تكنولوجيا
"5G".. مدن ذكية وعالم بـ"لغة واحدة"
08/05/2021 - 21:49
SNRTnewsأهي مجرد تطور للجيل الرابع؟ كلا، بل يصفها خبراء بأنها تقنية ستحدث قطيعة مع كل ما سبق، لأن تميزها يكمن في ما ترمي لتحقيقه منذ شُرعَ في تطويرها، وما ستتوفر عليه من خصائص غير مسبوقة، علاوة على الخدمات التي ستوفرها لقطاعات حيوية.
10 مرات (4G)
يمكن اختزال الإمكانيات الهائلة التي سيتيحها الجيل الجديد، في ما أورده رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كامرون، قبل بضعة أعوام: "إذا كان تحميل فيلم بحجم 800 ميغابايتس يتطلب 40 ثانية، بفضل الجيل الرابع (4G)، فإن الجيل الخامس سيمكن من تحميله في غضون ثانية واحدة".
سرعة التحميل من أكثر ما يتوق له مستخدمو الإنترنت، وفي هذا السياق فإن الجيل الخامس يَعِدُ بسرعة بتفوق 10 مرات سرعة الجيل الرابع، "إنها ألياف بصرية (fibre optique) لا سلكية" يؤكد الخبراء، وفي بعض الحالات يمكن لسرعتها أن تبلغ مدىً قياسياً (20 جيغابايتس في الثانية). وبنفس القدر، أي 10 مرات، ستتضاءل المدة التي تحتاجها الشبكة للاستجابة لطلبات المستخدمين.
ومن المعلوم لدى مستخدمي الأنترنت أن سرعة التحميل والاستجابة وأداء الأنترنت عموماً، يفقد الكثير من بريقه حين يتزايد الضغط على الشبكة. مطورو الجيل الخامس يعملون على توسيع قدرته الاستيعابية لاحتمال 10 مرات أكثر من الاتصالات دفعة واحدة.
مدن ذكية
قبل خمسة أعوام، انطلق ورش عمومي لتحويل مدينة الدار البيضاء إلى أول مدينة ذكية في قارة إفريقيا. بفضل الجيل الخامس للأنترنت الخلوي، بوسع هذا الحلم أن يتحول لحقيقة في زمن قياسي، وقد تتناسل المدن الذكية لتصبح سمة غالبة في العالم بأسره.
المدن الذكية هي بشكل عام تلك التي توظف تكنولوجيا المعلوميات والتواصل، بما في ذلك الاتصالات اللاسلكية، للرفع من مستوى الخدمات العمومية، وتقليص كلفتها. وفي هذا يمكن للجيل الخامس أن يلعب دوراً حيوياً.
فالسرعة والاستقرار هي أهم ما يتطلبه تبادل المعطيات عبر الشبكات ليكون ناجعاً، وهكذا بفضل الجيل الخامس، سيصبح من الممكن تجميع معطيات حول أبسط مظاهر عيش المواطنين في المدن الذكية، مثلاً جودة الهواء في هذا الحي أو ذاك، حركة السير في شارع أو آخر، بل حتى كمية النفايات في سلات المهملات! معطيات سيتم تجميعها في الشبكة وتحليلها عبر الذكاء الصناعي بسرعة قياسية، من أجل منح المواطنين والسلطات فكرة سريعة ودقيقة عن التدخلات الممكنة لتحسين جودة الحياة في تلك المدينة.
سيارة مسروقة، حريق أو حادثة سير... بفضل الشبكات التفاعلية المتصلة فيما بينها والكاميرات عالية الجودة الثابتة أو المتحركة، والتي تتطلب شبكة بقوة الجيل الخامس، سيصبح بوسع المدن ضبط هذه الحوادث في أسرع وقت وإعطاء المصالح المعنية بالتدخل، الأمر والتعليمات، والتنسيق في ما بينها في زمن قياسي كذلك.
ترجمة ذكية وفورية
في مؤتمر دولي بلاس فيغاس الأمريكية، أعلن العملاق الصيني "علي بابا" عن تطبيق جديد للاتصال السمعي البصري، يتوفر على خاصية الترجمة الفورية التي تظهر على شكل نص أسفل الشاشة، وبنسبة دقة عالية قادرة حتى على تجاوز سوء الفهم.
ومع تبلور الجيل الخامس من الاتصالات، لن يكون "علي بابا" وحده ضمن سوق الترجمة الفورية، فالعملاق الأمريكي "غوغل" يسهر بدوره على تطوير هذه الخاصية، التي باتت في الوقت الراهن متاحة لكل الهواتف الذكية المعززة بـ"Google Assistant".
من جهتها، طورت شركة "Sourcenext" اليابانية "Pocketalk"، وهو عبارة عن صندوق ترجمة يحتمل 74 لغة مختلفة، ويبلغ سعره 300 دولار، فيما سوقت شركة "Waverly" الأمريكية سماعات أذن يمكنها ترجمة 10 لغات صوتياً.
مع التطور السريع في تقنيات الترجمة هذه ودمقرطة أسعارها، ربما يصبح عائق التواصل بسبب تباين ألسن البشر، مشكلاً من الماضي...
مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع
تكنولوجيا