الوبائية بالمغرب قد وصلت بر الأمان، فحسب الدكتور حمضي، هذه الإجراءات تبقى غير كافية أمام ظهور سلالات متحورة من الفيروس.
واختتم الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية حديثه بالقول: "يمكن اعتبار أن الوضع الوبائي بالمغرب متحكم فيه لحدود الساعة، فهو مستقر، قابل للارتفاع، ولكن لا يمكن الاطمئنان له في وجود المتحور البريطاني، الذي يعتبر الأشد انتشارا وخطورة، فأي استقرار هو استقرار هش، يستدعي الحيطة والحذر، والشعور بالقلق بمعناه الإيجابي الذي يدفع بالجميع للعمل والالتزام لحماية بلادنا من خطورة الوباء".
الاستقرار لا يعني التراخي
من جانبه يعتبر جعفر هيكل، اختصاصي الأمراض التعفنية والوبائية، أن استقرار الحالة الوبائية بالمغرب، ودخوله ضمن الدول المتحكمة في انتشار فيروس "كوفيد-19"، لا يعني التراخي والتراجع عن احترام الإجراءات الوقائية المتعارف عليها.
ويؤكد المصدر ذاته أن جميع مؤشرات الخطورة بالمغرب قد تراجعت، فالمغرب أصبع من الدول التي تسجل أقل نسبة وفيات، ذلك أن مؤشر الوفيات لديه لا يتجاوز 1,7 في المائة.
وبخصوص الأشخاص الذين يوجدون تحت الرعاية الطبية، فيتعلق الأمر بـ5000 شخص، مقارنة مع شهر نونبر الماضي حيث تم تسجيل 50.000 حالة.
ويشير المتحدث ذاته إلى أن الحالات الخطيرة التي تمت متابعتها طبيا، يبلغ عددها 450 حالة، بينما الحالات التي خضعت للإنعاش الموصولة بالأكسجين، تشكل ما بين 5 و6 في المائة، وهذا يعني أن مؤشر التحكم في الفيروس وخطورته يتم بشكل متطور.
كما يذكر البوفيسور هيكل أن المغرب يعد من بين 10 الدول الأوائل التي قامت بتطعيم مواطنيها، حيث استطاع المغرب أن يتمكن من تلقيح 15 في المائة، من سكانه.
ويضيف المصدر ذاته، "جميع هذه المعطيات تفيد أن المغرب في وضعية مطمئنة وتبشر بالتفاؤل، إلا أنه إذا لم نصل إلى تحقيق المناعة الجماعية وإذا لم نستمر في إجراء التحاليل الخاصة بالكشف عن كورونا، بالإضافة إلى الاستمرار في علاج الأشخاص المصابين بالفيروس، قد يتحول المغرب لوضعية خطيرة، كما هو الحال في الشيلي والهند كمثال".
ويعتبر جعفر هيكل أن المؤشرات الإيجابية التي وصل إليها المغرب حاليا، جاءت نتيجة اتخاذه لمجموعة من التدابير الاستباقية، أبرزها إجراء التحاليل والعلاج والتلقيح، بالإضافة إلى تدابير الحجر الصحي.
وفي ختام حديثه، ينوه المتحدث ذاته بأن المجهودات التي يحققها المغرب في مواجهة الجائحة، كانت بفضل التوجيهات الملكية السامية، التي تم تنفيذها بذكاء وبتدبير عقلاني لمخزون جرعات التلقيح، فقد نجح المغرب في تطعيم 4 مليون و800.000 من سكانه، بينما بقي 20 مليون سيتم تطعيمهم عبر مراحل إلى نهاية الصيف، حسب استنتاج جعفر هيكل، مؤكدا أنه في هذه الحالة سيستطيع المغرب العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجيا.
مقالات ذات صلة
واش بصح
مجتمع
مجتمع