اقتصاد
ماذا سيستفيد المغرب من صناعة اللقاحات؟
08/07/2021 - 09:54
مراد كراخي
يشرع المغرب قريبا، في إنتاج اللقاح المضاد لكوفيد ولقاحات أخرى رئيسية محليا لتعزيز اكتفائه الذاتي، حيث يراد من ذلك أن يجعل من المملكة منصة رائدة للبيوتكنولوجيا على الصعيد القاري والعالمي في مجال صناعة "التعبئة والتغليف"، ويرتقب أن يساهم هذا المشروع الذي تم التوقيع على الاتفاقيات المتعلقة به أمام جلالة الملك، في تحقيق أرباح هامة للاقتصاد الوطني.
كشف البروفيسور جعفر هيكل، اختصاصي الأمراض المعدية والطب الوقائي،والخبير في اقتصاد الصحة، أن مشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لـ"كوفيد- 19" ولقاحات أخرى بالمغرب، الذي تم تحت إشراف جلالة الملك، سيدخل المملكة في نوع جديد من الاقتصاد، هو "الاقتصاد الصيدلي".
وقال هيكل، في تصريح لـSNRTnews، أن هذا المشروع سيمكننا أولا من حماية المغاربة من الإصابة بمرض "كوفيد- 19"، الذي يكلّف أموالا مهمة، حيث تبلغ تكلفة المريض الواحد ما بين 14 ألف درهم إلى 18 ألف درهم، بالنسبة للحالات البسيطة، أما في حالة وصول المريض إلى الإنعاش فالتكلفة قد تصل إلى 64 ألف درهم.
وأكد هيكل، أنه إضافة إلى استعمال اللقاحات المصنعة وطنيا في تطعيم المغاربة، سواء ضد الأوبئة أو ضد الأمراض الأخرى، والتي ستخفض نفقات الدولة في هذا المجال إلى أقل من النصف، سيمكننا كذلك تصدير هذه اللقاحات إلى بلدان أخرى، خاصة الدول الإفريقية.
وأبرز المتحدث ذاته، أنه إضافة إلى الاستفادة الاقتصادية والاجتماعية، سيمكن هذا المشروع خبراء وصيادلة مغاربة، من الاستفادة من التجربة الصينية والسويدية في تقنية البيوتكنولوجيا، لتتمكن المملكة من الحصول على استقلالية في صنع اللقاحات، سواء بالنسبة للاستعمال الوطني أو لتصديرها.
وفي الإطار ذاته، كشف الخبير الاقتصادي، رشيد ساري، أنه عند الحديث عن الاستثمارات، يتم دائما الحديث عن الاستقرار الأمني، والاقتصادي، والإجراءات الإدارية، لكن جائحة "كورونا" فرضت إضافة عامل جديد يتمثل في "الاستقرار الصحي".
وأوضع ساري، في تصريح لـSNRTnews، أن الاستقرار الصحي سيمثل عاملا إضافيا لجذب الاستثمارات في المستقبل، مشيرا إلى أن مشروع تصنيع اللقاحات على المستوى المحلي، الذي انتهجه المغرب، يسير في هذا الإطار، حيث أنه سيمكن المملكة من تحقيق نوع من الحماية الاجتماعية، عن طريق القضاء نسبيا أو كليا على وباء "كورونا"، كما سيمنحنا فرصة لتطوير صناعة "البيوتكنولوجيا" وطنيا.
وأضاف ساري، أن هذا المشروع سيمكن المغرب من وضع موطئ قدم في السوق الإفريقية، التي تعاني من نقص كبير على مستوى جميع اللقاحات، مما سيعزز حضور الاستثمارات المغربية في القارة السمراء.
وأضاف المتحدث ذاته، أن تصنيع اللقاحات سيضع المغرب ضمن الدول القلائل التي ولجت هذا الميدان، مما سيمكن المملكة من لعب دور هام مستقبلا، في حال ظهور أوبئة جديدة، في ظل التغيرات المناخية.
وخلص المتحدث ذاته، إلى أن التقرير الذي أعدته لجنة النموذج التنموي الجديد أشار إلى أن "الاقتصاد القوي يجب أن يكون قادرا على الوقوف في وجه جميع الصدمات، ومنها ظهور الأوبئة"، أي أن الاقتصاد القوي يعادل التوفر على أمن صحي قوي.
وترأس جلالة الملك، الاثنين 05 يوليوز، بالقصر الملكي بفاس، حفل إطلاق وتوقيع اتفاقيات تتعلق بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد- 19 ولقاحات أخرى بالمغرب.
ويروم هذا المشروع، إطلاق قدرة أولية على المدى القريب لإنتاج 5 ملايين جرعة من اللقاح المضاد لكورونا شهريا، قبل مضاعفة هذه القدرة تدريجيا على المدى المتوسط، وسيعبئ المشروع استثمارا إجماليا قدره 500 مليون دولار.

مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
الأنشطة الملكية