مجتمع
"كورونا".. 10 أسئلة حول التلقيح ضد الفيروس بالمغرب
04/01/2021 - 12:13
وئام فراجكيف تصنع اللقاحات؟ وما الهدف منها؟ وهل اللقاحات المتوصل إليها ضد فيروس كورونا فعالة؟ وهل تدوم فعاليتها لوقت طويل؟ ثم هل لهذه اللقاحات أي آثار جانبية؟ أسئلة ضمن أخرى يجيب عنها دليل الجمعية المغربية للأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم، وجمعية "أنفو فاك" المغرب، الذي يتم تحيينه موازاة مع تطور الفيروس وظهور مستجدات بخصوص اللقاحات المطروحة في السوق، وإليكم أجوبة الدليل على أبرز 10 أسئلة يطرحها المغاربة حول لقاح "كورونا".
1- كيف تتم صناعة اللقاحات؟
اللقاحات عبارة عن أدوية، تستغرق وقتا طويلا لتصنيعها بشكل تقليدي، إذ تتطلب حوالي 15 سنة قبل طرحها في السوق، ويتم أولا اختبارها على نماذج خلوية وعلى الحيوانات، إذ تستخدم الدراسات ما قبل السريرية زراعة الأنسجة، أو زراعة الخلايا المنسقة والتجارب على الحيوانات لتقييم سلامة اللقاح المرشح ومناعيته أو قدرته على إثارة استجابة مناعية.
وتعطي هذه الدراسات فكرة عن الاستجابات الخلوية التي يتوقع حدوثها على البشر، وتسمى هذه المرحلة بالمرحلة ما قبل السريرية.
ويتم بعد ذلك البدء في اختبارات السلامة على البشر، تليها دراسات حول الجرعات الفعالة، ويتم خلال هذه المراحل دراسة سلامة اللقاح المرشح ومناعيته والجرعة المقترحة، فضلا عن جدول التحصينات وطريقة التسليم.
بعد ذلك، تنتقل اللقاحات المرشحة الناجحة من المرحلة الثانية إلى تجارب أوسع تشمل الآلاف من الناس، بهدف تقييم سلامة اللقاح على مجموعة كبيرة من البشر، وبعد الانتهاء من هذه المراحل، يتم تقديم ملف اللقاح إلى هيئة صحية مختصة قبل طرحه في السوق، وهذا ما يجعل عملية تصنيع اللقاح طويلة ومعقدة.
2- كيف يمكن تفسير تطوير لقاحات ضد فيروس "سارس كوف-2" في وقت وجيز؟
توجد عدة عوامل ساهمت في تسريع تصنيع مجموعة من اللقاحات ضد فيروس "سارس كوف-2"، لأن ظروف الجائحة تطلبت استجابة أسرع بكثير من النمط التقليدي المتبع من قبل، وتم تسهيل هذه العملية عبر تطوير لقاحات من "أبناء عمومة" (SarsCov-2 ، Sars-Cov وMers-cov) وهذا الأمر مكن من استخدام جميع البيانات المتوفرة وتكييفها مع "سارس كوف-2"، ما يفسر سبب إجراء الدراسة السريرية الأولى في مارس 2020.
كما تم اتخاذ مخاطر مالية كبيرة من الشركات المنتجة للقاحات من أجل التحرك بشكل سريع لإنتاج اللقاح وربح الوقت، إضافة إلى عمل السلطات الصحية على تقييم ملفات اللقاحات المرشحة بشكل عاجل ومستمر قبل إتمام الملف النهائي للقاح.
وأدت كل هذه العوامل وغيرها إلى تسريع عملية تطوير اللقاحات وإنتاجها، مع الاستمرار في تقييم معايير السلامة الصحية.
3- ما هو الهدف من التطعيم ضد الفيروس؟
يكمن الهدف الحالي من التطعيم في ضمان أفضل حماية ممكنة للسكان من فيروس "سارس كوف-2"، وتقليل عبء المرض على المستشفيات العمومية. فيما تكمن الأهداف الرئيسية من التطعيم في التخفيف من الحالات الخطيرة والمميتة للفيروس، والمحافظة على إمكانيات النظام الصحي، ثم الحد من الآثار السلبية الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية لوباء "كوفيد-19".
4- هل توفر اللقاحات حماية على المستوى البعيد؟
من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت لقاحات فيروس "سارس كوف-2" ستوفر حماية طويلة الأجل؛ إذ يتطلب الأمر أبحاثا عديدة للإجابة عن هذا السؤال، وفي المقابل، بناء على المعطيات المتوفرة، يمكن القول إن أغلب الناس الذي يتعافون من فيروس "كورونا" يكتسبون مناعة تمنع إعادة إصابتهم به، إلا أننا لا نعرف بعد قوة هذه المناعة وكم من الوقت تستطيع حماية الشخص من الإصابة.
قد تكون فعالية اللقاحات عالية جدا لسنوات، أو قد تنخفض بعد ثلاثة أو أربعة أشهر، لتستقر بعد ذلك، أو قد تتراجع بشكل مستمر، ويبقى التطعيم السنوي مهما جدا للأشخاص المعرضين للخطر، مثلما هو الحال مع التطعيم ضد الأنفلونزا.
5- هل يحتاج الناس إلى تطعيم متكرر؟
يتطلب اللقاح تناول جرعتين بفاصل 21 يوما، إذ يجب أخذ الجرعة الأولى وانتظار مرور 21 يوما لأخذ الجرعة الثانية، ولا يعرف بالضبط كم تستمر المناعة ضد فروس "سارس كوف 2" بعد التطعيم، لأنه من الصعب، في الوقت الراهن، تحديد الذاكرة المناعية ضد فيروس كورونا.
وتشير البيانات الواردة في الموضوع إلى أن المناعة ضد الفيروس قد تكون قصيرة المدى؛ أي ما بين 12 و18 شهرا، لهذا يجب الاستمرار في مراقبة المناعة خلال الأشهر والسنوات القادمة، ومعرفة متى تبدأ في الانخفاض.
6- هل تسبب اللقاحات ضد فيروس "كورونا" آثارا جانبية؟
مثل جميع اللقاحات والأدوية الطبية، يحتمل دائما أن تحدث مضاعفات جانبية عند تلقي اللقاح، لهذا لا نستطيع الإقرار بعدم وجود أي خطر، إذ يمكن أن تحدث مضاعفات محلية خفيفة في مكان الحقنة، من قبيل ألم خفيف أو نفخ أو التهاب في الجلد، وهذه المضاعفات عادية جدا، وتدخل ضمن الاستجابة المناعية للقاح.
كما يمكن أن تحدث مضاعفات جانبية أخرى، مثل ارتفاع درجة الحرارة والإحساس بالتعب الذي يرافقه صداع في الرأس، وتختلف هذه المضاعفات من شخص لآخر كما أنها لا تستدعي القلق.
7- هل هذه اللقاحات فعالة ضد السلالات الجديدة للفيروس؟
ظهور سلالات جديدة لفيروس "كورونا" يؤكد ضرورة القيام بحملات تطعيم سنوية، لكن هذا الأمر لا يؤثر على فعالية التلقيح، ويجب معرفة أن فيروس "كوفيد- 19" يتحور بأقل بكثير من فيروس الأنفلونزا، وهذا التباطؤ في التحور شيء إيجابي للحفاظ على فعالية اللقاح.
8- هل يجب الاستمرار في التقيد بالتدابير الاحترازية بعد الحصول على اللقاح؟
تؤكد الدلائل الإرشادية المتعلقة بفيروس "كورونا" ضرورة الاستمرار في الالتزام بالتدابير الاحترازية بعد تلقي اللقاح، من أجل الحد من انتشار الفيروس، لأننا لا نعرف بعد إن كان اللقاح سيمنع الإصابة بالفيروس ونقله للآخرين، لكننا نتوقع أن يقلل من الخطر الناتج عن الإصابة به. لهذا يجب دائما اتباع التدابير المفروضة لحماية الأشخاص الذين يحيطون بنا.
وحسب المعلومات المتوفرة، يمكن للقاحات المتاحة اليوم أو التي مازالت قيد التطوير التقليل من حدة الأعراض، وليس من نقل العدوى، لذلك يجب الاستمرار في ارتداء الكمامة بعد تلقي اللقاح.
9- هل يمكن تلقيح الأشخاص المصابين بفيروس "كورونا"؟
يجب تأجيل التطعيم إلى حين الشفاء من المرض، خاصة إذا كانت تظهر على الشخص المصاب أعراض حادة، لكن يجب معرفة أنه لا يوجد فاصل زمني بين العدوى والتلقيح، وفي مقابل ذلك، تشير البيانات الحالية إلى أن الإصابة مرة أخرى بفيروس "كورونا" تبقى نادرة خلال 90 يوما من الإصابة الأولى، لهذا فإن الأشخاص المصابين بعدوى حادة يمكن أن يؤجلوا التطعيم إلى غاية نهاية هذه الفترة.
10- متى تتطور المناعة بعد تلقي اللقاح؟
يجب انتظار بعض الأسابيع على تلقي الجرعة الثانية من اللقاح من أجل تطوير مناعة ضد فيروس "سارس كوف-2"، لهذا من الضروري الإبقاء على التدابير الاحترازية المنصوص عليها للحد من تفشي الفيروس، ومثل كل الأدوية لا يوجد لقاح فعال 100 بالمائة، ويجب معرفة أن احتمال الإصابة بالعدوى يبقى واردا رغم تلقي اللقاح، إلا أنها تكون أقل خطورة من إصابة شخص غير ملقح.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع