عالم
تظاهرات جديدة في إيران مع ارتفاع مستوى الغضب
28/10/2022 - 23:49
أ.ف.بلم تخفت الحركة الاحتجاجية التي تقودها نساء على وجه الخصوص، منذ وفاة مهسا أميني عن عمر 22 عاما، في 16 شتنبر بعد ثلاثة أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية، والتي تفرض على النساء ارتداء الحجاب.
وإضافة إلى شعار "نساء، حياة، حرية" أُطلقت هتافات خلال التظاهرات التي قُمعت بقوة، موجهة بشكل علني ضدّ حكومة الجمهورية الإسلامية التي تأسّست في العام 1979.
وتتأجج الحركة الاحتجاجية بالغضب بسبب عدد الأشخاص الذين قتلوا على يد القوات الأمنية التي تكافح لإخمادها. فحصيلة القتلى في صفوف المتظاهرين احتجاجًا على وفاة أميني، ارتفعت من 141 الثلاثاء إلى 160 الجمعة 28 أكتوبر 2022، وفق منظمة "إيران هيومن رايتس" ومقرها أوسلو .
وتخشى المنظمات غير الحكومية تسارع حملة القمع، في ظل نهاية فترة الحداد التقليدية التي تستمر أربعين يوماً، على القتلى الأوائل في الحركة الاحتجاجية.
وتوجه آلاف الأشخاص الأربعاء 26 أكتوبر 2022 إلى مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني في محافظة كردستان، للمشاركة في مناسبة مرور أربعين يوما على وفاتها.
كما اندلعت أحداث الخميس بالقرب من خرم آباد (غرب) حيث تجمع حشد من الأشخاص عند قبر نيكا شاهكرامي البالغة من العمر 16 عاما، والتي توفيت قبل 40 يوما، وفقا لمقاطع فيديو تم التحقق منها.
وهتف المتظاهرون، وفق فيديو نشرته "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان" (هرانا) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرّاً، "سأقتل، سأقتل، كل من قتل أختي".
إطلاق نار في زاهدان
كما وقعت أحداث أخرى الخميس 27 أكتوبر 2022، بعد دفن المتظاهر إسماعيل مولودي الذي يبلغ 35 عاما في مهاباد (غرب)، حيث فتحت القوات الأمنية النار وقتلت ثلاثة أشخاص، وفق منظمة "هينكاو" المدافعة عن حقوق الإنسان.
وهتف المتظاهرون "الموت للدكتاتور"، قاصدين بذلك آية علي خامنئي، في الوقت الذي اشتعلت النيران في مكاتب الحكومة في مهاباد، وفقاً لصور من مقطع فيديو تمّ التحقّق منه، نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقُتل متظاهران آخران في بانيه الواقعة أيضا في الغرب، قرب الحدود مع العراق، وفق "هينكاو".
وفي المجمل، قتل ثمانية متظاهرين في أربع محافظات هي كردستان، أذربيجان الغربية، كرمنشاه ولوريستان منذ مساء الأربعاء إلى الخميس الماضيين، حسبما أفادت منظمة العفو الدولية.
كما تشهد مدينة زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق)، إحدى أفقر مناطق إيران، أعمال عنف بدأت في 30 شتنبر2022 باحتجاجات على خلفية تقارير حول اغتصاب عنصر أمن لفتاة، وخلفت 93 قتيلا على الأقل وفق منظمة "إيران هيومن رايتس".
وقالت "هرانا" و"إيران هيومن رايتس" إن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين في زاهدان الجمعة، ونشرتا مقطعي فيديو يظهران محتجين يفرون وسط إطلاق نار.
من جانبه، تحدث مجلس الأمن الاقليمي في سيستان بلوشستان عن "أعمال شغب" في زاهدان، مؤكدا مقتل شخص جراء إطلاق نار من "مجهولين" وإصابة 14 آخرين بينهم عناصر من قوات الأمن، وفق ما نقلت وكالة "إرنا".
وفي وقت سابق الجمعة، أقالت السلطات الإيرانية اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين في زاهدان، أحدهما قائد شرطة المدينة، حسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
نحو تصعيد القمع
من جهة أخرى، يشير محللون إلى أن السلطات الإيرانية حاولت خنق الحركة الاحتجاجية بوسائل أخرى غير القمع العنيف، وذلك من أجل تجنب الغضب الشعبي.
وفي هذا الإطار، قال المتخصص بالشأن الإيراني في "معهد واشنطن" هنري روم لوكالة "فرانس برس" "حتى الآن، يبدو أنهم يستخدمون أساليب أخرى - اعتقالات وترهيب، وقطع الإنترنت وقتل بعض المتظاهرين..".
مع ذلك، أضاف "أشك في أن تكون القوات الأمنية قد استبعدت القيام بحملة قمع عنيفة على نطاق أوسع".
واعتبر أنهم "ربما حسِبوا أنّ المزيد من عمليات القتل سيشجّع المتظاهرين بدلاً من ردعهم؛ إذا تغيرت هذه الحسابات، فمن المحتمل أن يصبح الوضع أكثر عنفا".
من جهته، دعا مدير "إيران هيومن رايتس" محمود العامري مقدم، الأمم المتحدة الجمعة 28 أكتوبر 2022 إلى "زيادة الضغط الدبلوماسي على إيران ووضع آلية تحقيق لمحاكمة المسؤولين" عن القمع. وأضاف "هناك خطر حقيقي لحدوث مذبحة ويجب على الأمم المتحدة ضمان عدم حدوث ذلك".
من جانبهم، واصل القادة الإيرانيون توجيه أصابع الاتهام إلى "أعداء" إيران.
واتهمت وزارة المخابرات والحرس الثوري في بيان مشترك الجمعة 28 أكتوبر 2022 وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) و"حلفائها بريطانيا وإسرائيل والسعودية" بـ"التآمر" ضد الجمهورية الإسلامية.
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
عالم
عالم