رياضة
عيد العرش .. هكذا صارت الرياضة ورشا تنمويا في عهد جلالة الملك محمد السادس
25/07/2024 - 10:23
صلاح الكومريعلى مدى الـ25 سنة الأخيرة، قطعت الرياضة المغربية، مراحل كثيرة في سياسة التقدم والتطور، سواء على مستوى الممارسة أو التنظيم أو الهيكلة أو النتائج المحققة، أو حتى على مستوى البنيات التحتية، اعتمادا على سياسة الحكامة في التسيير، وذلك بإشراف خاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبالتالي تحوّلت الممارسة الرياضية من مجال للترفيه إلى ورش تنموي فعال يساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للممكلة المغربية.
تحت الرعاية الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس، الذي وضع اللبنات الأولى لمشاريع وبرامج تطور الرياضة منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، ورسم خارطة طريق تنظيمها وتطورها، صارت الرياضة المغربية، في جميع فروعها، مرجعا يحتذى به قاريا ودوليا، بل أكثر من ذلك، صارت مرجعا في اعتماد الحكامة في التسيير والتدبير من قبل الاتحادات الدولية، وهكذا صارت كثير من الدول، الإفريقية والأوروبية والآسيوية، تستلهم التجربة المغربية للنهوض برياضاتها.
رسائل ملكية
وبالموازاة مع عناية جلالته بالمشاريع والبرامج الرياضة التنموية، حرص جلالته على دعم الرياضات الفردية والجماعية مباشرة، في جميع المناسبات، إذ دأب على تهنئة الأبطال المتوّجين برسائل كريمة ومكالمات هاتفية مباشرة، في جميع المنافسات، تشجيعا لهم على الاستمرارية والاجتهاد أكثر وحصد المزيد من الألقاب بهدف مواصلة التطور وإعلاء وتشريف الراية الوطنية في المحافل الدولية.
وكانت هذه الرسائل الملكية، بالنسبة للرياضيين والفرق والجامعات الرياضية، منارة تنير دربهم في مسار مستقبل المنافسات، وسند وعون وحافز لهم على الانضباط والاجتهاد وتقديم كل الجهود من أجل مواصلة التألق وتشريف الراية الوطنية.
في هذا السياق نستحضر استقبال جلالته للعديد من الأبطال الرياضيين المتوجين في ملتقيات دولية، في مختلف الرياضات، على غرار استقباله البطل المغربي هشام الكروج بعد تتويجه بميداليتين ذهبيتين في أولمبياد أثينا 2004، واستقباله المنتخب الوطني سنة 2004 بعد بلوغه المباراة النهائية لكأس إفريقيا في تونس، واستقباله فريق الرجاء الرياضي بعد بلوغه نهائي كأس العالم للأندية سنة 2013، وأيضا استقباله بعثة المنتخب الوطني لكرة القدم بعد إنجاز بلوغ دور نصف النهائي في نهائيات كأس العالم "مونديال قطر 2022"، والعديد من الأبطال الرياضيين.
الرسالة الملكية لمناظرة الصخيرات
في هذا السياق، نستحضر، الرسالة الملكية إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للرياضة بالصخيرات، بتاريخ 24 أكتوبر 2008، والتي قامت بتشريح دقيق وتحليل شامل لمشاكل الرياضة الوطنية، ووضعت بعناية متناهية سبل علاجها ورسمت بالتفصيل معالم تطورها، وحددت أهدافها وتطلعاتها لبناء مجتمع ديمقراطي وسليم.
في هذه الرسالة، أكد جلالة الملك محمد السادس، على أن قطاع الرياضة يحظى لدى جلالته بـ"بالغ العناية والاهتمام".
ومما جاء في الرسالة الملكية: "إن الوضع المقلق لرياضتنا الوطنية، على علاته الكثيرة، يمكن تلخيصه في إشكالات رئيسية، وهي بإيجاز: إعادة النظر في نظام الحكامة المعمول بها في تسيير الجامعات والأندية، وملاءمة الإطار القانوني مع التطورات التي يعرفها هذا القطاع، وكذا مسألة التكوين والتأطير، ومعضلة التمويل، علاوة على توفير البنيات التحتية الرياضية، مما يقتضي وضع استراتيجية وطنية متعددة الأبعاد للنهوض بهذا القطاع الحيوي".
وتابع جلالته في الرسالة ذاتها: "ولتجاوز الأزمة الحالية، فإنه يتعين وضع نظام عصري وفعال لتنظيم القطاع الرياضي، يقوم على إعادة هيكلة المشهد الرياضي الوطني وتأهيل التنظيمات الرياضية للاحترافية ودمقرطة الهيآت المكلفة بالتسيير. إن الوضع يتطلب، قبل كل شيء، اتخاذ التدابير المؤسساتية والقانونية الملائمة لمواكبة التطورات المتسارعة التي تعرفها الرياضة العالمية، ولاسيما متطلبات تطوير الاحترافية".
وأضافت الرسالة الملكية، في سياق رسم معالم النهوض بالرياضة الوطنية: "كما ينبغي العمل على إيجاد نموذج ناجع يتيح النهوض برياضة النخبة والرياضة الجماهيرية، في إطار من الانسجام والتناغم، وإعطائهما معا نفس الاهتمام في السياسات الرياضية العمومية. فرياضة النخبة تمكن من الارتقاء بالرياضة الوطنية إلى مستويات عليا، تشكل مثالا يقتدى به، بالنسبة لعموم المواطنين. في حين أن الرياضة الجماهيرية تعد شرطا أساسيا لبناء مجتمع سليم، ومشتلا خصبا تنهل منه رياضة التباري مكوناتها وعناصرها. كما يتعين بعث النشاط والحيوية، في شرايين الحياة الجمعوية الرياضية والزيادة في أعداد المرخص لهم بممارسة الرياضة، بشكل يتناسب وعدد سكان بلادنا ولاسيما منهم الشباب، فتيانا وفتيات باعتبارهم أبطال الغد. وفي نفس السياق، يجب إعادة تأهيل الرياضة المدرسية والجامعية، اعتبارا لدورها الريادي في الاكتشاف المبكر للمواهب المؤهلة وصقلها".
وتابعت الرسالة الملكية إلى المناظرة الوطنية للرياضة: "إننا نهيب بكافة الفاعلين المعنيين بهذا القطاع، أن يتناولوا الموضوع بروح عالية من المسؤولية والجد والالتزام والثقة في الذات وفي المؤهلات وبكثير من الطموح والتفاؤل، غايتكم المثلى، الاجتهاد في بلورة أفضل السبل، لوضع استراتيجية وطنية للرياضة المغربية في إطار رؤية جماعية مسؤولة. ونسأل الله تعالى أن يسدد خطاكم ويتوج أشغالكم بكامل التوفيق".
مشاريع الملاعب والاحتراف
في عهد جلالة الملك محمد السادس، وبإشراف مباشر منه، تم تشييد 5 ملاعب دولية تتوفر تستجيب لمعايير الاتحاد الدولي "فيفا"، وهي ملعب طنجة، ملعب مراكش، ملعب أكادير، ملعب فاس، كما تم تشييد الكثير المجمعات والقرى الرياضية في مختلف المدن، ناهيك على مئات ملاعب القرب في مختلف المدن والقرى والأقاليم المغربية، في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
في هذا السياق ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء، في تقرير لها عن ملاعب القرب بتاريخ 13 شتنبر 2019: "في مدينة الرباط، بلغ عدد ملاعب القرب المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والبرنامج المندمج (الرباط مدينة الأنوار عاصمة المغرب الثقافية)، 94 ملعبا، وهو عدد مرشح للارتفاع حسب المسؤولين المحليين، 54 منها خاصة بكرة القدم ، و32 لكرة السلة، و8 للتزلج، وواحد خاص برياضة التسلق بمنتزه الحسن الثاني...".
ومن أبرز المشاريع الرياضية التي سهر جلالته شخصيا على تتبع سيرها، تشييد مركب محمد السادس على مساحة أزيد من 23 هكتارا، والذي يعتبر واحدا أمن أحدث المركبات الرياضية في العالم، وصار مقصدا للكثير من المنتخبات والفرق العالمية لخوض تجمعاتها التدريبية، بحكم أنه يتوفر على كافة التجهيزات الضرورية، الرياضية والطبية.
استضافة المونديال
ظل جلالة الملك محمد السادس، حريصا على دعم وتتبع مشروع استضافة المغرب نهائيات كأس العالم، ففي الوقت الذي تخشى فيه دول كثيرة من الترشح، وتعتبره مغامرة، لعدم قدرتها على الاستجابة لمتطلباته، كان جلالة الملك محمد السادس، أول المبادرين بإعطاء أوامره للحكومة لتقديم طلب الترشح لاستضافة المونديال وأكبر التظاهرات الرياضية.
وهكذا، وفي ظل حكم جلالته، تقدم المغرب بترشحه لاستضافة نهائيات كأس العالم 2006، و2010، و2026، وكان ملف المملكة قويا، إلى أن حصد، أخيرا، الثمار وفاز بحق استضافة مونديال 2030، بشراكة مع الجارتين إسبانيا والبرتغال.
وفي هذا السياق، أعطى جلالته أوامره للحكومة، للحرص على تنزيل جميع المشاريع التي جاءت في ملف الترشح، وأبرزها تشييد ملعب الحسن الثاني الكبير في جماعة المنصورية بإقليم بنسليمان "أكبر ملعب في إفريقيا، وأحد أكبر الملاعب العالمية"، وإخضاع ملاعب طنجة، مراكش، أكادير، محمد الخامس، الأمير مولاي عبد الله، لإصالاحات جذرية وشاملة.
رعاية ملكية لأبرز التظاهرات الوطنية
تجرى، سنويا، وبشكل منتظم، العديد من التظاهرات الرياضية الوطنية، وذات طابع دولي، في مختلف الرياضات، برعاية خاصة من جلالة الملك محمد السادس.
وفي هذا السياق نستحضر الملتقى الدولي محمد السادس لألعاب القوى، الذي يستقطب، سنويا، أبرز نجوم العالم في رياضة أم الألعاب، كذلك الشأن في رياضات الماراطون، كرة القدم داخل القاعة، الجيت سكي، الكاراطيه، التايكواندو، القفز على الحواجز، الغولف، التنس، الكيك بوكسيغ، الجيدو، الثرياثلون.
وخلال السنوات الأخيرة، وبتوجيه خاص من جلالته، حرصت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، على تطوير الرياضة المدرسية.
وفي هذا السياق، تم يوم 17 شتنبر 2018، توقيع اتفاقية شراكة وزارتي التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي، ووزارة الشباب والرياضة، سابقا، أمام أنظار الملك محمد السادس، تخص إحداث مسالك دراسية "رياضة ودراسة"، ومسالك بالتكوين المهني والتعليم العالي لفائدة الرياضيين، في إطار إعادة الروح للرياضة المدرسية، وأيضا من أجل خلق آفاق متعددة للتلاميذ والطلبة.
جائزة التميز
تقديرا لجهود جلالة الملك محمد السادس وحرصه على تطور الممارسة الرياضة في المغرب وإفريقيا، منح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، جلالته جائزة التميز لسنة 2022، في العاصمة الرواندية كيغالي، يوم 13 مارس 2023، على هامش حفل دولي حضره رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني إنفانتينو وأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، ورؤساء الاتحادات الرياضية الإفريقية وبعض أساطير كرة القدم.
مقتطفات من بعض رسائل صاحب الجلالة محمد السادس إلى المناظرات الدولية للرياضة في المغرب وخارجه
جاء في رسالة جلالته إلى المجلس الاقتصادي والإجتماعي للأمم المتحدة، الذي عقد تحت شعار "الرياضات وسيلة لدعم التنمية الاقتصادية المحلية وخلق فرص الشغل" بتاريخ 5 يوليوز 2006، ما يلي: "...الرياضة تمكن من اكتساب روح العمل الجماعي والانفتاح على الآخر، وتحفز على التنافس السليم، فضلا عن كونها عاملا لإدماج الشباب يقيهم من الوقوع في الإنحراف، ويمكنهم من التوظيف المجدي لأوقات الفراغ، إضافة إلى أنها تسهم بشكل فعال في تعزيز المسار التعلمي للأطفال والشباب...".
موتسيبي : الكاف ممتن لجلالة لملك محمد السادس على استضافة المغرب لكأس إفريقيا 2025https://t.co/VRouV4ReQT
— SNRTNews (@SNRTNews) June 22, 2024
وفيما يلي مقتطف من رسالة ملكية إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي "فيفا"، يوم 14 ماي 2004، بمناسبة التقديم النهائي لملف ترشيح المغرب لاحتضان مونديال 2010: "...والمغرب، الذي رفع عاليا مشعل الكرة الإفريقية، سيعمل كل ما في وسعه، لكي تصبح كأس العالم، قاطرة لرفع التحديات الهائلة، التي تواجهها القارة الإفريقية، بغية تحقيق التنمية المستدامة في جو من السلم والوئام. وهو التطلع، الذي يتناسب تماما وهوية المغرب الحضارية المتميزة كأرض للسلم والتسامح، كما تشهد على ذلك مؤسساتنا وتاريخنا العريق...".
وفي ملي مقتطف من الرسالة الملكية إلى المناظرة الدولية المنظمة تحت شعار "كرة القدم الإفريقية هي رؤيتنا" في 18 يوليوز 2017: "...كرة القدم الإفريقية مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت، برفع تحديات التحديث والعصرنة، ومواكبة التطورات المتسارعة التي تعرفها الرياضة العالمية، ولن يتأتى لنا ذلك إلا بترسيخ الحكامة الجيدة للهياكل التسييرية، وتحسين جودة التكوين، وتطوير البنيات التحتية، وتوفير متطلبات ولوج عالم الاحتراف، وتعزيز آليات تسويق المنتوج الكروي الإفريقي، وإيجاد التوازن بين تطوير كرة النخبة والكرة الجماهيرية...".
وفي يلي مقتطف من رسالة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى مؤتمر الكونفدرالية الإفريقية لألعاب القوى في المغرب بتاريخ 9 أكتوبر 2017: "...تعد الرياضة عموما، وألعاب القوى على وجه الخصوص، إحدى السبل الكفيلة بتنمية الشباب الإفريقي وإدماجه في محيطه الاجتماعي والإقتصادي وتعزيز مناعته ضد كل أشكال الإنحراف والتطرف، كما أنها ليست فقط وسيلة للحصول على الألقاب والإنجازات الرياضية المحضة، وإنما هي منظومة قيم ومبادئ، تساهم في نشر ثقافة التفاهم والتعايش واحترام الآخر والتقارب والتواصل بين الشعوب. فإلى جانب المدرسة والمجتمع، فإن الرياضة يجب أن تشكل عاملا للتربية والتهذيب ووسيلة للإرتقاء االجتماعي...".
#موتسيبي : شكرا لجلالة الملك محمد السادس والشعب المغربيhttps://t.co/k4PcUeMJ8V
— SNRTNews (@SNRTNews) December 21, 2022
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
الأنشطة الملكية
الأنشطة الملكية