مجتمع
حديقة الحيوانات بالرباط تحافظ على تميزها بعد 12 عاما
18/01/2024 - 20:04
حليمة عامر | حمزة بامواصطف عشرات التلاميذ في طوابير منظمة أمام مشهد لأسد يأخذ قسطا من الراحة، حيث يقف بكل هدوء داخل قفصه بالحديقة الوطنية للحيوانات بالرباط. كانت تلك المرة الأولى التي يكتشف فيها الصغار حياة البرية وكأنهم يشاهدون عرضا فنيا خاصا عن الطبيعة.
وتقدم الحديقة الوطنية للحيوانات بالرباط تشكيلة نادرة من الحيوانات، كي تستجيب لفضول الزوار حول ما يشغل بالهم عن تفاصيل الطبيعة الحيوانية، التي بات معظمها مهددا بالانقراض.
1700 هو العدد الإجمالي لحيوانات الحديقة الوطنية بالرباط. بأصناف مختلفة ونادرة، موزعة على 170 نوع، إذ يبقى هذا الفضاء أكبر حديقة في المغرب؛ تستقطب الزوار وتثير فضولهم حول مختلف الكائنات التي تضمها.
وفي خضم مواجهة العالم لأزمة التنوع البيوليوجي بسبب انقراض عدد مهم من المجموعات الحيوانية، أكملت حديقة الحيوانات الوطنية بالرباط خلال شهر يناير الجاري 12 سنة من الوجود في سبيل الحفاظ على التنوع البيولوجي في المغرب وفي إفريقيا عامة.
تمتد الحديقة الوطنية بالرباط على مساحة تفوق 27 هكتارا. وباتت رمزا لتنوع بيئي غني في المغرب، ومكانا فريدا من نوعه، يجذب عشاق الطبيعية والمهتمين، حيث استقبلت، منذ افتتاحها في عام 2012، أكثر من 6 ملايين زائر.
حيوانات ذات طابع إفريقي
ويفيد عبد الكريم غرينيتش، المدير التقني بحديقة الحيوانات الوطنية بالرباط، أن هذه الحديقة هي من أكبر الحدائق المتواجدة على مستوى إفريقيا، حيث تم تشييدها وفقا للمعايير الدولية.
ووفقا لتصريح غرينيتش، لـSNRTnews، فإن هذه الحديقة تتميز عن غيرها من الحدائق المتواجدة في العالم بالمجموعات الحيوانية الإفريقية، خصوصا بالأصناف المغربية الرمزية، مثل أسد الأطلس والضباء الصحراوية وأبو منجل الأصلع، والتي يشكل المغرب آخر ملاذ لها.
تحتضن الحديقة أصنافا فريدة من نوعها، موزعة على خمسة نظم بيئية، ممثلة، بشكل خاص، في جبال الأطلس، والسافانا، والمناطق الرطبة، فضلا عن الغابة الاستوائية، والصحراء وفقا لتوضيح غرينيتش.
وذكر أنه، طيلة هذه السنوات من الوجود، سهر مسيرو الحديقة على تنويع مجالاتها، حيث جرى خلال سنة 2016، افتتاح متحف عند مدخل الحديقة، من أجل تثمين التراث الأحفوري المغربي، وتقريب الزوار من استيطان الحيوانات للمناطق المغربية منذ الزمن الجيولوجي الثالث إلى الزمن الجيولوجي الرابع.
أصناف فريدة من نوعها
حصلت الحديقة الوطنية على هذه الثروة الحيوانية، وفقا لتوضيح سعد عزيزي طبيب بيطري ورئيس مصلحة البيطرة بالحديقة الوطنية للحيوانات بالرباط، بناء على عدد من الاتفاقيات والمبادلات وكذا بفضل الإرث الحيواني الذي يتوفر عليه المغرب.
ويتم ضم هذه المجموعات الحيوانية في شكل أصناف جديدة أو كأصناف يتم تجديد ذكورها للمحافظة على نسلها وتنوعها، لذلك تخضع جميع هذه الحيوانات، وفقا لعزيزي، لعناية كبيرة من طرف الأطقم الطبية للحديقة من خلال توفير بيئة ملائمة لكل صنف على حدى.
وذكر المتحدث ذاته أن مجموعة من الحيوانات التي تضمها الحديقة هي معرضة للانقراض وبشدة، مثل أسد الأطلس، وأبو منجل الأصلع، الذي قامت الحديقة بمضاعفة أعداده في إطار برنامج التكاثر.
وهكذا، تأوي الحديقة الوطنية أحد أشد الحيوانات المعرضة للانقراض وهو الأيل البربري الذي بات هو النوع الوحيد في المغرب، بعدما انقرض خلال القرن التاسع عشر، مع العلم أن هذا النوع يعيش لمدة 20 سنة فقط.
كما تضم الحديقة الوطنية أحد أنواع الشمبانزي الذي بات منقرضا في البرية، ويعيش لمدة 60 سنة.
ووجدت أنواع أخرى من الحيوانات في هذه الحديقة مكانا مناسبا للعيش واستطاعت أن تعيش بالرغم من أنها منقرضة في البرية، مثل طائر الكروان الصحراوي والسلحفاة اليونانية والبط البري.
تجديد دائم
سجلت الحديقة سنة 2023 أزيد من 200 ولادة لطيور أبو منجل الأصلع، والغزلان البربرية، والموفلون البربري، والمهاة أبو عدس، والمهاة ذو القرنين المعقوف، والقرود البربرية، وغيرها.
وتتطلع الحديقة في سنة 2024 إلى تعزيز التزامها بالحفاظ على التنوع البيولوجي، من خلال برامج التكاثر المخصصة للأنواع المستوطنة، لا سيما في ما يخص أسد الأطلس، وغزال دوركاس أو غزلان الصحراء، وغزال الأطلس، ونسر أسمر، وفقا للدراسات العلمية التي تهدف إلى فهم سلوك الحيوان وتحسين بيئة عيشهم.
مقالات ذات صلة
مجتمع
نمط الحياة
مجتمع
نمط الحياة