رياضة
الحسين عموتة .. مسار مدرب مغربي ملهم
11/02/2024 - 08:56
صلاح الكومريبرهن حسين عموتة، ابن مدينة الخميسات، على كفاءته وقوة شخصيته التدريبية بقيادته منتخب الأردن لكرة القدم، بامتياز، وعن جدارة واستحقاق، إلى المباراة النهائية لكأس أمم آسيا، محققا أكبر مفاجأة في هذه البطولة، ومؤكدا، من جديد، أن الإنجازات التي حققها، في جميع محطاته التدريبية، لم تأت صدفة، بل بتخطيط واجتهاد وعمل جاد وتضحيات جسام، والأهم، بصرامة وانضباط مهني.
قبل انطلاق كأس أمم آسيا، انهزم منتخب الأردن، في مباراة ودية، أمام اليابان بـ6 أهداف لـ1، في 9 يناير 2024، فشكك كثيرون في كفاءة عموتة وقدرته على قيادة المنتخب في النهائيات الآسوية، وتوقعوا الإقصاء من الدور الأول، إذ لم يكن أشد المتفائلين يتوقع بلوغ "النشامى" المباراة النهائية لأكبر مسابقة قارية، بعد الإطاحة بأكبر المنتخبات الآسيوية.
عُهد في حسين عموتة (54 سنة)، طيلة مساره التدريبي، العمل باحترافية، اعتمادا على الصرامة والجدية، مع الحرص على الاجتهاد، بل حتى التشدد في الانضباط، ولا مجال في قاموسه التدريبي للتهاون أو التكاسل أو التواضع، يظهر ذلك بجلاء في محياه، حين يبدو عبوسا، قاطب الحاجبين بنظرات حادة، حريصا على أدق تفاصيل النجاح.
الصرامة والانضباط
طيلة مساره التدريبي، الذي ابتدأ سنة 2005 مع فريقه الأم الاتحاد الزموري الخمسيات، لم يُعرف عن الحسين عموتة إلا الجدية والانضباط، والأهم من ذلك، عُرف عنه الاحترام والتقدير والتعامل الاحترافي، خاصة في محطته التدريبية مع فريق السد القطري، من 2012 إلى 2015، إذ كان خير ممثل وسفير لكرة القدم المغربية، والقطريين، مازالوا، إلى اليوم، يقدرونه ويحترمونه على جديته وصراحته.
في إحدى المرات، سئل عموتة، في حوار مع قناة "الرياضية" المغربية، عن أهمية اعتماده الصرامة والانضباط في عمله، حين كان مدربا للمنتخب المغربي المحلي، فرد قائلا: "الكل يقول إن الحسين عموتة مدرب صارم، ولكن أنا من المدربين الذين يحرصون على خلق جو عمل احترافي"، مضيفا: "إذا أردنا تطوير أنفسنا، يجب أن تكون لدينا جدية تجاه أنفسنا، في التداريب وفي المباريات. المدرب بالنسبة لي هو معلم يعلم الأطفال الصغار، أحب أن أحرص على تعلم اللاعب شيئا إيجابيا في كل تجمع تدريبي. لهذا، على أي لاعب أن يسأل نفسه يوميا، ماذا استفدت اليوم، وماذا تعلمت اليوم لكي أقترب من تحقيق هدفي، وهذه الأمور التي أفضل الاشتغال عليها مع اللاعبين، أنا أيضا أطرح هذا السؤال على نفسي، يوميا أسأل نفسي، ماذا حققت وماذا أضفت وماذا تعلمت".
مدرب الألقاب
بقدر ما أن بلوغ المنتخب الأردني للمباراة النهائية لكأس أمم آسيا، يعتبر إنجازا غير متوقعا ومفاجئا لكثيرين، بقدر ما هو ليس كذلك لمن يعرف جيدا الحسين عموتة وماضيه التدريبي، إذ أنه لا يخرج خاوض الوفاض في أي محطة ينزل فيها، ويترك بصمته الإيجابية أينما حل وارتحل.
حين أشرف عموتة على تدريب الفتح الرياضي، في محطته التدريبية الثانية، قاد الفريق في مسار تصاعدي، كانت بدايته بالصعود إلى الدوري الوطني الأول سنة 2009، والفوز بكأس العرش، وكأس الكونفدرالية الإفريقية لأول مرة في تاريخ النادي سنة 2010.
ومع فريق السد القطري، حيث أشرف على تدريب الإسبانيين راؤول غونزاليس وتشافي هيرنانديز، حقق عموتة ما لم يتوقعه منه السداويون، إذ قاد الفريق إلى الفوز بالدوري المحلي، وكأس البلاد مرتين، وكأس الشيخ جاسم، إضافة إلى بلوغ نهائي كأس ولي عهد قطر، ونهائي كأس ملعب "سانتياغو بيرنابو" الإسباني.
ومع المنتخب المغربي للاعبين المحليين، قاد الحسين عموتة النخبة الوطنية إلى الفوز بكأس إفريقيا "الشان" في الكاميرون، سنة 2021، كما قاد النخبة الوطنية إلى الدور الثاني في بطولة كأس العرب.
عموتة بطلا لإفريقيا
في محطته التدريبية الرابعة، وكانت مع فريق الوداد الرياضي موسم 2017/2018، قاد الفريق إلى الفوز بدوري أبطال إفريقيا للمرة الثانية في تاريخ النادي، والأولى منذ 25 سنة، والتتويج بالدوري الوطني الاحترافي.
غادر عموتة الوداد الرياضي سنة 2018، بعد إقالته من طرف إدارة النادي، يوم الثلاثاء 9 يناير، وتوترت علاقته مع الرئيس السابق للنادي سعيد الناصيري، ثم شاء القدر أن يُرد له اعتباره في القلعة الحمراء، وأن يعود معززا مكرما قبل انطلاق الموسم الماضي 2022/2023، بعدما اتصل به الرئيس، شخصيا، لطي صفحة خلافاتهما السابقة، بهدف فتح صفحة جديدة، تلبية لمطالب أنصار النادي.
يرفض الأضواء
رغم أن الأضواء دائما مسلطة عليه، ودائما يكون محط اهتمام العديد من الأندية الوطنية والعربية، إلا أن الحسين عموتة لا يبالي بكل ذلك، يرفض الظهور المتكرر في وسائل الإعلام، ويفضل العمل في صمت، وفي كثير من المرات تلقى دعوات لحضور حفلات لتكريمه على إنجازاته، قبل بعضها على مضض، واعتذر للأخرى بسبب التزاماته المهنية.
في هذا السياق، يقول عبد الرحيم صابر، رئيس جمعية قدماء لاعبي الوداد الرياضي لـ"SNRTnews"، إن عموتة "رجل مبادئ"، موضحا: "أهم ما يميز الحسين عموتة أنه ليس من طينة بعض المدربين الذين يغيرون مبادئهم ومواقفهم من وقت لآخر، أو من فريق لآخر، يحب أن يعمل في صمت، بعيدا عن الضجيج، ولا يعرف ازدواجية الخطاب، يعرف فقط العمل الاحترافي، وهذه الطينة من المدربين قلت كثيرا في عالم كرة القدم".
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة
رياضة