مجتمع
أزمة الماء .. ما الذي تتطلبه المرحلة الراهنة؟
17/01/2024 - 16:50
وئام فراجدعا جلالة الملك محمد السادس كافة القطاعات والهيئات المعنية بإشكالية الماء إلى مضاعفة اليقظة والجهود لرفع تحدي الأمن المائي وضمان التزويد بالماء الشروب على مستوى جميع مناطق المملكة، مشددا، في جلسة عمل ترأسها الثلاثاء 16 يناير بالقصر الملكي بالرباط، على أهمية التواصل لتوعية المواطنين بهذا الأمر. فما هي الإجراءات الآنية التي يجب اتخاذها للحفاظ على الماء الشروب بالمغرب؟
سجلت المملكة خلال الفترة من شتنبر إلى منتصف يناير 2024 عجزا ملحوظا في التساقطات بلغت نسبته 70 بالمائة مقارنة مع المعدل، فيما بلغت نسبة ملء السدود 23,2 بالمائة مقابل 31,5 بالمائة خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، وفق ما أكده وزير التجهيز والماء نزار بركة.
تحسين العرض
وفي هذا الإطار، يرى الباحث في السياسات المائية عبد الرحيم هندوف، أن المرحلة الراهنة تتطلب حلولا آنية يجب على القطاعات المعنية البدء في تنفيذها؛ على رأسها تحسين العرض والزيادة فيه، مشيرا إلى أن كمية التساقطات المطرية تتراجع كل سنة، وذلك في وقت يزداد فيه عدد السكان، ما يؤدي إلى تراجع حصة الفرد من الماء.
وأكد هندوف، في تصريح لـSNRTnews، أن الحل الوحيد، في ما يتعلق بتحسين العرض، هو تسريع تحلية مياه البحر، لافتا إلى أن وتيرة التحلية مازالت ضعيفة مقارنة بالعجز المسجل.
وأوضح الباحث في السياسات المائية أن تحلية مياه البحر ستسمح بمواجهة معضلة الجفاف وبتوسيع المساحة المسقية أيضا، مشيرا إلى وجود مليون ونصف هكتار من المساحة المسقية في الوقت الحالي، "وهو رقم يمكن مضاعفته بواسطة المياه المحلاة".
كما يرى أن معالجة المياه العادمة تشهد بدورها تأخرا، "بحيث يعالج المغرب أقل من 20 في المائة من المياه العادمة"، مشددا على أهمية تسريع معالجتها وإعادة استعمالها في سقي المساحات الخضراء وتعميم هذه التجربة على جميع المدن المغربية.
تغيير سلوك المستهلكين
أما على مستوى تدبير الطلب، يرى هندوف أنه على الجهات المعنية العمل على التقليل من الطلب عبر تفعيل الاقتصاد في الماء سواء على مستوى السقي والري أو على مستوى الاستهلاك اليومي للماء الصالح للشرب.
ولفت إلى أن بعض المناطق تتم فيها زراعات غير مناسبة لطبيعتها ومناخها، "مثل بودنيب، والتي تتربع على فرشة مائية أحفورية لا تتجدد، لكن تتم فيها زراعة النخيل، ما يضر بفرشتها".
وشدد، في هذا الصدد، على ضرورة تأطير الفلاحين وتوعيتهم أكثر بأهمية الحفاظ على الماء مع الاستمرار في البحث عن أصناف جديدة مقاومة للجفاف.
أما على مستوى المستهلك المغربي، أكد هندوف أنه حان الوقت لتغيير سلوك العديد من المواطنين الذين يستهلكون الماء دون وعي بأهمية الحفاظ عليه، مشيرا إلى استمرار العديد من السلوكات "التي تعد جرما في حق الماء من قبيل غسل السيارات بالخراطيم وترك الصنبور مفتوحا وتبذير الماء أثناء الاستحمام".
ودعا في هذا الصدد إلى إدراج ثقافة استهلاك الماء في المقررات الدراسية والبرامج الموجهة للأطفال من أجل تحسيسهم بقيمة كل قطرة من الماء.
حملة وطنية
بدورها، أعلنت الجامعة الوطنية لجمعيات حماية المستهلك انخراطها في تنزيل مضامين المخطط الوطني للحفاظ على الموارد المائية، خاصة التي تكتسي طابعا استعجاليا والمتعلقة بالماء الصالح للشرب.
وفي هذا الصدد، أكد وديع مديح، رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات حماية المستهلك أن الجامعة تشتغل هذه السنة على حملة توعوية وتحسيسية من أجل محاولة تعريف المستهلك المغربي بالطريقة الصحيحة لاستعمال الماء، من قبيل كيفية التعامل مع الماء عند الاستحمام والتنظيف والسقي وغسل السيارة، وذلك بهدف المحافظة على الثروة المائية.
وأوضح مديح، في تصريح لـSNRTnews، أن الجامعة راسلت وزارة التجهيز والماء ووزارة الداخلية من أجل التنسيق في هذا العمل ومعرفة تصور الوزارة الوصية بهذا الخصوص، مؤكدا أنه يتم التحضير لوصلات توعوية موجهة لكافة المواطنين، والتي ستكون متاحة في مواقع التواصل الاجتماعي وموقع الجامعة.
كما سيتم التواصل المباشر مع المستهلكين لتوعيتهم، بالاعتماد على شبابيك المستهلك الـ22 التابعة للجامعة، وفق مديح، داعيا كافة جامعات وجمعيات حماية المستهلك بالمغرب إلى الانخراط في هذه الحملة التحسيسية تجاوبا مع التعليمات الملكية السامية الرامية إلى الحفاظ على الثروة المائية.
ومن النصائح الموصى بها لترشيد استهلاك المياه داخل المنازل، ضرورة الإبلاغ عن وجود تسربات، والاستحمام بالرشاشة مع تقليل مدة الاستحمام، وضرورة ملء غسالة التصبين عن آخرها قبل تشغيلها، وتقليل استهلاك المراحيض للماء عبر وضع وزن لإثقال حوض الماء، وغلق الصنبور بين الغسلة والغسلة، وغسل الأواني داخل حوض المطبخ.

مقالات ذات صلة
الأنشطة الملكية
مجتمع
سياسة
مجتمع