مجتمع
سنة بعد زلزال الحوز.. إعمار متواصل وحالات تحتاج "معالجة خاصة"
08/09/2024 - 17:02
يونس أباعلي | حمزة باموفي أمزميز، كما في باقي مناطق الحوز، انطلقت منذ شهور عملية إعادة الإعمار. عمليةٌ تستلزم المرور من مراحل وتشتغل عليها أكثر من جهة؛ وتعترضها معيقات.
قطع "حسن" مراحل متقدمة في بناء منزله الجديد في أمزميز، إذ تضرر بسبب زلزال 08 شتنبر 2023، ووقفت اللجنة المكلفة بالإحصاء على أن مسكنه السابق متضرر بشكل جزئي لذلك يمكن أن يستفيد من الدعم المالي الذي خصصته الدولة للمتضررين.
مراقبة عبر مراحل
حكى "حسن"، لـSNRTnews كيف استفاد لبناء منزله، البالغة مساحته 80 متر مربع، وهي أكبر مساحة يمكن بناؤها، وشرح كيف واكبته السلطات المحلية والمهندسون الطوبوغرافيون والمعماريون، ومختبر التجارب والدراسات خلال الشهور الأخيرة، قبل أن يصل الآن إلى مرحلة تسقيف المنزل ووضع اللمسات الأخيرة لغرف المنزل.
قال إنه بعد إحصائه كواحد من المتضررين، تلقى الدفعة الأولى من الدعم الشهري (2500 درهم)، وبعد إنجاز التصميم وإزالة الركام تلقى أول دفعة من الدعم المخصص للبناء، والمحددة في 20 ألف درهم، وبها استطاع الانطلاق في الحفر لوضع الدعامات الأرضية تحت مراقبة مختبر للدراسات ولجنة تقنية. ثم عند وضع الأساس المدعم بالإسمنت والدعامات الحديدية تعود اللجن التقنية لترى هل استعمل المواد الموصى بها (خصوصا نوعية قضبان الحديد). ثم مراقبةٌ أخرى بعد انتهاء وضع الجدران، أي إن كل مرحلة تُراقب.
وبعد الانتهاء من كل مرحلة يتوصل بدعم مالي إضافي ليمر إلى المرحلة الأخرى من البناء، وبالموازاة يتلقى الدعم الشهري 2500 درهم.
وسيتوصل "حسن" بأربع دفعات لبناء مسكنه (تبقت منها دفعة واحدة) فطالما أن منزله تضرر جُزئيا فقيمة الدعم هي 80 ألف درهم، في حين أن كل منزل متضرر بشكل كامل فصاحبه يحصل على 140 ألف درهم.
حالات خاصة تحتاج معالجة خاصة
"حسن" ليس وحده من يبني منزله فوق تلك التلة بأمزميز، إذ يوجد بجانبه آخرون، فيهم من وصل للمرحلة النهائية، وآخرون بدؤوا للتو، منهم من فانطلق في بناء الجدران ومنهم من اشترى للتو مواد البناء...
التلة المطلة على جزء من المدينة قال إنها كانت ممتلئة تماما بالخيام البلاستيكية التي لجأها إليها المتضررون، أما الآن فلم يبق منها إلا أقل من 20 خيمة.
وسط الخيام المتبقية، وأخرى موزعة في أماكن أخرى بأمزميز، حالاتٌ متنوعة تستلزم معالجة خاصة، كما شرح مسؤولون بأمزميز؛ إذ هناك أسر فضلّت البقاء وسط الخيمة ريثما ينتهي بناء منزلها الجديد فيما أخرى غادرت لتكتري ريثما تنتهي هي الأخرى من البناء.
أما حالات أخرى فغارقةٌ في مشاكل خاصة بها منعتها من البناء، خصوصا ما يتعلق بالتنازع عن الأرض، كحال سيدة تحدثت مع طاقم SNRTnews؛ إذ قالت، بعدما خرجت من خيمتها رفقة ابنتها الصغيرة، إنها مستفيدة من الدعم وحصلت على التصميم، إلا أن إخوتها اعترضوا لأسباب متعلقة بالإرث فبقيت حالتها معلقة.
أما شاب في الثلاثينات من عمره فبقي بدوره وسط خيمته ولا يريد أن يبني منزله الجديد في نفس الحي، لأنه اشترط مكانا آخر بضواحي أمزميز، وهذه الاختيارات يتم رفضها من طرف السلطات والوكالة الحضرية لكي لا تظهر تجمعات عشوائية هنا وهناك.
أما حالاتٌ أخرى، فإنها ترفض الخروج من خيمتها رغم توصلها بالتصميم ويمكنها أن تبني، لأنها فقط تتلقى الدعم الشهري البالغ 2500 درهم.
ويوجد في بعض الخيام أسر كانت تكتري قبل الزلزال، أي ليس لديها منزلها الخاص، لذلك تفضل البقاء في ما هي عليه الآن، خصوصا أن هذه التجمعات من الخيام مزودة بالماء الشروب والكهرباء ومراحيض بجانبها.
صعاب الهدم وإزالة الركام
إضافة إلى هذه الحالات الاستثنائية، لا يخلو الإعمار من صعاب ومعيقات، نظرا لطبيعة هذه المنطقة التضاريسية، إذ لا يمكن للشاحنات والآليات المستعملة للهدم وإزالة الركام أن تمر عبر كل الأزقة، لذلك يضطر عمال "الإنعاش الوطني" وكل المنخرطين في العملية لاستعمال وسائل يدوية للهدم ونقل الأتربة، وهو ما يؤخر البناء نوعا ما.
كما توجد منازل شرع أصحابها في الهدم فأغلقوا المنافذ المؤدية إلى المساكن الداخلية. وهذه الصعاب تضطر بعض السكان في بعض الأحياء بأمزميز للعمل جماعةً وبالتوافق، أي البدء بالمنازل الموجودة في عمق الحي قبل تلك التي في الجوانب، بما يسمح بمرور الآليات.
في أمزميز، على غرار بقية أقاليم الحوز، يبرُز عاملٌ آخر يعيق عملية الإعمار وإعادة البناء، حيث أصبح العثور على اليد العاملة أمرا صعبا، وإن وُجد عاملُ بناء فيكون بمقابل يومي قد يصل إلى حوالي 200 درهم (عوض 120 درهما)، وهو ما يعتبر تكلفة تنضاف إلى مصاريف البناء.
مواد البناء.. مشكل آخر
في وسط أمزميز كان بوبكر بوعلي داخل منزله الموجود في زقاق ضيق، حيث كان منهمكا مع عُمال البناء في وضع اللمسات الأخيرة لمنزله. يقول إن وصوله إلى هذه المرحلة كان يسيرا ولم يحمل صعوبات ولا عراقيل، اللهم غلاء مواد البناء.
أشار إلى أنه تجاوز مشكل الورثة ليستطيع البدء في البناء، وقد أكد بدوره على وجود إشكاليات خاصة بكل أسرة تؤخر نوعا ما الهدم والبناء.
وأكد أن أسعار مواد البناء ارتفعت شيئا فشيئا، سواء أسعار قضبان الحديد والإسمنت وحتى سعر خدمة نقل الرمال والحجارة عبر الشاحنات، زد على ذلك تكلفة اليد العاملة، مضيفا أن العمل في أمزميز، رغم ذلك، متواصل ونسبة كبيرة جدا من المعنيين بنوا ويبنون مساكنهم.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
سياسة