اقتصاد
ماذا نعرف عن عرض المغرب من الهيدروجين الأخضر؟
30/08/2024 - 17:03
وئام فراجتدارست لجنة القيادة المكلفة بـ"عرض المغرب" في مجال الهيدروجين الأخضر، برئاسة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الخميس 29 غشت 2024، مدى تقدم تنزيل الأوراش المتعلقة بتفعيل هذا العرض والمنهجية التي سيتم اعتمادها في تقييم واختيار المشاريع المتعلقة به. فماذا نقصد بـ"عرض المغرب"؟ وما الذي نعرفه عنه؟
أكد رئيس الحكومة، في منشور سابق لتفعيل "عرض المغرب" من أجل تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، أن هذا العرض يعد عمليا وتحفيزيا يشمل مجموع سلسلة القيمة للقطاع، ويتماشى مع احتياجات المستثمرين بهدف جعل المملكة فاعلا تنافسيا في هذا القطاع ذي الآفاق الواعدة.
نقطة تحول للاقتصاد المغربي
ويأتي هذا العرض تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، الواردة في جلسة العمل التي ترأسها جلالة الملك محمد السادس، بتاريخ 22 نونبر 2022، وتعليمات جلالته في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الـ 24 لعيد العرش المجيد، بتاريخ 29 يوليوز 2023، حينما دعا جلالته الحكومة للإسراع بتنزيل "عرض المغرب"، في مجال الهيدروجين الأخضر "بالجودة اللازمة، وبما يضمن تثمين المؤهلات التي تزخر بها بلادنا، والاستجابة لمشاريع المستثمرين العالميين، في هذا المجال الواعد".
ويقوم هذا العرض على تنفيذ مقاربة شاملة وعملية وشفافة تمنح المستثمرين رؤية واضحة، حيث يتألف من 6 أجزاء، وهي: مجال تطبيق عرض المغرب، وتعبئة العقار لتنفيذ عرض المغرب، والبنيات التحتية الضرورية لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، والإجراءات والتدابير التحفيزية الواردة في عرض المغرب، وعملية انتقاء المستثمرين وإبرام عقود مع الدولة، ثم حكامة قطاع الهيدروجين الأخضر.
وتتوقع الحكومة أن يشكل هذا القطاع الناشئ نقطة تحول بالنسبة للاقتصاد المغربي في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية التي تحيط به.
مشاريع للاستثمار
وينطبق "عرض المغرب"، وفق منشور رئيس الحكومة، على المشاريع المندمجة بدءً من توليد الكهرباء من الطاقات المتجددة والتحليل الكهربائي، إلى تحويل الهيدروجين الأخضر، إلى الأمونياك والميثانول والوقود الاصطناعي، فضلا عن الخدمات اللوجستية ذات الصلة.
وأكد أن "عرض المغرب" ينطبق على المستثمرين أو تجمعات المستثمرين الراغبين في إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، سواء كان موجها للسوق الداخلية أو للتصدير أو لكليهما معا، مشيرا إلى اهتمام ما يناهز 100 مستثمر وطني ودولي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب نظرا للمؤهلات الكبيرة التي تزخر بها المملكة في المجال.
من جهته، أكد الرئيس المدير العام للوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، طارق مفضل، أن 40 مستثمرا، مغربيا وأجنبيا، قدموا، لحد الآن، طلبات مشاريعهم للاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر، لافتا إلى أن "النقطة الإيجابية تتمثل في كون جل مناطق المملكة حظيت باهتمام هؤلاء المستثمرين".
وأوضح مفضل، في تصريح للصحافة عقب اجتماع لجنة القيادة المكلفة بـ "عرض المغرب" في مجال الهيدروجين الأخضر، الخميس 29 غشت 2024، أن الوكالة، التي "تعد نقطة محورية في عرض المغرب من حيث الهيدروجين الأخضر، قامت بتطوير منصة إلكترونية وضعتها تحت تصرف المستثمرين في هذا القطاع".
ويرتكز "عرض المغرب"، أيضا، على بنية تحتية تنافسية يتم تخطيطها وتعميمها وتطويرها وصيانتها، وفقا لأفضل المعايير الدولية ولاحتياجات صناعة الهيدروجين الأخضر، علاوة على وضع تدابير تحفيزية ومواكبة حاملي المشاريع.
لماذا الهيدروجين الأخضر؟
يحظى الهيدروجين الأخضر باهتمام كبير من طرف دول العالم الراغبة في تلبية الطلب المتزايد على مصادر الطاقة الخالية من الكربون. ويسعى المغرب بدوره لتسريع وتيرة تطوير مصادره من الطاقات المتجددة، عبر وضع استراتيجية طاقية تروم ضمان استقلالية المملكة في المجال وتقليص الانبعاثات الغازية.
وينتج الهيدروجين الأخضر، وفق خبراء الطاقة، عند القيام بفصل المياه عن طريق التحليل الكهربائي، والذي يستلزم تمرير تيار كهربائي خلالها. ويُعرف بكونه وقود عالمي خفيف وعالي التفاعل، "وتستخدم هذه الطريقة تيارا كهربائيا لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، بحيث يؤدي الحصول على هذه الكهرباء من مصادر متجددة، إلى إنتاج طاقة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي".
وظهر الهيدروجين كأحد الخيارات الرائدة لتخزين الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة ونقلها لمسافات طويلة؛ أي من المناطق ذات موارد الطاقة الوفيرة إلى المناطق التي تعرف محدودية في الطاقة على بعد آلاف الكيلومترات.
وأكدت حكومات الدول الرائدة في الطاقات المتجددة أن الهيدروجين الأخضر ركيزة أساسية من أجل اقتصاد أخضر خالي من الانبعاثات الكربونية.
وبالإضافة لكون الهيدروجين الأخضر صديق للبيئة، له أيضا دور هام في الانتقال الطاقي، خصوصا في القطاعات التي لا تستطيع الاعتماد على الكهرباء فقط، إذ يمكن للهيدروجين الأخضر، حسب خبراء الطاقة الدوليين، توفير الحرارة لصناعة الزجاج أو تشغيل السفن والطائرات.
الريادة في الطاقات المتجددة
وكان المغرب، الذي يستورد أكثر من 90 في المائة من حاجياته من الطاقة، بلور استراتيجية قبل 15 عاما في مجال الطاقات المتجددة، التي أضحت تمثل حوالي 38 في المائة في المزيج الطاقي، علما أن المغرب انخرط عبر الاستراتيجية منخفضة الكربون في أفق 2050 في مسار يراد من ورائه الوصول إلى 80 في المائة من الطاقات المتجددة في أفق 2050.
ويعتبر المركز المغربي للظرفية أن الاهتمام بالهيدروجين يندرج ضمن رؤية للريادة في الطاقات المتجددة، فالمغرب بما يتوفر لديه من شمس ورياح قوية وقرب جغرافي استراتيجي من الأسواق الأوروبية يتوفر على جميع المؤهلات لكي يتموقع كفاعل رئيس في هذا القطاع الصاعد.
ويشدد المركز المغربي للظرفية على أن المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب تنسجم مع الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس، الذي شدد على أهمية الهيدروجين الأخضر في الاستراتيجية الطاقية الوطنية.
وسبق أن أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أن الهيدروجين الأخضر يدخل ضمن الحلول التكنولوجية الواعدة التي من شأنها تلبية الطلب على مصادر الطاقة الخالية من الكربون، وذلك في ظل التنافسية التي تتميز بها الطاقات المتجددة.
وأوضحت بنعلي، خلال فعاليات مهرجان الرباط للعلوم في فبراير المنصرم، أن "عرض المغرب" في مجال الهيدروجين الأخضر عملي ومحفز، أصبح ضروريا لتنفيذ التزام المملكة لصالح الاستدامة والابتكار، مشيرة إلى أن المملكة انخرطت في مسار التنمية المستدامة عبر وضع استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة والتي يتم حاليا إعادة صياغتها، وذلك تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الهادفة لتحقيق تنمية مستدامة وتحول طاقي ناجع.
وتسمح هذه الاستراتيحية بتحقيق تكامل وتقارب في السياسيات القطاعية، نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز نماذج جديدة للتقدم المبني على أساس اقتصاد أخضر وشامل.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد