نمط الحياة
ويلز والصويرة .. إنقاذ من الإفلاس وسعفة ذهبية كعرفان
17/07/2021 - 09:43
إكرام زايدقدم ويلز إلى الصويرة باحثا عن ملاذ مالي غير مكلف، فمنتجه يعاني الإفلاس، وسمعة الرجل على حافة الانهيار وهو في حاجة لانبعاث سينمائي وفني جديد، فكان المغرب الصويرة طوقا نجاة لويلز، الذي بدوره لن يكون جاحدا بعد تخطي الصعاب. هذه حكاية سعفة ذهبية فاز بها المغرب قبل قرابة نصف قرن، على أيدي أعظم مخرجي الفن السابع.
استضافت موغادور المخرج العالمي أورسون ويلز سنة 1952، حين زارها رفقة منتجه المفلس وقررا تكييف مأساة شكسبير المسرحية للسينما والاشتغال على فيلم "عطيل" الذي يعتبر ثمرة 3 سنوات من العمل الشاق التي قضاها بين أهالي الصويرة الذين يدين لهم ويلز بالكثير، فقد صنع سكان الصويرة من علب السردين المجمعة درعا، كما حاك له خياطو المدينة أزياء مصنوعة من الخيش.
أحب ويلز جو موغادور الغامض كثيرا، واستمتع كثيرا بالسير بمفرده في الليل على امتداد طول أسوار المدينة، دون أن يتخلى عن فكرة استكمال تصوير فيلمه "عطيل" رغم كل الصعوبات.
لذا قال ويلز متحدثا عن علاقته بالصويرة في احتفالية "كان" السينمائية، "كان الوقت الذي قضيته في موغادور من أسعد الأوقات في حياتي، رغم المعاناة".
تمتد علاقة عشق ويلز الخاصة بالصويرة لعدد من فضاءاتها التي ارتبط بها طيلة مقامه بالمدينة، على غرار متجر الحلويات وفندق "الجزر" وقطع أراضي "عند إدريس"، وقصبة "السقالة" وغرفها المقببة.. فضاءات وظفها ويلز في فيلمه "عطيل"، إذ تحولت القصبة وغرفها إلى سجون قديمة فيما بدا سوق السمك ذلك الحمام ذي البخار الذي ليس سوى مخزون البخور في كنيسة الصويرة، فيما شكل حمام بابست (كان قيد التشغيل) خلفية أحد مشاهد الفيلم الأسطورية.
ولأن الصويرة بادلت ويلز الحب بمثيله، فقد كرمته بطريقتها الخاصة بعد مرور 40 سنة من تتويج "عطيل" في مهرجان "كان" السينمائي، بتسمية ساحة المدينة الرئيسية بـ "سكوير أورسون ويلز" تكريما للمخرج الذي لا زالت روحه تجوب أزقة المدينة".
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
واش بصح