إفريقيا
ميدايز.. إفريقيا تبحث بطنجة عن وصفة لتكريس السيادة والصمود في مواجهة الأزمات
28/11/2024 - 10:22
أيوب محي الدين | مصطفى أزوكاحبسط مسؤولون أفارقة في افتتاح الدورة السادسة عشر من منتدى "ميدايز"، رؤيتهم للكيفية التي يفترض عبرها تعزيز السيادة والصمود في سياق متسم بتوالي الأزمات الدولية في العالم.
وقد تجلى في افتتاح المنتدى، مساء الأربعاء 27 نونبر 2024 بمدينة طنجة، حول موضوع "سيادات وقدرات الصمود: نحو توازن عالمي جديد"، حرص الدول الإفريقية على صون السيادة الوطنية للدول، حيث جرى التعبير عن رفض المساس بها، مؤكدين على أن النزاعات تفضي إلى الإضرار بقدرة الدول على الصمود في عالم يستدعي مواجهة التحديات التحديات المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وجرى التأكيد على أن القارة الإفريقية مدعوة للتحكم في مصيرها عبر تولي استغلال ثرواتها الطبيعية وموادها الأولية، بما يستجيب لانتظارات الساكنة المحلية.
وقد أشاد رئيس جمهورية القمر الاتحادية، عثمان غزالي، بالريادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في القارة الإفريقية، والتي مكنت المغرب من تعزيز مكانته المستحقة كقوة إفريقية.
في كلمته خلال افتتاح منتدى "ميدايز" الدولي، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نوه عاليا بجلالة الملك، نظير الدبلوماسية الثنائية ومتعددة الأطراف التي تنهجها المملكة، منوها بالريادة المتبصرة لجلالة الملك في إفريقيا.
وشدد رئيس اتحاد جزر القمر على أن موضوع هذه الدورة يمنح فرصة للتفكير في التحديات التي تواجه العالم، خاصة القارة الإفريقية، حيث يفترض البحث عن حلول سريعة لكل الصدمات والأزمات للحفاظ على السلم والأمن العالميين.
وأكد غزالي على أن الصمود في مواجهة الأزمات التي يعرفها العالم والقارة يعني مواجهة التحديات مع الحفاظ على السيادة، ما يقتضي الحفاظ على الوحدة وفتح باب الحوار والتعاون، مشددا على ضرورة وضع حد للحروب التي تضر بالأجيال الحاضرة والمقبلة، داعيا إلى السعي، عبر الدبلوماسية الوقائية، إلى تفادي الأزمات والعمل على بروز عالم مستقر ومتوازن.
من جانبها، شددت الوزيرة الأولى بجمهورية الكونغو الديمقراطية، جوديث سومينوا تولوكا، على أنه يتوجب على الدول، ليس فقط حماية مصالحها، بل التعاون لمواجهة التحديات التي تتجاوز الحدود.
واستعرضت التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية، حيث توقفت عند ضرورة الاستثمار وتوفير أسباب الصمود في مواجهة الجوع الذي تتضرر منه القارة، داعية إلى دعم الفلاحة المستدامة والمحلية وتعزيز الشراكات لتحقيق هدف السيادة الغذائية.
وأكدت على تبني مقاربة جماعية لمواجهة التغيرات المناخية والكوارث عبر استراتيجيات جماعية للتكيف، مشددة في الوقت نفسه على تنويع مصادر الطاقة والتوجه نحو انتقال طاقي عادل.
وألح الوزير الأول للجمهورية الديمقراطية لساو طومي وبرانسيبي، باتريس بروفادا، في كلمته في المنتدى، على ضرورة تحسين نظام الحكامة ومحاربة الرشوة، مع ضمان ممارسة الحقوق.
وأكد على تنويع إيرادات القارة السمراء، وحمايتها ضد الصدمات والأزمات الدولية، والانخراط في الاندماج الإقليمي، عبر تكريس اتفاق التبادل الحر والحرص على استغلال الموارد الطبيعية التي تشكل مصدرا مطلوبا للانتقال الطاقي في العالم.
وأكد إبراهيم الفاسي الفهري، رئيس منتدى "ميدايز"، على أن موضوع الدورة الحالية يقتضي استكشاف سبل جديدة ومد جسور في عالم منقسم، مشددا على أن ذلك الموضوع يمثل نوعا من الثقة في الأمم على رسم طريقها الخاص وتجاوز الأزمات بكرامة وتحويل التحديات إلى آمال جماعية.
وذهب إلى أن السيادة والصمود تعكس رغبة الشعوب في التحكم في مصيرها والتقدم نحو الأمام رغم الرياح المعاكسة، مؤكدا على أن التمسك بقيم السيادة والصمود مسألة حيوية في فترة متسمة بالأزمات المتعددة، التي تؤشر عليها النزاعات والأزمات المناخية والصحية.
وشدد على أن السيادة لا تتعلق فقط بالحدود، بل تعني قدرة الأمة على اختيار تحالفاتها وبناء مستقبلها دون الارتهان لإرادة الآخرين، ما يعني احترام خصوصيات كل أمة ومساراتها الفريدة، بعيدا عن الإملاءات، معتبرا أن الصمود يعني القدرة على النهوض.
وأفاد أن المغرب تمكن، تحت قيادة جلالة الملك، من تحويل الصحراء إلى رافعة استراتيجية ليس فقط على الصعيد الديبلوماسي، ولكن، كذلك، على مستوى التنمية الجهوية والإقليمية، مشددا على أن الأقاليم الجنوبية أضحت قطبا دائم التحول، مشيرا إلى الدينامية التي تعرفها تلك الأقاليم بفضل الاستثمارات في البنية التحتية المتمثلة في ميناء الداخلة الأطلسي والمناطق الحرة والمشاريع السوسيو اقتصادية.
وأكد على أن الصحراء المغربية فضاء للمستقبل ليس فقط للمغرب، بل للقارة السمراء بأكملها، فهي معبر بين القارة وأوروبا والساحل الأطلسي، ورافعة للتعاون بين دول الجنوب.

مقالات ذات صلة
إفريقيا
اقتصاد
إفريقيا
إفريقيا