مجتمع
مؤسسات الريادة .. تحسن مستوى التلاميذ في التعلمات الأساس
10/11/2023 - 11:03
وئام فراجوأوضحت الوزارة أن حوالي 80 في المائة من التلاميذ لم يتحكموا في الكفاءات الأساس المستهدفة خلال السنة السابقة، ما يؤكد الأزمة العميقة لمستوى التعلمات، والتي كشفت عنها مختلف التقييمات الوطنية والدولية.
نسب تحكم مضاعفة أربع مرات في الرياضيات
وفي هذا الإطار، أكدت الوزارة أن التقييم الأولي لأثر برنامج الدعم والمعالجة، أظهر أن غالبية التلاميذ، والذين يدرسون بالمستوى الثاني إلى المستوى السادس بالتعليم الابتدائي، يظهرون نسب تحكم في الكفايات التي تم تقييمها، مضاعفة أربع مرات بالنسبة للرياضيات ومرتين بالنسبة للغة العربية وثلاث مرات بالنسبة للغة الفرنسية، وهو ما يعادل استدراك سنة أو سنتين من الدراسة بالنسبة للكفايات الأساس في المواد المعنية، في ظرف شهرين فقط.
وأضافت الوزارة، في بلاغ يتضمن نتائج التقييم، أنه عند انطلاق مشروع مؤسسات الريادة، قام الأساتذة بتمرير رائز التموضع للكشف عن المستوى الحقيقي للتلاميذ، أيام 7 و8 و9 شتنبر 2023 بجميع المؤسسات المعنية، والذين بلغ عددهم حوالي 300 ألف تلميذ(ة)، وتم إدخال المعطيات إلى منصة مسار، وكذا التأكد من موثوقيتها من خلال اللجوء إلى عمليات مراقبة وفحص تم إجراؤها على عينة من التلاميذ، من طرف 160 مفتشا.
ويركز الاختبار الذي تم إجراؤه، على التعلمات الأساس في إتقان القراءة والعمليات الرياضية الأساسية (الجمع والطرح والضرب والقسمة)، بحيث تعد هذه التعلمات الشرط الأساسي للنجاح الدراسي في سلك التعليم الثانوي وفي التعليم العالي.
معالجة التعثرات الدراسية
وحسب ما أوردته الوزارة، فقد، تم، لأول مرة، إرساء آلية متكاملة لمعالجة التعثرات الدراسية التي راكمها التلاميذ، مشيرة إلى أن هذه الآلية تقوم على مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب (TaRL)، القائمة على مبدأ إعادة التزويد بالتعلمات والكفايات الأساس حسب المستوى الحقيقي للتلاميذ، من خلال أنشطة تفاعلية وفعالة وممتعة.
وتم العمل على توسيع نطاق مقاربة TaRL لفائدة جميع التلاميذ بمؤسسات الريادة في بداية السنة الدراسية، ثم لصالح التلاميذ الذين يواجهون صعوبات في التعلم على مدار الموسم الدراسي، وذلك خارج الحصص الدراسية النظامية.
و تم مؤخرا، من 1 إلى 3 نونبر، تمرير رائز بعدي لـTaRL من أجل قياس الأثر الأولي لهذه المقاربة العلاجية، تم خلاله اختبار مستوى 63 ألف تلميذ من لدن الأساتذة.
وقد خضعت النتائج، حسب وزارة التربية الوطنية، للتدقيق من طرف المفتشين ومن قبل جمعية مستقلة (سندي). أثبتت هذه المراقبة المزدوجة موثوقية النتائج بنسبة 78 في المائة.
كما كشف التحليل الأولى للمعطيات، أن عمل الأساتذة بمدارس الريادة له تأثير كبير على المعارف والتعلمات الأساس، بالنسبة للمواد الثلاثة المعنية ولجميع المستويات المدرسية.
61 في المائة من التلاميذ أصبحوا يتحكمون في عملية الجمع
وتظهر النتائج أنه في السنة الثانية، كان فقط 9 في المائة من التلاميذ يتحكمون في عملية "الجمع" التي تم تدريسها في السنة الأولى من سلك الابتدائي (عملية من قبيل 27+48)، وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 61 في المائة.
كما تبين من خلال النتائج أنه كان فقط 20 في المائة من تلاميذ السنة الثالثة يتحكمون في قراءة فقرة من مستوى السنة الثانية ابتدائي، فيما ارتفعت هذه النسبة إلى 50 في المائة مع هذا البرنامج.
أما على مستوى اللغة الفرنسية، فقد كان 20 في المائة فقط من التلاميذ يتقنون قراءة كلمات بسيطة باللغة الفرنسية في السنة الثالثة، وارتفعت هذه النسبة إلى 59 في المائة.
وتوصلت الوزارة إلى أن هذا الأثر الأولي الذي تم قياسه يثبت أن استدراكا كبيرا وسريعا في مستوى تعلمات التلاميذ أمر ممكن، وذلك من خلال تطبيق طرق جديدة وفعالة في التدريس، مشيرة إلى أن العمل التعاوني للفريق التربوي المكون من الأساتذة ومديري المؤسسات التعليمية والمفتشين والإدارة الإقليمية والجهوية سيمكن من تحقيق الأهداف المنشودة.
626 مدرسة
يشار إلى أن مشروع "مدارس الريادة" انطلق مع بداية الموسم الدراسي 2023-2024 في المدارس الابتدائية التي انخرطت طوعا في المشروع، وسيستمر توسيعه تدريجيا بمعدل 2000 مدرسة إضافية كل سنة، بهدف بلوغ تغطية واسعة بحلول الموسم الدراسي 2027-2026.
وحسب أرقام الوزارة المتعلقة بالمرحلة الأولى للبرنامج، انخرطت 626 مدرسة في الشبكة الوطنية لمؤسسات الريادة، أي حوالي 9 في المائة من مجموع المدارس الابتدائية، ويتعلق الأمر بـ12 جهة و82 مديرية إقليمية.
كما عرف البرنامج انخراط 12 ألف أستاذ مكونا وأكثر من 300 ألف تلميذة وتلميذ استفادوا منه.
وتم إرساء نظام للتقييم عند نهاية السنة الدراسية، بشراكة مع J-PAL، وهو مركز أبحاث تابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، من أجل قياس، بطريقة علمية، أثر مدارس الريادة على سنة دراسية بأكملها (2023/2024).
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع