مجتمع
الألتراس والشغب الرياضي .. 5 أسئلة لعبد الرحيم بورقية
05/01/2024 - 10:02
مراد كراخيتشهد ظاهرة الشغب الرياضي المرتبط بالألتراس تناميا بالمغرب. في هذا الحوار مع SNRTnews، يتحدث عبد الرحيم بورقية، السوسيولوجي والأستاذ الباحث في علم اجتماع الرياضة، ومؤلف كتاب "التراس بالمدينة"، عن تعريف ظاهرة الألتراس وكيف دخلت إلى المغرب، ونوعية الأشخاص المنتمين إليها، ودورها في الشغب الرياضي.
وأكد بورقية في هذا الحوار على ضرورة أن تقترن المقاربة الأمنية بالاجتماعية في معالجة العنف الرياضي الذي تساهم فيه الألتراس بشكل كبير. وفتحت فرقة الشرطة القضائية بالدار البيضاء، مؤخرا، بحثا قضائيا لتحديد ملابسات إقدام مجموعة من المحسوبين على فصائل ألتراس المشجعين على عدم الامتثال وتعريض سلامة المواطنين وموظفي الشرطة لتهديد خطير بواسطة أسلحة بيضاء وشهب نارية.
SNRTnews: ما هي الألتراس وماذا يميزها عن الجمهور الرياضي العادي؟
عبد الرحيم بورقية: الألتراس مجموعة تسعى إلى ظهور مختلف عن الآخرين، هدفها الأساسي هو انتزاع اعتراف الآخرين بأن أعضائها ليسوا مشجعين عادين؛ فهم يسعون إلى الإثارة وتوجيه الأنظار إليهم، ويعملون مافي وسعهم لجلب الكاميرات إليهم.
وهم على العموم يرفضون شعار أقوله هنا بالدارجة: "خلص التيكي ديالك، دخل وريح وشوف وسكت".
هم يتميزون بحب وتفاني ودعم لا مشروط للفريق بغض النظر عن النتائج، دائما وراء الفريق مهما كانت الظروف والأوضاع ويحلون ويرتحلون مع الفريق في جميع المباريات، وكمثال على ذلك الشعار المعروف لجماهير نادي ليفربول الإنجليزي: "لن تذهب وحدك أبدا".
كيف دخلت الألتراس إلى المغرب؟
دخلت إلى المغرب وأعلنت رسميا ولادتها سنة 2005 عندما قام عدد من الجماهير بوضع لافتات تشير إلى اسم الألتراس، وهناك نقاش كبير يدور حول من هم أول مجموعة ألتراس بالمغرب.
وهذا يعطينا فكرة عن خلق عالم الألتراس بالمغرب ليبدأ بعدها التنافس بينها، وفي غضون سنوات قليلة أصبح لكل فريق مجموعة ألتراس خاصة به، حتى فرق في القسم الثاني وفي أقسام الهواة.
ماذا يميز المنتمين للألتراس وهل تقتصر على فئة اجتماعية معينة؟
يمكن أن نقول إن ما يميز الألتراس هي طريقة التشجيع التي تتبع أكثر النموذج الإيطالي (التيفوزي) وليس الإنجليزي الذي طبع ذهن العالم بصور العنف، مثل مأساة ملعب "هيسل".
وعندنا في المغرب نجد أغلب المنتمين إلى الألتراس هم يافعون أو شباب ينتمي أغلبهم إلى أحياء شعبية أوهامشية للمدن الكبرى، ويتميز التواصل بين عناصر الألتراس بطرق خاصة تغلب عليها رموز يكون متعارف عليها بين أعضائها.
ويكون للإكراهات التي تعيشها هذه الفئات الهشة خلال تنشئتها الاجتماعية، من سكن وتعليم وصعوبة العيش، انعكاس على عدد كبير من المراهقين الذين يجدون ضالتهم في الألتراس باعتبارها متنفسا للتعبير على أنفسهم وفرض ذاتهم.
ما هو دور الألتراس في ظاهرة الشغب الرياضي؟
هنا يجب أن نتطرق لأشكال من العنف والشغب الذي يمكن أن نربطه بكرة القدم وبالملاعب الرياضية عموما.
هناك ما هو مرتبط بأنشطة الألتراس التي لا تتوانى في استخدام العنف من أجل فرض الاحترام والهيبة على المنافسين، من خلال سرقة لافتاتهم ومنتوجاتهم والاعتداء عليهم، في مقابل الدفاع عن أعضائها في مختلف الظروف.
وهناك عنف يجد طريقه إلى الملعب والمشجعين، إذ لا يمكن أن نقول على كل من يتجهون إلى الملاعب الرياضية حاملين ألوان فريق أو مجموعة على أنهم ذاهبون للتشجيع.
وأعضاء مجموعات الألتراس يعانون من أفراد وجماعات تخلق البلبلة بينهم، لأن هناك من يتخذ الألتراس كمجال للاستقواء والاسترزاق، لأننا أمام خليط غير متجانس، فهناك من يترك نفسه كأداة في يد الآخر وهناك من يرفض، وهنا أتحدث عن بعض المسيرين وغيرهم الذين يستعملون عناصر من الألتراس لتحقيق أهداف وأغراض خاصة.
هل يمكن تأطير الألتراس في الاتجاه الإيجابي؟
ممكن جدا؛ لكن دعني أقول لك أن العمل يجب أن يكون قاعديا مع الأطفال واليافعين منذ الآن إذا أردنا القطع مع أشكال العنف "التي لا يمكن القضاء عليها تماما، لكن يمكن الحد منها"، وهنا يجب التوجه إلى الفاعلين الأساسيين في التنشئة الاجتماعية وهم: الأسرة، والمدرسة، ودور الشباب.
التأطير يتطلب وقتا لأنه يجب طرح الأسئلة التالية: ماذا نريد بالضبط؟ من هو المؤطر وما هو تكوينه وهل له المؤهلات المطلوبة؟ وهل من الممكن إشراك المجموعات في هذا التأطير؟
وفي ظل ضعف أدوار الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني استطاعت الإلتراس استقطاب عدد كبير من اليافعين والشباب لأنهم يجدون فيها مكانا ليعبّروا عن نفسه وهمومهم ويفجرون طاقاتهم، مهما كان تكوينهم أو انتماؤهم.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
رياضة
مجتمع