مجتمع
هل أنت مصاب بـ"كورونا" أم بمتلازمة طالب الطب؟
16/12/2020 - 10:24
SNRTnewsتعرف "ويكيبيديا" متلازمة طالب الطب بأنها "مصطلح أدبي لوصف نوع من الوسواس المرضي"، ويبدأ المرض في الظهور عندما يشرع الشخص في التعلم أو القراءة عن مرض معين، ليبدأ بالاعتقاد بأنه يعاني منه.
لماذا طلبة الطب؟
ارتبط المصطلح بطلبة الطب، لأنهم يدرسون متلازمات وقوائم بأعراض مرضية نادرة وخبيثة، تسيطر أحيانا على تفكيرهم لتصل إلى درجة الإحساس بها أو بعلامة ترافقها. فعلى سبيل المثال يقرأ الطالب عن ورم في المخ، الذي يترافق مع الصداع، فيبدأ في الإحساس بهذا الصداع ويفترض أنه مصاب بورم في المخ أيضا.
والمرض لا يصيب فقط طلبة الطب، بل يؤكد المختصون أن كل شخص يتعمق في قراءة المواضيع الطبية معرض لهذه الحالة، كما تظهر بكثرة عند الأشخاص المقربين من آخرين يعانون من أمراض مزمنة، إذ يتعايشون مع المرضى ويشاهدون آلامهم، لدرجة أنهم يتوهمون وجود أعراض لهذه الأمراض لديهم، ويحسون بها بالفعل.
"الأشياء الشائعة تظهر بشكل شائع"
يربط الأخصائيون النفسيون متلازمة طلبة الطب بـ"اضطراب قلق المرض"، أو ما يسمى بالقلق المرضي، ويعرفونه بأنه قلق زائد من احتمال الإصابة بمرض معين، فقط لمجرد أن من حولك مصاب به، أو بعد قراءة مفصلة وعميقة لأعراض أحد الأمراض الخطيرة.
كما يمكن أن يتطور الاضطراب إلى الاعتقاد بأن أحاسيس الجسم الطبيعية أو الأعراض الطفيفة التي يشعر بها هي علامات لمرض خطير، رغم نفي الطبيب المعالج لوجود أي أعراض تؤكد ذلك.
ويوضح المتخصصون في المجال أن الأمر يزداد سوءا عندما يجري الشخص المتوهم للمرض التحاليل المتعلقة به، وتظهر نتيجة الفحوصات سليمة، فيشعر أن الأمر غير حقيقي وأن ثمة تلاعب في صحة هذه الفحوصات ليعيدها مرات عديدة.
ويفسر الخبراء ذلك باتحاد القلق والتوهم لدى الشخص وتأثيرهما على عقله الباطن، ما يجعله يشعر حقا بالأعراض نفسها المرتبطة بالمرض الذي قرأ عنه أو أصيب به أحد معارفه. ويرجع المختصون سبب ذلك إلى قلة خبرة الطالب في المجال، أو الضغط المرتبط بمواقف صعبة تعرض لها الشخص المتوهم للمرض، أو الخوف الزائد من العدوى، خاصة داخل الوسط المهني أو الأسري.
ورغم عدم ثبوت وجود مصطلح "متلازمة طلبة الطب" في الطب النفسي، وقلة الدراسات التي تتحدث عنه بشكل دقيق، إلا أن أعراضه تظل شائعة خاصة في الفترة الأخيرة التي عرفت انتشارا واسعا لفيروس "كورونا"، وأصبح يشكل هاجسا لدى العديد من الأشخاص المتخوفين من التقاط العدوى.
كيفية تجنب "متلازمة طالب الطب"
يوصى خبراء الصحة النفسية بالتقليل من التعرض للأخبار والمعلومات، وعدم متابعتها إلا في أوقات معينة لمعرفة المستجدات، كما يشددون على ضرورة الابتعاد عن مصادر القلق وتجاهل كل ما يبث الطاقة السلبية، إضافة إلى عدم ترك الأفكار والهواجس تسيطر على الشخص، وإشغال العقل بأشياء إيجابية أخرى.
ونبه المختصون في الطب النفسي من الانسياق وراء الأخبار الزائفة، والاعتماد في المقابل على المصادر الموثوق بها لأخذ المعلومات، فضلا عن الابتعاد عن الأشخاص السلبيين، وتجنب الإحساس بالخوف الزائد من المرض، الذي يؤدي بدوره إلى خفض المناعة ويضاعف خطر الإصابة بالأمراض والفيروسات.
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
مجتمع