عالم
دول أوروبية تبادر إلى الاعتراف بدولة فلسطين في خضم حرب غزة
22/05/2024 - 11:52
أ.ف.بأعلنت ثلاث دول أوروبية الأربعاء اعترافها بدولة فلسطين في خضم الحرب الدامية في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، في مبادرة سارع الفلسطينيون إلى الترحيب بها فيما رفضتها إسرائيل بشراسة.
وأعلن رئيس الوزراء النروجي يوناس غار ستور أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين اعتبارا من 28 ماي. وحذا حذوه نظيراه الإسباني بيدرو سانشيز والايرلندي سايمن هاريس.
وقال سانشيز أمام النواب الإسبان "الثلاثاء المقبل في 28 ماي، ستقرّ إسبانيا في مجلس الوزراء الاعتراف بالدولة الفلسطينية". واتهم نظيره الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنه "يعرّض للخطر" حلّ الدولتين في الشرق الأوسط من خلال سياسة "المعاناة والدمار" التي ينتهجها في قطاع غزة.
وقال سايمن هاريس من جهته "اليوم، تعلن إيرلندا والنروج وإسبانيا اعترافها بدولة فلسطين"، مضيفا أنه "يوم تاريخي ومهم لإيرلندا وفلسطين". وأعلنت إسرائيل أنها استدعت سفيريها في إيرلندا والنروج "لإجراء مشاورات طارئة".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "أوجه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلى إيرلندا والنروج: لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك". وأضاف "الخطوات المتسرعة للبلدين ستكون لها عواقب وخيمة، وإذا نفذت إسبانيا وعودها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فستُتّخذ خطوات ضدها".
أما الفلسطينيون فسارعوا إلى الترحيب. وقال أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ عبر حسابه على منصة "إكس" إنها "لحظات تاريخية ينتصر فيها العالم الحرّ للحقّ والعدل بعد عقود طويلة من الكفاح الوطني الفلسطيني والمعاناة والألم والاحتلال والعنصرية والقتل والبطش والتنكيل والتدمير الذي تعرّض له شعب فلسطين".
ورأت حركة حماس في ذلك "خطوة مهمة على طريق تثبيت حقنا في أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس". ودعت "الدول حول العالم إلى الاعتراف بحقوقنا الوطنية المشروعة، ودعم نضال شعبنا الفلسطيني في التحرر والاستقلال، وإنهاء الاحتلال الصهيوني لأرضنا".
وكانت الدول الثلاث أصدرت في مارس مع كل من سلوفينيا ومالطا، بيانا مشركا أعربت فيه عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.
"مكافأة"
ونشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية الثلاثاء رسالة مصوّرة موجّهة إلى إيرلندا عبر منصة "إكس" لتحذيرها من أن "الاعتراف بدولة فلسطينية من شأنه تحويلها إلى بيدق في أيدي إيران" وحماس.
وترى إسرائيل أن الاعتراف بدولة فلسطينية من دون حلّ تفاوضي يشكّل "مكافأة" لحركة حماس المدعومة من إيران، على الهجوم غير المسبوق الذي شنته في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل.
واعتبر وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه أن الاعتراف بدولة فلسطين "ليس من المحظورات"، لكن الوقت ليس مناسباً الآن لبلاده للقيام بذلك، وفق قوله.
في المقابل، رحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط "بالخطوة الهامة" التي تضع هذه الدول الثلاث "على الجانب الصحيح من التاريخ في هذا الصراع".
ورحّب الأردن على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي "بالقرارات التي اتخذتها دول أوروبية صديقة اليوم". وقال "نحن نثمّن هذا القرار، ونعتبره خطوة مهمة وأساسية على طريق حل الدولتين الذي يجسّد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو من عام 1967".
مستشفيات مهددة
وشنّ الجيش الإسرائيلي ضربات جوية الأربعاء في قطاع غزة لا سيما في رفح في الجنوب وجباليا وحي الزيتون ومدينة غزة في الشمال، وفق شهود. وصباح الأربعاء، سجّل فريق وكالة فرانس برس حصول قصف مدفعي داخل مدينة رفح وفي محيطها. وباتت هذه المدينة المكتظة بالسكان والنازحين مسرحا لعمليات برية منذ مطلع الشهر الحالي رغم تحذيرات المجتمع الدولي.
وقبل توغلّه في رفح، أمر الجيش الإسرائيلي سكّان بعض الأحياء في رفح بمغادرتها. وتؤكد إسرائيل أنها تريد القضاء على آخر كتائب حماس المتحصنة في رفح، وعلى شبكة الأنفاق التي تستخدمها، كما تريد إنقاذ الرهائن.
وقتل عشرة أشخاص وأصيب آخرون في الزوايدة في وسط قطاع غزة في ضربات ليلية، على ما أفاد مستشفى شهداء الأقصى. وأشار الدفاع المدني في غزة إلى انتشال ست جثث من بين أنقاض منزل أصيب بقصف إسرائيلي في جباليا.
وفي شمال قطاع غزة أيضا، باتت استمرارية مستشفيين لا يزالان في الخدمة قرب مخيم جباليا للاجئين، مهددا بسبب تصاعد المعارك بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس.
"كارثية"
ومنذ سيطرت إسرائيل في السابع من ماي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، توقّف الى حد كبير تسليم المساعدات الإنسانية الى القطاع المحاصر، وخصوصا الوقود الضروري للمستشفيات والخدمات اللوجستية الإنسانية. وقالت الأمم المتحدة إن "1,1 مليون شخص يواجهون مستويات كارثية من الجوع وتبقى غزة على شفير المجاعة".
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الثلاثاء تعليق توزيع المواد الغذائية في رفح بسبب بسبب "نقص الإمدادات وانعدام الأمن".
وإزاء القيود الصارمة التي تفرضها الدولة العبرية على دخول المساعدات برّا، أعلنت الولايات المتحدة في مارس إقامة ميناء موقت في غزة في مبادرة اعتبرتها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمسؤولون الأميركيون أنفسهم، غير كافية.
ومنذ بدء العمل الجمعة بهذه المنصة العائمة، نقل حوالى 569 طنا من المساعدات إلى قطاع غزة، بحسب الجيش الأميركي. إلا أن هذه المساعدات لم توزّع بعد على السكان، وفق وزارة الدفاع الأميركية مساء الثلاثاء.
وعلى وقع الحرب والمجاعة الوشيكة، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الاثنين إصدار مذكرات توقيف في حقّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، وكذلك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار وقائد كتائب القسام محمد ضيف، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
عالم
عالم