عالم
هل تؤجج الجوائح الاحتجاجات في العالم؟.. رأي صندوق النقد الدولي
05/02/2021 - 10:37
مصطفى أزوكاحيشير فيليب باريت وصوفيا تشن ونان لي، الخبراء بصندوق النقد في بحث يحمل عنوان "الظل المديد لكوفيد-19: التداعيات الاجتماعية للجوائح"، إلى أن "التهديدات تكون أكبر في الحالات التي تكشف فيها الأزمة عن مشكلات سابقة عليها، كالافتقار إلى الثقة في المؤسسات أو ضعف الحوكمة أو الفقر أو عدم المساواة أو تتسبب في تفاقم هذه المشكلات.
ويذهب الخبراء الثلاثة إلى أن التاريخ يزخر بفاشيات مرضية "ألقت بظلال طويلة الأمد من التداعيات الاجتماعية طويلة الأمد، فغيرت شكل السياسة، وقوضت النظام الاجتماعي، وبعضها أسفر في نهاية المطاف عن قلاقل اجتماعية".
ورجح أولئك الباحثون، في مقال نشره موقع صندوق النقد الدولي، أن "يكون أحد الأسباب الممكنة هو أن الوباء يمكن أن يكشف أو يفاقم الصدوع التي يعاني منها المجتمع، مثل شبكات الأمان الاجتماعي غير الملائمة، أو عدم الثقة في المؤسسات، أو تصور اللامبالاة أو عدم الكفاءة أو الفساد من جانب الحكومة".
واعتبروا أنه "على مدار التاريخ أيضا، أدى تفشي الأمراض المعدية إلى رد فعل عرقي أو ديني عنيف أو تسبب في تفاقم التوترات بين الطبقات الاقتصادية"، غير أنهم يرون أنه رغم الأمثلة التي يمكن الإحالة عليها في هذا الصدد، إلا أن "الأدلة الكمية على الرابطة بين الأوبئة والقلاقل الاجتماعية ضئيلة ومحصورة في حوادث معينة".
وكان بحث لصندوق النقد الدولي توصل إلى أن الجوائح يمكن أن تؤجج القلاقل الاجتماعية، كما يمكن أن تخفف منها، وهو ما توصل إليه باحثون عبر دراسة تلك الظاهرة في 130 بلدا، حيث أبرزوا أنه قد تكون هناك علاقة سببية إيجابية بين الجائحات والقلاقل، غير أن العلاقة قد تكون عكسية على المدى القصير.
وأشار البحث، إلى أن الاتجاهات الأخيرة للقلاقل قبل وبعد "كوفيد-19"، تزكي ما تمت ملاحظته، ومن المعقول ترقب أن تظهر بعد القلاقل مع تراجع الجائحة، خاصة في المناطق التي كانت نشبت فيها قبل انتشار الفيروس.
ويلاحظ الخبراء الثلاثة أنه "أثناء الجائحة وبعدها مباشرة، قد لا تظهر سريعا الآثار الاجتماعية الغائرة التي تتخذ شكل قلاقل. فواقع الأمر أن الأزمات الإنسانية يرجح أن تعوق سبل الاتصال والنقل اللازمة لتنظيم أي احتجاجات كبيرة".
وذهبوا إلى أنه من المحتمل أن يفضل الرأي العام التماسك والتضامن في أوقات الخطر، ملاحظين أن "عدد أحداث القلاقل الكبرى على مستوى العالم قد انخفض إلى أدنى مستوياته مقارنة بالخمس سنوات الأخيرة تقريبا. ومن بين الاستثناءات البارزة حالتا الولايات المتحدة ولبنان"، مشيرين إلى أنه "حتى في هاتين الحالتين، ترتبط أكبر الاحتجاجات بقضايا من الممكن أن تتفاقم، ولكنها ليست نتيجة مباشرة لجائحة كوفيد-19".
غير أن الخبراء الثلاثة، ينبهون إلى أنه بالنظر إلى أبعد من العواقب المباشرة، يتجلى أن مخاطر القلاقل الاجتماعية تشهد ارتفاعا حادا على المدى الطويل، مشيرين إلى أن التحليل يفضى إلى إدراك أن "مخاطر أحداث الشغب والمظاهرات المناهضة للحكومة ترتفع مع مرور الوقت"، معتبرين أن" هناك أدلة على ارتفاع مخاطر حدوث أزمة حكومية كبيرة – أي حدث يهدد بسقوط الحكومة وعادة ما يقع في العامين اللاحقين للوباء الحاد".
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
إفريقيا