مجتمع
2021 .. سنة التلقيح بامتياز
22/12/2021 - 08:30
وئام فراجبعد عام على انتشار وباء كورونا في العالم، بادر المغرب جنبا إلى جنب مع العديد من الدول المتقدمة، إلى إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، ليكون بذلك من البلدان الأوائل التي شرعت في تلقيح سكانها، على الصعيدين الإقليمي والقاري.
نتائج إيجابية
وراهنت المملكة على تنويع مصادر اللقاحات من أجل توفير مخزون يكفي جميع المواطنات والمواطنين، لتحصل بذلك على إشادة منظمة الصحة العالمية من حيث طريقة تدبير الحملة والتعامل مع الجائحة، كما حصلت على إشادة المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها مرات عديدة، الذي أكد ريادة المملكة إفريقيا في مجال التلقيح.
وفي هذا الإطار، اعتبر الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، هذه الحملة نموذجية، لأنها كانت مبنية على أسس علمية، مؤكدا أن جميع التوصيات الصادرة اعتمدت على معطيات علمية فقط ولم تكن سياسية أو تجارية مثلما حصل في بعض البلدان.
وأضاف حمضي، في تصريح لـSNRTnews، أن هذه الميزة جعلت المغرب يمضي قدما في حملته الوطنية دون توقف أو مشاكل، مذكرا بتصنيف المملكة في المرتبة السادسة عالميا من حيث تغطية ساكنتها باللقاحات، بعد 5 أسابيع على انطلاق الحملة، لتتراوح بعدها بين المرتبة السادسة والعاشرة عالميا.
وتتبوأ المملكة الآن مراتب تتراوح بين الـ20 والـ30 عالميا، بعدما بدأت الدول الكبرى تسيطر على حصص كبيرة من اللقاحات، يقول حمضي، مضيفا أن "ذلك لم يمنع المملكة من توفير مخزون هام من اللقاحات مكنها من توسيع التلقيح ليشمل مختلف الفئات العمرية".
واعتبر الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية نتائج الحملة الوطنية للتلقيح، بعد مرور حوالي سنة على انطلاقها، إيجابية، نظرا للإقبال الذي شهدته مراكز التلقيح خلال هذه الفترة، فضلا عن التسهيلات التي تم تقديمها للفئات المعوزة أو التي استعصى عليها التنقل، عبر تنظيم قوافل متنقلة للتلقيح، همت تطعيم كبار السن والمرضى في منازلهم.
كما شملت حملة التلقيح الأجانب المقيمين بمختلف مناطق المملكة، والمهاجرين، وذلك بتنسيق ين مختلف السلطات المحلية والصحية والإدارية على المستويين المحلي والجهوي.
ومنحت هذه الحملة، يضيف حمضي، المواطنات والمواطنين الحماية من الفيروس، كما سمحت باستئناف عمل مجموعة من القطاعات التي كانت متوقفة عن العمل بعد مدة طويلة من الحجر الصحي.
مراحل التلقيح
وبالعودة إلى البداية، همت الحملة الوطنية للتلقيح في مرحلتها الأولى، الأطباء والممرضين والأساتذة، وكافة العاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة الفيروس، فضلا عن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، ثم عممت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الاستفادة من التلقيح ضد فيروس كورونا على جميع المواطنين البالغين من العمر 18 سنة فما فوق.
وأعطت اللجنة العلمية المكلفة بالاستراتيجية الوطنية للتلقيح، بعد ذلك الضوء الأخضر لتطعيم الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 12 و17 سنة، بهدف حمايتهم من متحورات فيروس كورونا، وذلك تزامنا مع الدخول المدرسي للعام الجاري.
كما قررت الوزارة الوصية السماح بتلقيح المرضعات والنساء الحوامل ابتداء من الشهر الرابع، مباشرة بعد تحديث موانع الاستفادة من التلقيح ضد فيروس "كورونا".
واستند هذا القرار على البيانات العلمية التي أتبتت أن تلقيح النساء الحوامل ابتداء من الشهر الرابع للحمل لا يشكل أي خطر على صحة الجنين وعلى الأم.
وبالإضافة إلى ذلك، رفعت اللجنة العلمية المكلفة بالاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19، موانع الاستعمال للقاح عند الأشخاص الذين يعانون مشاكل الحساسية، ماعدا صدمات الحساسية الخطيرة .
جواز التلقيح
قررت الحكومة، ابتداء من يوم الخميس 21 أكتوبر 2021، اعتماد مقاربة احترازية جديدة قوامها "جواز التلقيح" كوثيقة معتمدة من طرف السلطات الصحية، وذلك استنادا للمقتضيات القانونية المتعلقة بتدبير حالة الطوارئ الصحية.
وشددت الحكومة على ضرورة إدلاء الموظفين والمستخدمين ومرتفقي الإدارات بـ"جواز التلقيح" لولوج الإدارات العمومية وشبه العمومية والخاصة، إضافة إلى الإدلاء به لولوج المؤسسات الفندقية والسياحية والمطاعم والمقاهي والفضاءات المغلقة والمحلات التجارية وقاعات الرياضة والحمامات.
وبدأت مختلف الإدارات العمومية والمؤسسات في فرض هذا الجواز لولوج مقراتها، وذلك بهدف الحفاظ على سلامة الأشخاص الملقحين، من الانتشار السريع لفيروس كورونا ومتحوراته.
ومباشرة بعد إعلان الحكومة، فرض "جواز التلقيح"، شهدت مراكز التلقيح بمختلف المدن المغربية، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الراغبين في تلقي جرعاتهم الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
وسجلت الحكومة بارتياح الإقبال الكبير على مراكز التلقيح بعد اعتماد المقاربة الاحترازية الجديدة القائمة على جواز التلقيح، مؤكدة أن تحقيق المناعة الجماعية والعودة إلى الحياة الطبيعية، لن يتأتى إلا بالمشاركة الواسعة للجميع في هذا المجهود الوطني.
الجرعة الثالثة
وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، استفاد أزيد من 24 مليون شخص من الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، مقابل أزيد من 22 مليونا استفادوا من الجرعة الثانية، وما يفوق مليوني شخص تم تلقيحهم بالجرعة الثالثة.
ومازالت اللجنة العلمية للتلقيح ضد فيروس كورونا، تشدد على أهمية الإقبال على الجرعة الثالثة، التي أعلنت الوزارة انطلاق التطعيم بها، يوم الاثنين 4 أكتوبر 2021، خاصة في ظل انتشار متحورات جديدة لفيروس كورونا، على رأسها متحور أوميكرون، الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه مثير للقلق.
كما شدد الطيب حمضي، على أهمية إيجاد وسائل جديدة لدفع المغاربة إلى التلقيح من جديد، بعد تسجيل تباطؤ في هذه العملية، خاصة على مستوى الجرعة الثالثة التي باتت ضرورية لتقوية المناعة ضد فيروس كورونا ومتحوراته.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع
مجتمع
مجتمع