ما بعد "كورونا".. هشاشة الاندماج الاقتصادي تضعف إفريقيا

جاء هذا على لسان أميناتا توري، الوزيرة الأولى السابقة للسنغال، أمس الثلاثاء خلال افتتاح أشغال مؤتمر الحوارات الأطلسية، الذي يجري هذا العام على نحو استثنائي عبر سلسلة من الندوات الافتراضية، ستتطرق لمواضيع متعلقة بآثار جائحة كورونا على دول جنوب المحيط الأطلسي، ما بين الثالث من نونبر و22 دجنبر المقبل.

وأكدت توري على أن المبادلات التجارية بين الدول الإفريقية لا تتعدى 20 في المائة، في حين بلغت هذه المبادلات معدل 60 في المائة في باقي القارات. 

وترى المتحدثة أن القارة في حاجة ماسة إلى التوجه نحو وحدة اقتصادية؛ "إذا تم تعزيز العلاقات بين الدول الأفريقية، فإن القارة يمكنها بناء تصور جديد للعلاقات (شمال-جنوب)، وتحقيق علاقات رابح رابح مع بقية العالم".

وأجمع المشاركون على أن ضعف الاندماج الاقتصادي الإفريقي يرخي بظلاله على معدلات نمو الدول المنتمية للقارة، بحيث اعتبر مفيمبا ديزوليلي، أستاذ الدراسات الأفريقية بجامعة جون هوبكينز الأمريكية، أن أزمة "كوفيد-19" تحدث تغيرات عميقة على مستوى العلاقات الدولية، فالعالم الغربي، وفقاً للمتحدث، يخسر هيمنته على معادلات القوى العالمية، في وقت تعزز الصين مكانتها الاقتصادية والسياسية دولياً.

من جهته، شدد هوبير فيدرين، وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، على ضرورة تنويع الشركاء الاقتصاديين للقارة الأفريقية، وذلك على الرغم من التنافس الذي يزداد حدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والقطبية التي سيفرزها في السنوات القليلة المقبلة.

واعتبر فيدرين أن الدول الأوروبية، من جهتها، ستكون في موقف صعب، لأنها مضطرة للتعامل مع الطرفين، مؤكداً أن البعض منها سيكون مكرهاً على الاختيار بين قطبي العالم الحديث، كما كان الأمر إبان الحرب الباردة، "في هذا السياق، ينبغي على الدول الأفريقية أن تتعامل مع كل الاقتصادات دون تخندق، فكلما نوعت إفريقيا شركاءها الاقتصاديين، كلما تجنبت مشاكل التبعية".

وتتواصل فعاليات المؤتمر عبر 15 ندوة افتراضية، ستتطرق لمواضيع اقتصادية كبرى، أبرزها: "الصحة العمومية، باعتبارها مجال تدخل جديد للمنظمات والتحالفات العسكرية"، "تدخل الدولة في اقتصادات دول الجنوب: عودة الغائب الأكبر"، "الأوبئة: إنقاذ الاقتصاد أم إنقاذ الحياة؟". كما ستشارك في المؤتمر عدة شخصيات بارزة، من بينها ثلة من رؤساء الدول السابقين بأمريكا اللاتنية.