اقتصاد
2022 .. سنة تعافي السياحة وتطلع لاستثمار إنجاز الأسود
23/12/2022 - 22:08
وئام فراج
بعد سنتين عصيبتين مرت منهما المملكة، على غرار باقي بلدان العالم، بسبب انتشار جائحة كورونا والقيود المترتبة عنها، شكلت سنة 2022 قفزة مهمة في قطاع السياحة، بحيث استعادت الوجهة المغربية جاذبيتها السياحية، بعد العودة المكثفة للسياح الدوليين والمغاربة المقيمين بالخارج، وهو ما تؤشر عليها العائدات من العملة الصعبة التي تدعم رصيد المغرب من العملة الصعبة.
حقق القطاع السياحي خلال سنة 2022 إيرادات هامة؛ إذ سجلت عائدات السياحة، في العشرة أشهر الأولى من سنة 2022، ارتفاعا استثنائيا بـ42,17 مليار درهم، مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2020، كما تعدت المستوى المسجل سنة 2019 المقدر بـ67,12 مليار درهم، وذلك حسب التقرير الشهري لمكتب الصرف الصادر في فاتح دجنبر 2022.
وأبرز مكتب الصرف، في تقريره، أن عائدات السياحة تضاعفت خلال متم شهر أكتوبر 2022، منتقلة من 28,46 مليار درهم المسجلة في نهاية أكتوبر 2021، إلى 71,10 مليار درهم في متم الشهر نفسه من العام الجاري، وهو ما يؤشر على تعافي قطاع السياحة من تداعيات الأزمة الوبائية لجائحة كورونا.
ويتوقع البنك المركزي، حسب ما كشف عنه بعد انعقاد مجلسه في 20 دجنبر الجاري، أن تنتعش عائدات السفر، التي استفادت من إعادة فتح الحدود وإطلاق عملية مرحبا، لتنتقل إلى 88,8 مليار درهم في العام الحالي، بعدما كانت في حدود34,4 مليار درهم في العام الماضي.
ويترقب البنك المركزي تستقر في نفس المستوى في العام المقبل، قبل أن ترتفع في العام الذي بعده إلى94,1 مليار درهم، بزيادة بنسبة 5,5 في المائة.
يشار إلى أن قطاع السياحة يساهم بشكل رئيسي في اقتصاد المملكة بنسبة 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر 550 ألف منصب شغل ووظيفة مباشرة.
أداء استثنائي في فصل الصيف
ساهمت عودة النشاط السياحي وعملية مرحبا خلال فصل الصيف في انتعاش القطاع السياحي وجعل سنة 2022 استثنائية؛ إذ أكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، في وقت سابق، أن 3,2 مليون سائح اختاروا الوجهة المغربية منذ بداية الموسم الصيفي، من بينهم مليونا مغربي مقيم في الخارج؛ أي حوالي 60 في المائة من الإجمالي، وهي حصة مماثلة لما تم تسجيله خلال صيف 2019.
ووفقا للمكتب الوطني للمطارات، فقد سجلت مطارات المملكة، من جهتها، عند متم يوليوز 2022، حركة تجارية تقدر بـ9 ملايين و813 ألف و316 مسافرا عبر 89 ألفا و648 رحلة جوية لإجمالي المطارات.
واستقبلت المطارات المغربية خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من هذه السنة، 18 مليونا و467 ألفا و415 مسافرا؛ أي بنسبة استرجاع بلغت 80 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2019.
وأوضح بلاغ للمكتب الوطني للمطارات أن "حصيلة حركة النقل الجوي منذ بداية السنة إلى غاية متم شهر نونبر 2022 أظهرت تمكن المطارات المغربية من تسجيل نمو لنسب الاسترجاع مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2019، حيث تم استقبال 80 في المائة من حركة المسافرين، 82 في المائة من حركة الطائرات، وهو ما يمثل 18 مليونا و467 ألفا و415 مسافرا، و157 ألفا و687 حركة للطائرات بالنسبة لجميع المطارات".
تطلعات وسياسة ترويجية
تراهن وزارة السياحة على مضاعفة عدد السياح ليصل إلى 26 مليون سائح في أفق سنة 2030، ويتضمن برنامج عمل الوزارة برسم سنة 2023 العديد من الإجراءات المساعدة على تحقيق ذلك، وفق ما أكدته الوزيرة عمور؛ من بينها تنفيذ مخرجات ورقة الطريق الجديدة للسياحة.
وأوضحت وزيرة السياحة، خلال إعطائها انطلاقة أشغال خارطة الطريق الجديدة لقطاع السياحة، أن التنزيل سيتم عبر عدة محاور تتعلق بتعزيز النقل الجوي من خلال الرفع من الطاقة الاستيعابية ومضاعفة الرحلات الجوية من وجهة إلى أخرى، وملاءمة العرض السياحي للطلب الوطني والدولي، وتحفيز الاستثمار العمومي والخصوصي حول الروافع ذات الأولوية بما فيها الترفيه والتنشيط والسياحة الإيكولوجية.
انعكس تألق أسود الأطلس في كأس العالم قطر 2022 بشكل إيجابي على القطاع السياحي خلال سنة 2022؛ بحيث سجلت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، منذ انطلاق كأس العالم، اهتماما غير مسبوق بالمغرب، ولا سيما في صفوف المشاهير وصناع الرأي، الذين مثلوا 40 في المئة من الأشخاص، الذين تحدثوا بشكل إيجابي عن المغرب.
كما أبرزت أن هذا الاهتمام اجتاح أيضا وسائل الإعلام الدولية الأكثر تأثيرا، والتي أجرت العديد من التغطيات والروبورتاجات عن المغرب، لافتة إلى أن اسم "المغرب" ذُكر أكثر من 13 مليون مرة، وتسجيل أزيد من 130 مليون تفاعلا مع محتويات "المغرب" من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت بذلك فعاليات كأس العالم من أكبر الحملات الترويجية التي حظيت بها الوجهة المغربية، والتي جعلت الحكومة تفكر في إعداد سياسة ترويجية جديدة للمملكة، تروم استقطاب السياح من دول أخرى بعيدا عن الوجهات الكلاسيكية التي كانت تشتغل عليها.
الإعلان عن هذه السياسة الترويجية جاء في ندوة صحافية للوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، يوم الأربعاء 21 دجنبر 2022، عقب انعقاد مجلس الحكومة، والذي أكد أن العديد من الدول أصبحت تبحث عن المغرب في محركات البحث وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مشوار المنتخب الوطني المشرف في مونديال قطر 2022.
وأشار بايتاس إلى أن المغرب لم يكن يخصص لهذه الدول مجهودا من أجل الترويج للوجهة الوطنية، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والأرجنتين، وأمريكا اللاتينية بصفة عامة، وبعض دول آسيا، مضيفا أن الأداء المبهر الذي قام به الفريق الوطني دفع الحكومة، عبر القطاع الوصي، إلى الانفتاح على هذه الدول.

مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد