تكنولوجيا
حافظ كريكر لـSNRTnews : البكالوريا الرقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتمنع التزوير
02/06/2023 - 21:24
وئام فراجتتجه وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة نحو رقمنة شهادة البكالوريا ابتداء من الموسم الدراسي الحالي، وذلك بالتعاون مع شركة مغربية رائدة في هذا المجال تابعة لمنظومة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، مثلما جاء في بلاغ الوزارة. فمن تكون هذه الشركة؟ وكيف ستتم عملية الرقمنة بشكل يضمن تأمين شهادة البكالوريا وبيان النقط؟ أسئلة ضمن أخرى سيجيب عنها الدكتور حافظ كريكر، نائب مدير مركز الإبداع والابتكار في مجال الرقمنة التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في بنجرير، ومدير بشركة SensThings التابعة للجامعة والمختصة في الإنتاج والتطوير ورقمنة الشواهد بما فيها مشروع رقمنة شهادة البكالوريا.
بدأت شركة SensThings، التي تعد نتاجا خالصا لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، مسارها في الرقمنة وتأمين الديبلومات منذ سنتين، وفق ما أكده كريكر في حوار خص به SNRTnews، بحيث قامت بتأمين ورقمنة مجموعة من الشهادات بما فيها ديبلومات جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بجميع فروعها داخل المملكة، فضلا عن تأمين ورقمنة شهادات صادرة عن بعض الجامعات الخاصة المغربية والدولية.
وتحاول الشركة، التي تتكون من فريق شاب متعدد التخصصات من مهندسين وباحثين، يضم أكثر من 40 باحث في الذكاء الاصطناعي وتأمين الشواهد والأنظمة المدمجة وتقنية سلسلة الكتل "Blockchain"، استخدام نتائج الأبحاث وبراءات اختراع الجامعة في ميدان تأمين ورقمنة الشهادات والوثائق بصفة عامة.
وفي هذا الحوار، يشرح الدكتور حافظ كريكر أبرز مزايا البكالوريا الرقمية والتكنولوجية المستعملة لتأمينها من أي مخاطر تتعلق بالتزوير.
SNRTnews : لماذا بكالوريا رقمية؟
حافظ كريكر : أولا نود أن نشكر الوزارة الوصية على رؤيتها الاستباقية في مجال الرقمنة وعلى ثقتها في الكفاءات والتكنولوجيات المبتكرة في المغرب، أما بخصوص المشروع الذي نشتغل عليه فالرقمنة تتضمن مجموعة من المزايا التي من شأنها تسهيل مسار الطالب الأكاديمي والمهني، وقد عبرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن رغبتها في رقمنة شهادة البكالوريا لمجموعة من الأسباب، إلا أن هاجس تأمين الشهادات كان يطغى على هذا القرار، وهذا ما اشتغلنا عليه.
رقمنة البكالوريا ستمكن أولا من تقليص المدة الزمنية التي تستغرقها عملية الإمضاء خصوصا في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، والتي تتوفر على أكثر من 60 ألف دبلوم بكالوريا يجب إمضاؤه وتسليمه للتلاميذ من أجل الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي في الآجال المطلوبة، وهي عملية ليست سهلة ما كان يتسبب في صعوبات تعيق ولوج التلاميذ إلى المعهد أو الجامعة التي تناسبهم.
كما ستمكن البكالوريا الرقمية، بالإضافة إلى شهادة البكالوريا الورقية التي ستكون بدورها متطورة، من التعرف أكثر على مسار الطالب وإدماج كافة الشهادات التي تحصّل عليها في مشواره الأكاديمي ومؤهلاته في الصيغة الرقمية، بمعنى ستصبح لديه منصة رقمية خاصة به تشمل جميع المعلومات المتعلقة به والتي يمكنه استعمالها داخل أو خارج أرض الوطن.
رقمنة البكالوريا ستنفع الطالب أيضا في مسألة الاعتراف بالدبلوم، لأننا نعلم أن الجامعات الدولية تتطلب وقتا للتيقن من صحة شهادة الطالب قبل قبول التحاقه بمؤسساتها، بحيث تقوم بالاتصال باللجان المختصة داخل المغرب بما فيها الوزارة الوصية من أجل التيقن من صحة الشهادة والوقت الذي تم استلامها فيه والمعلومات الواردة فيها، ما يستغرق وقتا مطولا.
أما الآن فبفضل البكالوريا الرقمية تم تسهيل هذه العملية؛ إذ يمكن أن تتيقن الجامعات في جميع أنحاء العالم من صحة الدبلوم بطريقة آنية عبر المنصات الرقمية التي سنخصصها لذلك، دون الحاجة إلى إجراء أي اتصال أو تقديم طلب رسمي للتأكد من صحة الدبلوم، ما سيسهل على الطلبة الالتحاق بجامعات مرموقة، بطريقة آنية والتقليل من الضغط على خدمات التحقق من الشواهد.
كيف ستواكب الجامعات تطور المسار الأكاديمي للطالب عن طريق البكالوريا الرقمية؟
الرقمنة تتيح إمكانية إضافة مجموعة من المعلومات إلى شهادة البكالوريا، كما تواكب تطور الطالب في مساره الأكاديمي وهذا من بين إيجابياتها، بحيث لا نحتاج لإضافة المستويات الأكاديمية على ظهر الشهادة، بل يكفي القيام بذلك بشكل رقمي.
ولتحقيق هذه الغاية، سنقوم بتزويد الجامعات بتطبيقات هاتفية وسنتيح لهم إمكانية القيام بمسح على الديبلومات من أجل وضع المعلومات والمستويات التي تحصّل عليها الطالب بطريقة رقمية وآمنة.
بالنسبة لنا الآن، اللبنة الأولى هي إخراج شهادة بكالوريا رقمية وسنقوم بعدها بتوفير خدمات إضافية للجامعات، يمكن اقتراحها في ما بعد من أجل تسهيل هذه المأموريات.
كما نريد التأكيد على أننا لم نلغ البكالوريا الورقية، بل اشتغلنا على مفهوم تكنولوجي جديد، وهو عبارة عن براءة اختراع وطنية مغربية تسمى "la Phygitalisation des documents"، بمعنى أن الدبلوم المحصل عليه ليس شهادة ورقية فقط أو رقمية فقط بل شهادة تجمع بينهما Physique et digital.
وتروم هذه العملية الاحتفاظ بالنسخة الورقية مع تأمينها من أجل حمايتها من التزوير، وذلك عبر استعمال وسائل التأمين الرقمية على غرار "Blockchain".
كيف استعملتم التكنولوجيا للقطع مع إمكانية تزوير شهادة البكالوريا؟
ما يميز شهادة البكالوريا الحالية أنها ستقطع بشكل كلي مع التزوير، بحيث تحتوي على رمز Datamatrix وهو نوع من "الباركود" ثنائي الأبعاد وعالي الكثافة، يربط بين العالم الورقي والرقمي من أجل تمكين أي شخص، لديه هاتف بكاميرا ويتوفر على التطبيق الذي نقترحه، من القيام بعملية المسح "scan" للربط بين البكالوريا الورقية والرقمية.
وتعتمد التكنولوجيا التي نستخدمها في هذه العملية على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بحيث تُمكن من التعرف على الشهادة المزورة بطريقة آنية رغم خضوعها لآخر تقنيات التزوير.
مثلا، في حال أراد أي شخص تغيير معلومات في دبلوم البكالوريا مثل تغيير الميزة من حسن إلى حسن جدا، سيعتقد أن هذا الأمر سهلا، بحيث سيحاول إيجاد ورق شبيه لحد كبير بالذي تصدره دار السكة وسيعمل على تغيير المعلومات بكل دقة مع الإبقاء على نفس Datamatrix من أجل جعل الشهادة أكثر واقعية، إلا أن التكنولوجيا التي نستعملها قادرة على كشف عملية التزوير بكل سهولة.
يجب معرفة أن شهادة البكالوريا التي سنشتغل عليها تتداخل فيها العديد من التكنولوجيات، فقبل تسليم الدبلوم للتلميذ، سيتم مد الوزارة الوصية وأكاديميات التربية والتكوين بأجهزة عالية التكنولوجية مخترعة ومبتكرة في المغرب من خلال جامعة محمد السادس والشركات التابعة لها، وستهم هذه العملية الأكاديميات الموجودة في الجهات الـ12، بحيث ستتوفر كل جهة على جهاز مسح أو تفحص للدبلوم يمكن من الحصول على المعلومات المادية المتوفرة في الدبلوم والتي يتمكن الجهاز من رقمنتها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وبهذه العملية يمكن معرفة إن كان حقيقيا أم مزورا.
وهذا الأمر يعد سابقة في المغرب، فهذا الجهاز مبتكر ومخترع داخل المملكة ويعتمد على تكنولوجية la Phygitalisation des documents، التي تجعل الوثيقة متفردة، وليست مجرد حبر على ورق.
هل سبق لكم استعمال هذه التقنيات في دبلومات مماثلة؟ وما مدى فعاليتها؟
نعم، قبل الحديث عن البكالوريا الرقمية اعتمدنا على هذه التكنولوجية في رقمنة شهادات العديد من الجامعات من بينها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، بحيث يحصل جميع خريجي هذه الجامعة منذ أكثر من سنة على ديبلومات رقمية.
ويجب معرفة أن الصيغة الرقمية للدبلوم عبارة عن إجراء تأميني إضافي، فهي تعتمد على تكنولوجية "البلوك شين" التي تستعمل في الأمانة الرقمية وهي التكنولوجية الأكثر أمانا في العالم في مجال التحقق، كما أنها نفس التكنولوجية التي يتم استعمالها في التحقق من عملية تداول النقود الرقمية، ما يشكل طفرة نوعية في ميدان الرقمنة في المغرب بشكل عام وفي مجال الأوراق الإدارية المغربية بشكل خاص.
وخلاصة القول، هذه الخطوة مهمة جدا للطالب، ولمساره الجامعي والوظيفي، كما أنها مهمة لتسريع عملية الولوج إلى الجامعات داخل المغرب وخارجه، وللتقليل من الاكتظاظ الذي تشهده الأكاديميات خلال عملية استلام الشهادات، لأنه بمجرد الإعلان عن النتائج سوف يتوصل التلاميذ بالصيغة الرقمية للشهادة التي يمكنهم استعمالها للولوج إلى جامعة أو معهد معين، قبل التوجه نحو الأكاديمية لاستلام الدبلوم الورقي الذي سيكون جاهزا في الحين.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع