عالم
ملفات ساخنة تنتظر المديرة الجديدة لمنظمة التجارة العالمية
21/02/2021 - 19:22
مصطفى أزوكاحتلك من بين الملفات التي يفترض أن تتعاطى معها المديرة العامة الجديدة، التي كرست يوم الاثنين الخامس عشر من فبراير، كي تخلف المدير العام البرازيلي المستقيل، روبيرتو أوزيفيدو، حيث يلاحظ محمد بنعيان، الخبير في شؤون منظمة التجارة العالمية والكاتب العام السابق لوزارة التجارة الخارجية، أن النزعة "الوطنية المبالغ فيها"، التي تجلت مع الأزمة الصحية، والتي عكستها زيادة الرسوم الجمركية بعد التشديد على المحتوى الوطني على المنتجات، لن تجعل مهمة المديرة المنحدرة من نيجيريا سهلة.
وتجلت هذه "الوطنية المفرطة" أكثر في سياق اللقاحات، حيث أن العديد من البلدان سعت إلى إبرام اتفاقات ثنائية مع المختبرات المنتجة، علما أن هناك من المراقبين من يرون أن تلك النزعة بدأت تغلب خلال العشرة أعوام الأخيرة، وإن كانت مواقف إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قامت بتسريعها.
وتتجلى أهمية منظمة التجارة العالمية، التي تأسست في 1995، في كونها آلية للمفاوضات المتعددة الأطراف، غير أنها تلك الآلية أربكت في ظل رئاسة دونالد ترامب، الذي رفعت إدارته الفيتو أمام ترشح نكوزي أكونجو إيويلا، بل إن تلك الإدارة ساهمت في تعطيل آلية تسوية النزاعات، التي تعتبر بمثابة محكمة تنظر في ما شجر بين الدول في المجال التجاري.
غير أن طي صفحة الرئيس السابق ترامب، لن تفضي، حسب بنعياد، إلى تهدئة النزاع الذي كانت منظمة التجارة العالمية ساحته، حيث يحيل على تصريحات خلفه جو بايدن، الذي كان أكد في خطاب السياسة الخارجية، عن عزمة التصدي للتحدي الذي تمثله الصين على الصعيد الاقتصادي.
ويشار إلى أن مراقبين رجحوا أن يكون الدعم الذي حظيت به نكوزي أكونجو إيويلا، مرهونا بأخذ بعين الاعتبار أجندة الولايات المتحدة في ما يتصل بالصين، كما أن هناك من ذهب إلى أن التأييد الأمريكي للمديرة العامة النيجيرية، استحضر حملها للجنسية الأمريكية.
ويرى بنعياد أن الصين التي تقود البلدان الصاعدة على الصعيد الاجتماعي، كان ينظر إليها عندما انضمت إلى منظمة التجارة العالمية، باعتبارها تشكل فرصة لتوسيع مجال التجارة بالنسبة للقوى العظمى الممثلة في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، قبل أن يدرك الجميع أنها لاعب صعب المراس في ما يتصل بقواعد التجارة العالمية.
ويتصور بنعياد، الذي سبق له أن شغل منصب الكاتب العام للمجلس الوطني للتجارة الخارجية، أن الحسم سيكون في نهاية المطاف داخل منظمة التجارة العالمية محكوما بموازين القوة الاقتصادية والسياسية، معتبرا أن أصولها الإفريقية تعتبر مصدر ابتهاج للبلدان في القارة السمراء، غير أن التجارة العالمية تحسم فيها الأرضية الاقتصادية التي تقف عليها الدول والقارات، خاصة تلك التي تنضوي تحت لواء تكتلات اقتصادية.
سيكون عليها هي التي درست بهارفارد ومعهد مساشوستس للتكنولوجيا، وتولت حقيبة وزارة المالية ببلدها وتبوأت مركز المسؤولة الثانية بالبنك الدولي، أن تتصدى لإعادة بعث العلاقات المتعددة الأطراف في التجارة الدولة، وإصلاح منظمة عانت من الأنانيات الوطنية، حيث يتصور الكثيرون أنها قادرة على ذلك، مثل الوزير الأول البريطاني، الذي وصفها بـ"الإصلاحية المرموقة"، بينما قالت عنها كريستين لا غارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، إنه تتمتع بيد من حديد وإرادة قوية.
لكن هل ستولى اهتمام أكبر للقضايا الاجتماعية والبيئة؟ يذهب مراقبون إلى أنه يجب انتظار الرؤية التي ستعبر عنها، نكوزي أكونجو إيويلا، التي تعتبر اقتصادية غير متخصصة في التجارة الدولية، ما يعني انتظار بروفايلات الفريق الذي ستحيط به نفسها من أجل القيام بمهمتها، التي يوجد على رأسها إعادة بعث مؤسسة فقدت الكثير من حيويتها منذ استقالة رئيسها السابق في غشت الماضي.
مقالات ذات صلة
عالم
اقتصاد
عالم