عالم
الانتخابات الفرنسية .. 5 استنتاجات
25/04/2022 - 15:50
أ.ف.بوسجّلت لوبن أفضل نتيجة على الإطلاق لليمين المتطرف الفرنسي في انتخابات الأحد، ما دفع ماكرون في خطابه الذي ألقاه بمناسبة انتصاره إلى الإقرار بالحاجة الملحة لتوحيد البلاد.
تطرح فرانس برس في ما يلي خمسة أسباب تملي على الاحتفالات في قصر الإليزيه أن تكون أقل صخبا من عادتها.
استقطاب
تكشف خارطة فرنسا بعد التصويت تفاوتات لافتة بين المناطق، إذ يحظى ماكرون إلى حد كبير بالتأييد في باريس والغرب وجنوب غرب ووسط البلاد، بينما تدعم المعاقل الصناعية في شمال فرنسا والجنوب المطل على المتوسط لوبن.
ودعمت مراكز المدن الكبرى والطبقات الوسطى العليا والمتقاعدون ماكرون، بينما أيّدت الفئات الأقل دخلا بغالبيتها لوبن.
وقال مدير الأبحاث في شركة "إبسوس فرنسا" للاستطلاعات ماتيو غالار إن "الانقسامات الأبرز قبل كل شيء جيلية واجتماعية"، مضيفا أن تقسيم البلاد على أساس معسكر حضري مؤيد لماكرون وآخر ريفي يدعم لوبن لا يتوافق تماما مع الواقع.
مقاطعة مقلقة
بلغت نسبة المشاركة 72 في المائة فقط، وبلغ الامتناع عن التصويت أعلى مستوى مقارنة مع أي جولة ثانية من التصويت في فرنسا منذ هزم جورج بومبيدو آلان بوهر عام 1969.
وفي مؤشر مقلق بالنسبة لماكرون، كلّف 8,6 في المائة من الناخبين أنفسهم عناء التوجّه إلى مراكز الاقتراح الأحد بدون الإدلاء بأصواتهم لأي من المرشّحَين، إذ كانت 6,35 في المائة من بطاقات الاقتراع فارغة و2,25 في المئة منها غير صالحة وبالتالي ملغاة.
وبجمعها، تعني هذه العوامل أن أكثر من ثلث الناخبين المسجلين في فرنسا لم يعبّروا عن خيار في هذه الانتخابات.
وقال زعيم اليسار الراديكالي جان-لوك ميلانشون، الذي حل ثالثا في الدورة الأولى، إن ماكرون "غارق في محيط من الامتناع عن التصويت والبطاقات الملغاة".
احتجاجات
اندلعت احتجاجات متفرقة في مدن بينها باريس ورين وتولوز بعد الإعلان عن النتائج، نظّمها يساريون متطرفون أعربوا عن غضبهم للخيار الذي طرح أمام فرنسا في الانتخابات.
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل ووجّهت اتهامات للمتظاهرين. وبينما كانت الاحتجاجات صغيرة نسبيا إلا أنها قد تكون نذيرا بما هو آت، خصوصا إذا لم تحظ الأحزاب الراديكالية بتمثيل كبير في انتخابات يونيو التشريعية.
وقال المتظاهر في تولوز جوروني بيكيه الذي لم يصوّت الأحد "ها نحن أمام خمس سنوات من الليبرالية بقيادة الأوليغارشية الباريسية التي تسببت بأضرار كبيرة في البلاد".
انقسام بين الأجيال
بالنسبة لرئيس ما زال في الرابعة والأربعين من عمره، ما زال ماكرون يكافح للتأثير في أوساط الناخبين الأصغر سنا، وما زال يعتمد على دعم كبار السن ليتمكن من الفوز.
وتظهر أرقام "إبسوس" وشركة تحليل البيانات "سوبرا ستيريا" أنه بينما حصل ماكرون على 61 في المائة من أصوات الفئة العمرية 18-24 عاما، إلا أن 41 في المئة من الأشخاص ضمن هذه الفئة لم يصوّتوا إطلاقا.
وكان هامش فوزه ضئيلا في أوساط البالغين ما بين 25 و34 عاما وأولئك البالغين ما بين 35 و49 عاما، بينما تفوّقت لوبن عليه بفارق ضئيل في أوساط الفئة العمرية من 50 إلى 59 عاما.
ولعل الفئة الوحيدة التي يمكن لماكرون الاعتماد على دعمها هي فئة المتقاعدين، إذ صوّت له 71 في المئة من البالغين 71 عاما فما فوق، بحسب تقرير "إبسوس-سوبرا ستيريا".
وقال المحلل السياسي جيروم جافر لتلفزيون "إل سي إي" "لدينا فرنسا مسنة دعمت بشكل كبير إيمانويل ماكرون وفرنسا أكثر شبابا اختار جزء من أبنائها عدم التصويت.. إنه شرخ اجتماعي كبير".
مناطق خسرها
لطالما عمد ماكرون إلى التركيز على مكانة فرنسا عالميا من خلال أقاليم ما وراء البحار التي تعد جزءا لا يتجزأ من البلاد وتعد بالمجموع حوالى ثلاثة ملايين نسمة.
لكن أداءه كان ضعيفا بالمجمل خارج البر الرئيسي، إذ فشل في كسب الناخبين الذين دعموا ميلانشون في الجولة الأولى.
وبعزفها على وتر الغضب السائد حيال باريس وماكرون كقائد، حلّت لوبن بسهولة في المقدمة في جزر فرنسا الرئيسية في الكريبي غوادلوب ومارتينيك كما في غويانا في أميركا الجنوبية وجزيرتي المحيط الهندي ريونيون ومايوت.
ولا يمكن لماكرون إعلان فوزه إلا في جزر في الهادئ على غرار كاليدونيا الجديدة وبولينيزيا الفرنسية.
وقال الخبير في معهد العلوم السياسية في باريس مارسيال فوكو إن "المشاعر المناهضة لماكرون مؤثرة بشكل كبير.. التصويت للوبن هو تصويت تلقائي، لا يعني بالضرورة دعمها".
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
عالم
سياسة