رياضة
الألعاب البارالمبية .. ماذا بعد الإنجاز التاريخي للأبطال المغاربة بباريس؟
09/09/2024 - 18:21
مراد كراخيشكل الإنجاز الذي حققه الرياضيون المغاربة في الدورة الـ17 للألعاب البارالمبية "باريس 2024" مناسبة لتسليط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة بالمغرب، وكيف يمكن للرياضة أن تساهم في إدماج هذه الفئة الاجتماعية.
احتل المغرب المركز 32 في الترتيب العام للألعاب البارالمبية من أصل 147 بلدا، حيث أحرز الرياضيون البارالمبيون المغاربة 15 ميدالية، في إنجاز غير مسبوق في تاريخ مشاركة المملكة في هذه المسابقة؛ توزعت بين 3 ذهبيات و6 فضيات و6 برونزيات.
ومنذ النسخة الأولى من الألعاب البارالمبية، التي نُظّمت في العاصمة الإيطالية روما سنة في 1960، أصبحت هذه المسابقة التي تقام كل أربع سنوات مع الألعاب الأولمبية، واحدة من أكبر الفعاليات الرياضية في العالم التي تعزز الإدماج الاجتماعي، فقد كان لها تأثير كبير على موقف المجتمع تجاه الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
رأي بطل بارالمبي
قال البطل المغربي منصف بوجا، الذي أحرز ذهبية سباق 400م لفئة (ت 12) في دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024، إن إنجاز المغاربة في هذا النوع من المسابقات يساهم في تسليط الضوء بشكل كبير على هذه الفئة الاجتماعية.
وأكد بوجا، في حديثه لـSNRTnews، أنه "يأمل بأن تساهم إنجازات الأبطال المغاربة في الألعاب البارالمبية في تسليط الضوء أكثر على هذه الفئة في جميع المجالات؛ سواء من قبل المسؤولين أو وسائل الإعلام لتعزيز فرص إدماجها في المجتمع".
وأشار البطل المغربي أنه واجه شخصيا مجموعة من المشاكل والعراقيل في طريقه؛ سواء على مستوى مشواره الرياضي أو في حياته الشخصية، من حيث عدم تواجد مراكز للتكوين خاصة بالرياضات البارالمبية، إضافة إلى صعوبة الاندماج في المجتمع أثناء الدراسة.
وتابع بوجا أن البطل البارالمبي مطالب ببدل مجهود أكبر من نظيره الأولمبي من أجل الوصول إلى منصات التتويج، داعيا إلى أن تكون الالتفاتة إلى هؤلاء الأبطال غير مرتبطة بالإنجازات ليطالهم الإهمال بعد ذلك.
وأضاف أن أغلب الأبطال البارالمبيين يكونون تحت الأضواء خلال الإنجازات الكبرى، ليصبحوا بعد ذلك ضحية للنسيان والإهمال، كما أن الشركات تستثنيهم من عروض الرعاية والإعلانات، كما هو عليه الشأن بالنسبة للأبطال البارالمبيين.
ودعا المتحدث ذاته، الأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى تحدي الصعاب في سبيل تحقيق أحلامهم في المجالات التي اختاروها.
وبالموازاة مع ممارسة الرياضة لم يتخل بوجا عن التحصيل العلمي حيث واصل دراسته حتى نال شهادة الإجازة في القانون، حيث يردد دائما أنه يدين بكل ما بلغه سواء في مشواره الرياضي أو التعليمي لوالديه الذين ساعداه كثيرا، رغم الحالة المادية البسيطة.
وعود للمستقبل
قال إدريس الهلالي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للتايكوندو، إن الإنجاز التاريخي الذي حققه الرياضيون المغاربة في بارالمبياد باريس، يعد فرصة لتسليط الضوء على هؤلاء الرياضيين وعلى وضعية هذه الفئة الاجتماعية بالمملكة على العموم.
وأوضح الهلالي، في حديثه لـSNRTnews، إنه ومن أجل ضمان استمرارية هؤلاء الأبطال في تحقيق إنجازات أكثر، يجب أن يكون إنجاز البارالمبياد انطلاقة لسَنّ إجراءات هادفة إلى مواكبتهم على جميع المستويات ليكونوا جاهزين للاستحقاقات القادمة.
وأشار إلى وجوب توفير البنية التحتية اللازمة لهؤلاء الأبطال ولكل الرياضيين في وضعيتهم، من خلال إحداث مراكز أولمبية خاص بهذه الفئة الاجتماعية، مما يسمح لهم بالتدريب باستخدام أدوات تتوافق مع الرياضات البارالمبية.
وأضاف أن المغرب يحرص على تمكين الأبطال البارالمبيين من نفس الجوائز المادية المخصصة لنظرائهم الأولمبيين، كما يتم الاشتغال على إحداث "لجنة بارالمبية" من أجل ضمان مواكبة أكبر للرياضيين البارالمبيين المغاربة في الاستحقاقات القادمة.
أسماء من ذهب
حقق الميدالية الذهبية للمغرب في "بارالمبياد باريس" كل منصف بوجا في سباق 400م لفئة (ت 12)، وأيمن الحداوي في سباق 400م لفئة (ت 47)، وفاطمة الزهراء الإدريسي في الماراثون لفئة (ت 12).
وأحرز الأبطال المغاربة 6 ميداليات فضية، بواسطة كل من فاطمة الزهراء الإدريسي في سباق 1500م لفئة (ت 13)، وعبد الاله كاني في دفع الجلة، ويسرى كريم في رمي القرص لفئة (ف 41)، وعز الدين النويري في دفع الجلة لفئة (ف 34) وأيوب السادني في سباق 400م لفئة (ت 47)، ومريم نوغي في سباق الماراثون لفئة (ت 12).
وحصد المغرب كذلك 6 ميداليات برونزية، أحرزها كل من الأمين الشنتوف، في سباق الماراثون، وأيمن الحداوي في سباق 100م لفئة (ت 47)، وأيوب أدويش في وزن أقل من 63 كلغ لفئة (ك 44،) ورجاء أقرماش في وزن أكثر من 65 كلغ للفئة ذاتها في رياضة الباراتايكوندو، وسعيدة عمودي في دفع الجلة لفئة (ف 34)، وعز الدين النويري في دفع الجلة لفئة (ف 33).
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة
رياضة