اقتصاد
"ﮔراج علال" في مناسبة العيد.. كساد نسبي وتسويق إلكتروني
28/10/2020 - 10:05
مريم الجابريبعد طول انتظار لفتح أصحاب المحلات التجارية بـﮔراج علال" بالعاصمة الاقتصادية للمملكة محلاتهم واستئناف عملهم، لتأمين لقمة عيشهم، تفاجؤوا، وخصوصا بعد مرور عيد الفطر وعيد الأضحى والموسم الصيفي، بضعف الحركة، حيث قدر بعضهم نسبة تراجع المبيعات بحوالي 70 بالمائة جراء تداعيات أزمة كورونا. فالزبائن الذين كانوا يتزاحمون قبل العيد في كل سنة لشراء الملابس أصبحت آخر اهتماماتهم. ناهيك على أن ذكرى المولد النبوي الشريف ستقتصر على الأسرة الصغيرة، كما جرت العادة في زمن كورونا.
تشاؤل التجار
"حنان"، واحدة من تجار أكبر المحلات بـ"ﮔراج علال" تصرح، لـ"SNRTnews"، بأنه "بعد هطول الأمطار نتفاءل خيرا بها، لأن الطلب على ملابس الشتاء سيعرف حركة، خصوصا مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، ولحسن حظنا أننا لا نقتصر فقط، في محلنا، على الملابس، بل نعرض مستلزمات الأطفال الصغار".
وبأسى بالغ تقول "حنان": "ﮔراج علال" لم يعد كما كان. فالناس يذهبون إلى وسط المدينة و"المعاريف" ليقصدوا أسماء المحلات التجارية العالمية بالمولات، التي ضيقت الحركة علينا، لاعتمادهم على فترات تخفيض.
وتضيف "حنان" أن المستهلك أصبح اليوم يقتصر فقط على الضروري من الملابس، عكس الفترة السابقة، حيث كان يتم اقتناء بعض الأشياء لمجرد أنها نالت إعجابه، وحتى كمية الشراء تقلصت بشكل كبير، فالمحل يظل اليوم كله تقريبا فارغا"، على حد تعبيرها.
من جانبه، يقول "خالد"، أحد أصحاب محلات الملابس بـ"ﮔراج علال" بأن الوضع اختلف تماما، فـ"في هذا الموعد من كل سنة، كنا نشغل عمالا إضافيين، حتى نتمكن من تلبية طلبات الزبائن، في حين قلبت جائحة 'كورونا' كل الموازين حتى أن الحركة الشرائية توقفت، مما دفعني للاستغناء عن جل عاملي المحل". ويضيف " أقضي يومي بانتظار زبون رغم انخفاض الأسعار، إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة والوضعية الراهنة أفضت إلى عزوف المواطنين على اقتناء الملابس".
المولد المنقذ
"مراد"، أب لخمسة أطفال، وأحد الذين يبيعون الملابس والأحذية على رصيف "ﮔراج علال"، ولا يملك محلا، يؤكد أن "ملابس الأطفال هي التي شهدت رواجا، مقارنة ببقية الملابس في الفترة ما بين عيد الأضحى وعيد الفطر"، مما جعله يرفع الطلب عليها ويسوقها للبيع أكثر.
من جهة أخرى، يقول "منتصر"، أحد باعة الملابس بالمنطقة التجارية ذاتها: "كان الإقبال هذه السنة ضعيفا جدا بنسبة 70 بالمائة، مقارنة بالسنوات المنصرمة، ونحن على علم بأن الوضعية الاقتصادية للبلاد مزرية، وفيما يخص السلع فقلّت، ومصارفها ارتفعت، خصوصا المستوردة من تركيا. فأنا أعتمد على السلعة الموجودة في المخزن. بالنسبة لي لا توجد أجواء عيد، لأنه في العادة، تبدأ التحضيرات وتعرف الحركة رواجا قبل 20 يوما من حلول العيد، أما الآن فلا يوجد إقبال للأسف الشديد".
وفي تصريح لـ"SNRTnews"، تقول "نعيمة"، 55 سنة: "لهلا يقطعها عادة. رغم الظروف الصعبة، نحاول نوعا ما أن ندخل البهجة، على أطفالنا وألا ندع مثل هذه التقاليد الثمينة تضيع، بفعل فيروس لعين، ولو لم يخرجوا وارتدوها بالمنازل، اعتدت على شراء ملابس الأعياد والمناسبات لأبنائي، وأجد في الأمر متعة".
تسويق إلكتروني
لجأ أصحاب محلات آخرون بنفس المنطقة، لفتح صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "فيسبوك" و"إنستغرام"، بأسماء محلاتهم، معلقين أرقام هواتفهم على الواجهات لاستقبال طلبات الراغبين في الشراء وتوصيلها إلى منازلهم، تفاديا لضياع منتجاتهم التي طالتها أضرار الرطوبة، معولين على التسويق الإلكتروني لتحريك المبيعات قبل أيام من حلول ذكرى المولد النبوي الشريف.