نمط الحياة
نادية كمالي مروازي .. ساحرة القلم
05/08/2022 - 10:03
خولة بنحدو
تجلس أمام حاسوبها، حيث تحاصرها الكتب وجذاذات السيناريوهات والمشاريع. "يقولون إني أشتغل كثيرا، لكني لا أحس بثقل العمل، فالكتابة جزء مني، ولم أعتبرها قط مهنة أو عبئا".
كمالي مهووسة بالعمل، وانشغالاتها كثيرة، إذ تشتغل بالتدريس في جامعة السربون بباريس منذ شتنبر 2022، وتنهمك، في الآن ذاته، في مشاريع مغربية وأخرى دولية. تنتقل بين السيناريوهات في خفة وسلاسة، كأنها نحلة تنتقل بين الأزهار، فتأخذ رحيقها وأحلى ما فيها، ثم تمنحها فرصة للعطاء والخصوبة.
وإذا كان اسم نادية كمالي غير معروف لدى الجمهور العريض، إلا أن الملايين يعرفون إنتاج السيدة الخجولة والكاتبة المتمرسة، والإنسانة المتواضعة. فأعمالها حققت نجاحا واسعا وشهرة ضاربة في التلفزيون والسينما على مدى ربع قرن؛ فاسم نادية كمالي كان وراء نجاح السيتكوم الشهير لالة فاطمة، وياك احنا جيران، وديما جيران، والكبسولات التحسيسية بونظيف، ومسلسل الفرقة وتريا وزينة الحياة وزينة والسر المدفون ونصف قمر، والسلسلة الوثائقية 10 نساء من تاريخ المغرب ... وغيرها كثير من الأعمال الممتدة من سنة 2000 إلى اليوم. فغزارة الإنتاج مرده عملها المتواصل، واجتهادها والتزامها مع المخرجين وشركات الإنتاج، وتعاونها مع زملائها الكتاب في المغرب وفرنسا وأمريكا وبلجيكا.
تقول كمالي: "أشتغل كثيرا بشراكة مع كتاب آخرين. فالكتابة المشتركة تجعلك تتحدى نفسك وأناك، لتتفاعل مع اقتراحات أخرى. وأنا مختلفة. أفضل الاشتغال أساسا مع ثلاث كتاب: الأولى في المغرب؛ وهي جيهان البحار، والثانية في بروكسيل، والثالثة في لوس أنجلوس. تجمعني معهن صداقة موازية لشراكتنا في القلم والصفحة البيضاء".
تشكل الكتابة والتدريس صلب انشغالاتها، لكن كتابة السيناريو لها وضع خاص. فمنذ بداياتها كانت اختيارات كمالي واضحة: الأدب والسينما، إذ حصلت سنة 1997 على الإجازة في الأدب والسينما، وفي 1998 على ميتريز في الآداب والفنون، وتوجت تكوينها الأكاديمي سنة 2000 بحصولها على دبلوم الدراسات المعمقة في الآداب العصرية والفنون، بميزة جيد جدا.
وبعد إقامة طويلة في الغابون ثم المغرب، حيث مارست التدريس بمؤسسات وبعثات فرنسية، دفعتها ظروف عائلية للإقامة في باريس.
وبين سنتي 2000 و2002 أخذت كمالي بزمام الأمور في شركة عليان للإنتاج، وتكلفت بمجموع المشاريع التلفزيونية لواحدة من أكبر شركات الإنتاج في المغرب، التي يملكها المخرج والمنتج المعروف نبيل عيوش.
في 2016، اشتغلت على فيلم "في بلاد العجائب" للمخرجة جيهان البحار، ك script Doctor ، وهو الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا في المغرب، مع أكبر إيرادات بالقاعات السينمائية في 2017، بالإضافة إلى حيازته مجموعة من الجوائز في مهرجانات بإيطاليا والبرتغال والمغرب. وفي السنة نفسها ساهمت في كتابة سلسلة بوليسية قصيرة، تحت عنوان "أديل"، بثت على العديد من القنوات الأوروبية مثل: + BE TV – RTL – TVI Canal. وكانت قبلها قامت، مع المخرج المغربي الفرنسي، نبيل عيوش، بمهمة script Doctor في فيلم "ياخيل الله"، الذي فاز بعدة جوائز في المغرب وحول العالم؛ من بينها جائزة فرانسوا شالي بمهرجان كان، قسم نظرة ما.
بين 2021 و2022 اشتغلت مروازي مع المخرجة جيهان البحار في الفيلم السينمائي Triple A ، والسلسلة التلفزيونية "الفاميلا"، لصالح القناة الأولى. وكتبت رفقة المخرج سعد الشرايبي فيلما سينمائيا طويلا، بعنوان "صمت الموسيقى". ودوليا اشتغلت مع المخرجة الفرنسية أوزان بالسي على سلسلة درامية قصيرة، تحمل عنوان Reborn .
وإذا كانت الكتابة تشكل حلقة مهمة وحيوية في بزوغ عمل فني ما، فإن كمالي تعتبرها مرحلة لا بد أن تتبعها أخرى لا تقل أهمية، يقوم فيها طرف ثان، قد يكون منتجا أو مخرجا، بحمل الكلمات إلى الشاشة، ويسير بالمشروع إلى نهايته. "أنا أعي أهمية ما أقوم به، وأستحضر هنا المقولة الشهيرة للعبقري ألفريد هيتشكوك : "هناك ثلاثة عناصر لصناعة أي فيلم جيد، وهي: السيناريو، السيناريو، السيناريو". كنت في بداياتي أفضل الكتابة ليلا، لكن مع مرور الوقت فرضت علي التزاماتي تغييرات لست مرتاحة لها، ولكن الممارسة علمتني ألا أنتظر نزول الإلهام، بل أستفزه وأستحضره. إن الكتابة ليست وحيا أنتظر نزوله، لكن الكلمات أنفاس أستنشقها لأحيا وأستمر في البقاء".

مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة