سياسة
تنمية الأقاليم الجنوبية .. جلالة الملك يأمر بالانتقال للسرعة القصوى
07/11/2022 - 13:21
مراد كراخيوأكد جلالة الملك، في الخطاب السامي الذي وجهه الأحد 06 نونبر 2022، بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، أن هذا البرنامج يندرج في إطار التوجه الذي تعتمده المملكة في الدفاع عن مغربية الصحراء، والذي يرتكز على منظور متكامل، يجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للمنطقة.
وأبرز صاحب الجلالة أن هذا البرنامج، الذي خصص له غلاف مالي يتجاوز 77 مليار درهم، يهدف إلى إطلاق دينامية اقتصادية واجتماعية حقيقية، وخلق فرص الشغل والاستثمار، وتمكين المنطقة من البنيات التحتية والمرافق الضرورية، وهو برنامج طموح، يستجيب لانشغالات وتطلعات سكان الأقاليم الجنوبية؛ وتتحمل السلطات المحلية والمنتخبة، مسؤولية الإشراف على تنزيل مشاريعه.
تيزنيت-الداخلة .. مسار التنمية ينتقل للسرعة القصوى
أشار جلالة الملك، إلى تقدم أشغال إنجاز الطريق السريع تيزنيت-الداخلة، التي بلغت مراحلها الأخيرة، إضافة إلى ربط الأقاليم الجنوبية للمملكة بالشبكة الكهربائية الوطنية، وتقوية وتوسيع شبكات الاتصال، كما تم الانتهاء من إنجاز محطات الطاقة الشمسية والريحية المبرمجة، في إطار هذا الورش الملكي الضخم.
وفي هذا السياق، قال مبارك فنشا، مدير المديرية المؤقتة المكلفة بإنجاز الطريق السريع تزنيت- الداخلة، إن نسبة تقدم أشغال إنجاز هذا المشروع تجاوزت 80 بالمائة، متوقعا أن يتم الانتهاء من الأشغال بهذا الورش الضخم مع نهاية سنة 2023، باستثناء إنجاز الجسر المداري بمدينة العيون الذي ستنتهي الأشغال به سنة 2024 نظرا لحجمه الكبير البالغ 1725 مترا، ولتكلفته الكبيرة التي تفوق 110 مليار سنتيم، إضافة إلى اعتماد تقنيات متطورة في إنجازه.
وأوضح فنشا، في تصريح سابق لـSNRTnews، أن هذا المشروع الذي يأتي في إطار البرنامج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يتكون من محورين رئيسيين، هما تزنيت-العيون، والعيون-الداخلة، ويمتد على طول 1055 كلم، وتقدر تكلفته الإجمالية بـ10 ملايير درهم.
وأوضح أن هذا الورش، يتكون من 30 مقطعا، و16 قنطرة، وستتخلله 7 باحات استراحة، و18 محطة لتفريغ مياه الأسماك، و1572 وحدة لتفريغ مياه الأمطار، وسيتطلب إنجازه 5,6 مليون متر مكعب من مواد البناء، و4,3 مليون طن من الإسفلت، مع تسخير أزيد من 3500 آلة، وتابع المتحدث ذاته، أن الأهداف الاستراتيجية لهذا الورش الملكي الضخم، تتمثل في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية للمملكة على امتداد العقود المستقبلية القادمة، وربط شمال المملكة بجنوبها، إضافة إلى ربط المغرب بعمقه الافريقي.
الداخلة الأطلسي .. بوابة من الصحراء المغربية
أشار جلالة الملك، في خطابه السامي، إلى أنه سيتم الشروع قريبا، في أشغال بناء الميناء الكبير الداخلة - الأطلسي، بعد الانتهاء من مختلف الدراسات والمساطر الإدارية.
ويرتقب أن يساهم هذا الورش الضخم، في مواكبة وتعزيز الدينامية التنموية والطفرة الاقتصادية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة عموما، وجهة الداخلة - وادي الذهب خصوصا، في عدد من القطاعات من خلال تعزيز الرواج والتبادل التجاري، ودعم قطاع التشغيل.
وتم تخصيص 12,4 مليار درهم لإنشاء مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، الذي سيتكون من حوض للتجارة، الذي يتضمن 675 متر من الأرصفة بعمق 16 متر، و185 متر من أرصفة الخدمات، ومحطة مخصصة للمحروقات، ورصيف مخصص لسفن العربات على طول 45 متر، إضافة إلى 30 هكتار من الأراضي المسطحة.
ويتكون الميناء كذلك من خوض للصيد عبارة عن 28,8 هكتار من الأراضي المسطحة، و1662 مترا من الأرصفة بعمق 12 متر، إضافة إلى حوض لإصلاح السفن، المكون من 138 متر من الأرصفة بعمق 12 متر، و8,6 هكتار من الأراضي المسطحة، وحوض خاص لرافعة السفن، وسيشيد هذا الميناء بمحاذاة منطقة اقتصادية تمتد على مساحة تقدر ب 1650 هكتارا، بهدف تقديم خدمات صناعية ولوجستيكية وتجارية عالية الجودة.
وفي هذا السياق يرى بوشعيب قيري، المدير الجهوي لوزارة الصناعة والتجارة بجهة الداخلة - وادي الذهب، أن هذا المشروع مسيساهم بشكل كبير في تنمية الأنشطة الاقتصادية والتجارية بالجهة.
وأفاد قيري، في تصريح سابق لـSNRTnews، بأن جزءا من الميناء سيحتضن بواخر الصيد الساحلي، وبواخر الصيد في أعالي البحار، وبالنظر للثروة السمكية الهامة التي تزخر بها جهة الداخلة - وادي الذهب، والمقدرة بحوالي 65 بالمائة من مجمل الثروة السمكية بالمملكة، فهذا المعطى سيوفر المادة الخام التي تحتاجها الصناعات المرتبطة بهذا القطاع، سواء تلك المتواجدة بالجهة، أو بالنسبة للاستثمارات التي ستستقطبها مستقبلا.
وتابع أنه، وباعتبار الداخلة بوابة المغرب نحو إفريقيا، سيلعب الميناء الجديد دورا أساسيا في المبادلات التجارية، ليس مع القارة الإفريقية فقط، تجسيدا لاستراتيجية انفتاح المملكة على عمقها الإفريقي، وإنما بالانفتاح أيضا على دول أخرى خاصة في القارة الأمريكية، مما سيساهم في الرفع من القيمة المضافة لمساهمة الجهة في الاقتصاد الوطني.
نموذج تنموي شامل
سجّل جلالة الملك، أنه "وفي هذا السياق، المطبوع بروح المسؤولية الوطنية، ندعو القطاع الخاص، إلى مواصلة النهوض بالاستثمار المنتج بهذه الأقاليم، لاسيما في المشاريع ذات الطابع الاجتماعي".
ودعا صاحب الجلالة إلى فتح آفاق جديدة، أمام الدينامية التنموية، التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، لا سيما في القطاعات الواعدة، والاقتصاد الأزرق، والطاقات المتجددة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، الذي يعد المحرك الرئيسي للتنمية، أشار جلالة الملك إلى إنجاز مجموعة من المشاريع، في مجال تثمين وتحويل منتوجات الصيد البحري، الذي يوفر آلاف مناصب الشغل لأبناء المنطقة، وفي المجال الفلاحي، تم توفير وتطوير أزيد من ستة آلاف هكتار، بالداخلة وبوجدور، ووضعها رهن إشارة الفلاحين الشباب، من أبناء المنطقة، كما تعرف معظم المشاريع المبرمجة، في قطاعات الفوسفاط والماء والتطهير، نسبة إنجاز متقدمة، يضيف صاحب الجلالة.
وبالنسبة للمجال الاجتماعي والثقافي، سجل جلالة الملك أنه شهد عدة إنجازات في مجالات الصحة والتعليم والتكوين، ودعم مبادرات التشغيل الذاتي، والنهوض باللغة والثقافة الحسانية، باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية الوطنية الموحدة.
وشدد جلالته على أن الصحراء المغربية، شكلت عبر التاريخ، صلة وصل إنسانية وروحية وحضارية واقتصادية، بين المغرب وعمقه الإفريقي، وتابع صاحب الجلالة "وإننا نسعى، من خلال العمل التنموي الذي نقوم به، إلى ترسيخ هذا الدور التاريخي، وجعله أكثر انفتاحا على المستقبل".

مقالات ذات صلة
سياسة
إفريقيا
سياسة
سياسة