عالم
جهود الإنقاذ بعد زلزال سوريا يقوضها نفاد الوقت ونقص المعدات
12/02/2023 - 15:05
أ.ف.بفوق مبنى مدمر تم سحب شخصين منه على قيد الحياة الجمعة، يتجول كلب مدرب على البحث لمدة 30 دقيقة، فيما يخيم الصمت على المكان المنكوب.لكن الكلب يعود أدراجه من دون أن ينبح، ما يعني أنه ما من ناجين في الأرجاء.
يتكرر المشهد يوميا في أحياء جبلة، حيث دمر الزلزال مبنى من 5 طبقات كان يقطنه أكثر من 52 شخصاً، خرج 14 شخصا منهم فقط أحياء، بينهم سيدة توفيت في طريقها الى المستشفى بعدما تم سحبها مع ابنها من تحت الركام وسط صيحات التهليل والفرح الجمعة 10 فبراير 2023.
ويقول علاء مبارك رئيس الدفاع المدني في مدينة جبلة الواقعة في محافظة اللاذقية الساحلية لوكالة فرانس برس "لا أتوقع وجود أي أمل" بالعثور على ناجين. ويضيف "رغم ذلك، كلما نضرب ضربة، نتوقف ونسأل هل من أحد حي هنا"؟.
وجبلة من المدن السورية المتضررة بشدة جراء الزلزال الذي ضرب سوريا ومركزه في تركيا المجاورة، متسببا بمقتل أكثر من 28 ألف شخص في البلدين، أكثر من 3500 منهم في سوريا.
وبلغت قوة الزلزال 7,8 درجات وتبعته هزات ارتدادية عدة. وقتل الزلزال في محافظة اللاذقية وحدها أكثر من 600 شخص، وفق سلطات محلية.
وكلب البحث المدرب الذي جال موقع البناء المدمر مرارا هو أحد كلبين وصلا الى المدينة ضمن فرقة بحث وإنقاذ إماراتية تابعة لشرطة أبو ظبي. والكلبان من بين قلة من الكلاب المدرّبة في المنطقة إلى جانب كلاب روسية عملت في موقع آخر.
وتتبع فرق البحث المحلية وتلك الوافدة من لبنان وإيران أساليب عمل بدائية وتفتقر إلى تقنيات مسح وبحث عصرية. وغالبا ما يستخدم عناصرها المجارف أو المعاول أو حتى أيديهم في عمليات البحث. واستنزفت سنوات الحرب الطويلة اقتصاد سوريا ومقدراتها.
ولم تعد المرافق الخدمية قادرة على توفير احتياجات البلاد لا سيما الكهرباء في ظل شح متواصل في الوقود، ما يدفع فرق الإنقاذ الأجنبية الى الاعتماد على مواردها الخاصة.
والفريق الإماراتي الذي وصل الى جبلة الجمعة 10فبراير 2023، يتألف من 42 عنصرا مجهزين بتقنيات حديثة بينها أجهزة استشعار وكاميرات بحث متطورة وكلبين مدربين وحاوية وقود. ويقول مبارك "لو كانت لدينا هذه المعدات، لأنقذنا مئات الضحايا وربما أكثر".
ويوضح أن الدفاع المدني في جبلة "لم يتلق أي عتاد منذ أكثر من 12 عاما.. كله بات قديماً"، لافتا إلى أن "أكثر من 90 في المئة من عتادنا بات خارج الخدمة".
على بعد 500 متر، يشرف مهندس يعمل في إطار مؤسسة تنفيذ الانشاءات العسكرية، على عمليات البحث تحت ركام مبنى آخر مدمر. ويقول لفرانس برس، متحفظا عن ذكر اسمه كونه غير مخول التصريح، "ليس لدينا أي معدات حديثة على غرار تلك المخصّصة لكشف الفراغات والبحث والاتصال". ويوضح "عملنا بمثابة اجتهاد شخصي. (نحن أشبه) بيد عاملة وورش لقص الحديد وإزالة الأنقاض".
في أحياء المدينة الضيقة والأكثر تضررا جراء الزلزال، يتجمهر مئات الأشخاص حول فرق الإنقاذ ويقدّمون لها المعلومات عن ضحايا لم يعرف شيئا عن مصيرهم بعد. ويراقب آخرون عمليات البحث من نوافذ منازلهم الملتصقة بالأبنية المدمرة أو المتصدعة بشكل كبير، إلى درجة أن الكلب المدرب قد يركض باتجاههم، بوصفهم الأحياء الأكثر قرباً منه.
بملامح تعكس ألما كبيرا، يراقب محمد الحمادي الفريق الإماراتي بينما يحفر في منزله الذي حوّله الزلزال فتاتا، وأتى على والديه وشقيقه الذي كان نائما على سرير قربه في الغرفة ذاتها.
ويقول الشاب البالغ 23 عاماً لفرانس برس "سقط المبنى فوق رؤوسنا، طمرتُ كليا"، موضحا أن عناصر الإنقاذ انتشلوه بعدما شاهدوا اصبعه من تحت الردم. بينما يشرف على عمليات البحث المكثّف، يوضح رئيس الفريق الإماراتي المقدّم حمد الكعبي لفراس برس أن المرحلة الراهنة "نسميها المرحلة 4 وتعد مرحلة متقدمة من البحث والإنقاذ، ويكون بالطبع العدد الأكبر من الناجين" قد تم سحبه. لكن ذلك لا يمنعه من القول إن "احتمالية (وجود ناجين) موجودة وتستمر إلى 6 أو 7 أيام".
مقالات ذات صلة
عالم
مجتمع
مجتمع
عالم