مجتمع
اليوم الوطني للمهاجر .. تميّز مغربي في عز الأزمة
09/08/2022 - 16:56
مراد كراخييصل عدد أفراد الجالية المغربية المسجلين في المراكز القنصلية إلى ما يقارب 5 ملايين و300 ألف فرد، ويمكن أن يتجاوز هذا العدد 6 ملايين إذا ما تم احتساب غير المسجلين، وفق معلومات صادرة عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
سخاء يبهر العالم
توقعت المؤسسات النقدية الدولية انخفاض التحويلات المالية للمهاجرين بنسبة 20 بالمائة إبان جائحة "كورونا"، التي أثرت سلبا على جزء كبير من الجالية المغربية، وخاصة العاملين في القطاعات الأكثر تضررا، لكن مغاربة العالم شكلوا الاستثناء عالميا بعد أن خالفت تحويلاتهم التوقعات مسجلة رقما قياسا.
وقفزت تحويلات الجالية المغربية بالخارج، في العام الماضي إلى مستوى قياسي، عندما بلغت 93 مليار درهم، بنسبة زيادة ناهزت 36,8 في المائة، قياسا بعام 2020، حين كانت في حدود 68 مليار درهم.
ولم ينقطع سخاء مغاربة العالم خلال العام الحالي، فقد بلغت التحويلات 30,5 مليار درهم في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، بعدما كانت في حدود 29 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي، حسب مكتب الصرف، وتمثل هذه التحويلات أعلى مستوى مُسجّل في الأعوام الخمسة الأخيرة، حيث تراوحت قبل الجائحة بين 21,13 و19,82 مليار درهم.
ولا توجّه تحويلات مغاربة العالم إلى أسرهم فقط، بل إنها تغذي رصيد المملكة من العملة الصعبة، وتعزز الموجودات المالية لدى المصارف، مما يساهم في دعم الحركة الاقتصادية، كما أنها تُحفّز الطلب والاستهلاك، بما يعزّز النمو الاقتصادي.
وتعتبر هذه التحويلات أول مصدر للعملة الصعبة بالمغرب، وقد تجلت أهميتها أكثر في الأعوام الثلاثة الأخيرة، فبعدما كانت تنمو بنسبة 5 بالمائة في العام الذي سبق الجائحة، سجلت قفزة قوية في سياق الأزمة الوبائية، مكذبة جميع التوقعات التي كانت تنتظر تراجعها.
عناية ملكية
في أول فرصة سمحت فيها الوضعية الوبائية بذلك، أعطى جلالة الملك محمد السادس تعليماته للسلطات المعنية وكافة المتدخلين في مجال النقل، الصيف الماضي، بالعمل على تسهيل عودة أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى بلادهم، بأثمنة مناسبة، وذلك تجسيدا لحرص جلالته على استمرار ارتباطهم بوطنهم الأم.
وفي هذا الإطار، أمر جلالة الملك المتدخلين في مجال النقل الجوي، خاصة شركة الخطوط الملكية المغربية، ومختلف الفاعلين في النقل البحري، بالحرص على اعتماد أسعار معقولة تكون في متناول الجميع، وتوفير العدد الكافي من الرحلات، لتمكين العائلات المغربية بالخارج من زيارة وطنها وصلة الرحم بأهلها وذويها، خاصة في ظروف جائحة كوفيد-19.
كما دعا جلالته كل الفاعلين السياحيين، سواء في مجال النقل أو الإقامة، لاتخاذ التدابير اللازمة، قصد استقبال أبناء الجالية المغربية المقيمين بالخارج في أحسن الظروف وبأثمنة ملائمة.
واعتبر أفراد الجالية المغربية بالخارج هذه المبادرة الملكية التاريخية والفريدة من نوعها في العالم، تجسيدا للرعاية التي يحيطهم بها، وتأكيدا لحرص جلالته الدائم على حماية حقوق ومصالح مغاربة العالم وتعزيز روابطهم القوية مع وطنهم الأم.
وتلتزم المملكة، التي وضعت الجالية المغربية المقيمة بالخارج في صلب اهتماماتها، بتطوير وتنفيذ عدد من البرامج والسياسات العامة حول الهجرة، واعتبر تقرير النموذج التنموي الجديد مغاربة العالم كإحدى الرافعات الأساسية لتفعيله ومواكبة تنفيذه.
أسباب الهجرة والدول المفضلة
يرغب 23,3 بالمائة من المغاربة في الهجرة، 81,8 بالمائة منهم يحلُمون بالهجرة إلى أوروبا، وهو ما يوافق التوزيع الجغرافي لمغاربة العالم، حيث يوجد 85 في المائة منهم بالقارة العجوز، وفق معطيات البحث الوطني حول الهجرة الدولية 2018 -2019.
وحسب التقرير ذاته، فإن أغلب المغاربة يختارون الهجرة إلى البلدان التي سبقهم إليها مواطنو بلدهم، حيث تأتي فرنسا في المقدمة، متبوعة بإسبانيا، ثم إيطاليا، وهو ما يُفسَّر باعتبارات تاريخية وثقافية، أبرزها وجود شبكة أقارب ومعارف في تلك البلدان التي تستقبل جزء كبيرا من المهاجرين المغاربة.
وأورد المصدر ذاته، أن 9,2 في المائة من المغاربة يفضلون الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، بينما سُجّل تراجع في الاهتمام بالهجرة إلى البلدان العربية، حيث أن نية الهجرة نحو هذه البلدان لم تتعد 2,9 في المائة.
وحول الأسباب، تأتي البطالة في مقدمة الدوافع للهجرة، حيث عبّر عن ذلك 50,9 في المائة من العاطلين، في ما تنخفض النسبة إلى 21,9 في المائة بالنسبة للحاصلين على عمل، حسب ما كشف عنه التقرير الذي استقصى آراء عينة من 15 ألف أسرة.
وتُعد الاعتبارات الاقتصادية حاسمة في نوايا الهجرة بنسبة 73,5 في المائة، متبوعة بالاعتبارات الاجتماعية بنسبة 21,8 في المائة، كما أشار التقرير إلى أن نوايا الهجرة تختلف بشكل كبير بين الجنسين، حيث تصل إلي 28,6 في المائة لدى الرجال، وتنخفض إلى 17,7 في المائة لدى النساء.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع
اقتصاد
مجتمع