عالم
مدرّس التاريخ في تل أبيب ندّد بالحرب في غزة ... فصار "سجينا شديد الخطورة"
09/02/2024 - 20:02
أ.ف.بوحالياً، سمحت المحاكم لباروشين بتدريس طلابه موقتا في مدرسة إسحق شامير الثانوية في مدينة بيتاح تكفا، ولكن من خلال دروس مسجلة لتجنب وقوع مشاكل.
ويستنكر هذا الإسرائيلي البالغ 62 عامًا محاكمته بسبب تحدثه عن مصير الفلسطينيين في غزة. وأثار هجوم حماس صدمة في المجتمع الإسرائيلي الذي يؤكد ضرورة عودة الرهائن والوحدة الوطنية. ويُجمع غالبية الاسرائيليين على تأييد الجيش المرتبط ارتباطا وثيقاً بالأمة منذ قيام دولة اسرائيل في العام 1948، والذي طلبت منه حكومة بنيامين نتانياهو "القضاء على حماس".
وتردّ إسرائيل بحملة قصف مركز أتبعتها بهجوم بري واسع في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 27940 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس. وأكد مئير باروشين خلال حديث مع وكالة فرانس برس أن في إسرائيل "هناك من يقول: نحن لا نهتم بمقتل مدنيين أبرياء في غزة بعد ما فعلته حماس بنا، إنهم يستحقون ذلك. ويقول آخرون: من المؤسف قَتل مدنيين أبرياء، لكنه خطأ حماس، وإسرائيل ليست مسؤولة".
وأضاف المدرّس وهو عضو في منظمة "النظر في عيون الاحتلال" التي تندد بوضع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة قائلاً "بالنسبة الي، هذا غير مقبول. كإسرائيليين، نتحمل مسؤولية. حكومتي تجعلني قاتلاً".
"دعم حماس"
وأكد باروشين بصوت متهدج أن هجوم السابع من أكتوبر جعله "مصدوماً ومُرَوَّعاً". وشدّد هذا الأب لتوأمين يبلغان 19 عاما وتم تجنيدهما في الجيش في دجنبر على أنّ العملية العسكرية في غزة "لا تخدم أمن إسرائيل. بل على العكس، الأيام (التي نمر بها) تخلق الكراهية لأجيال".
ويدافع باروشين عن فكرة التوصل إلى حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. واتهمت بلدية بيتاح تكفا التي يترأسها عضو في حزب نتانياهو، باروشين بـ "الفتنة" و"التحريض على الإرهاب" بعد نشره صورة لعائلة فلسطينية مقتولة تضم أطفالاً، على صفحته على فيسبوك.
وأوقفت الشرطة الاسرائيلية باروشين في 18 اكتوبر. وطردته المدرسة حيث يعمل في اليوم التالي. وفي 9 نونبر، وُضع في حبس انفرادي في القدس، بدون نوافذ وبدون ساعة، بتهمة "نية ارتكاب خيانة" و"نية الإخلال بالنظام العام".
وفي 14 نونبر، أسقطت المحكمة هذه الاتهامات، وأذنت لباروشين باستئناف عمله في التدريس، في انتظار قرار من محكمة العمل في مارس. وعندما عاد إلى المدرسة في 19 نونبر، رفض تلاميذه الدخول إلى الصف.
وقال "يرون أنني مؤيد لحماس". وقدّم زملاء باروشين من المعلمين دعمًا خجولًا له. وأضاف "صاروا يقولون لي: +مئير، أنا معك تمامًا ولكن لدي ارتباط+، أو +لدي عرس ابنتي+، أو +لدي عمل في المنزل+... إنهم يخشون التحدث".
"جانب واحد"
اعتبرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية اليسارية في افتتاحية أن القضية "استُخدمت لتوجيه رسالة سياسية. وكان الهدف من توقيفه هو الردع، لإسكات أي انتقادات أو تلميح باحتجاجات ضد السياسة الإسرائيلية". من جهتها، تُدير يائيل نوي منظمة "رود تو ريكوفيري" (الطريق إلى التعافي) غير الحكومية وتضم متطوعين إسرائيليين ينقلون مرضى فلسطينيين، ومعظمهم من الأطفال، من نقاط التفتيش في الضفة الغربية المحتلة، أو من قطاع غزة قبل الحرب، إلى مستشفيات اسرائيلية لتلقي العلاج.
وتواصل يائيل نوي التصرف وفقًا لقناعاتها، ولكن بتكتم. وتُتّهم المنظمة في محيطها بـ "العمل مع العدو". وكانت تضم 1300 متطوع قبل هجوم حماس على اسرائيل، ولم يبق فيها حالياً سوى 400. وقالت نوي "أصبحت أكثر حذراً عندما أتحدث لأنني أعتقد أن ذلك قد يكون خطيراً". وأكدت وهي على وشك البكاء أنها في حين ترفض "تغيير تفكيرها" إلا أنها لا ترغب بتوسيع عملها، لعدم "مفاقمة آلام الإسرائيليين".
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
عالم
عالم