رياضة
أولمبياد طوكيو .. ميداليات مطوقة بالحرارة والرطوبة
14/07/2021 - 10:51
أ.ف.بفي قلب "الغرفة الحرارية" للمعهد الوطني للرياضة والخبرة والأداء في باريس، ظهر عداء سباق الماراثون الفرنسي حسن شهدي عاري الصدر يتصبب عرقا وهو يعدو بخطوات هادئة فوق جهاز المشي. تبلغ الحرارة 34 درجة مائوية، والرطوبة 70 بالمائة، والهواء ثقيل للغاية. بعد ساعة من الركض، خرج شهدي من الغرفة المظلمة. قام بعملية الوزن، بقياس نسبة التعرق، وبتقييم التعب والأحاسيس، كما فعل في اليوم السابق وكما سيفعل في اليوم التالي.
ويقول الباحث في جامعة كانبيرا الأسترالية والاختصاصي في التكيف مع الحرارة المرتفعة الكندي جوليان بيريار: "مع الرطوبة، يتبخر العرق بدرجة أقل، وبالتالي فإن الجلد يبرد بدرجة أقل. تزداد درجة حرارة الجسم وكذلك معدل ضربات القلب ونصاب بالجفاف، وعندما نفقد الكثير من الماء يقلل ذلك من القدرة على التعرق".
ومن أجل مواجهة هذه الآثار الضارة بشكل أفضل، قرر المشاركون في العديد من الألعاب الرياضية (ألعاب القوى، الترياتلون، الألواح الشراعية، الركبي ورياضات اخرى) التأقلم مع الظروف بشكل يومي قبل فترة زمنية من الألعاب المقررة من 23 يوليوز إلى الثامن من غشت، حيث ستتراوح الحرارة بين 32 و35 درجة مائوية والرطوبة بين 70 و80 بالمائة.
ويوصي الاختصاصيون بمعسكر واحد على الأقل (ما بين 10 أيام وأسبوعين) قبل انطلاق المنافسة بأسابيع عدة، مع القيام بجهد معتدل على مدى ساعة أو ساعة ونصف من خلال اتخاذ حمام ساخن على سبيل المثال.
وقال شهدي، خلال خضوعه لمعسكره الثاني، "في البداية نتصبب عرقا بشكل كبير، نشعر بأن الجسد يتكيف. في أول 15 دقيقة يكون الجو حارا جدا ثم نتعرق ونشعر بالراحة". شعر شهدي بفوائد ما خضع له خلال مشاركته في سباق نصف الماراثون في جيبوتي في فبراير الماضي.
وتعتبر هذه البروتوكولات ضرورية للرياضيين قبل طوكيو (أو سابورو حيث تم نقل سباقات المشي والماراثون بقرار من اللجنة الأولمبية الدولية)، حتى لو لم تضمن النجاح في أرض الشمس المشرقة.
ويقول مدير الأبحاث في مستشفى سبيتار القطري سيباستيان راسينيه: "الإنسان وحش استوائي منظم حراريا جيدا، ويمكن للجميع التكيف مع الحرارة. لقد كانت قدرات التنظيم الحراري للإنسان وقدرته على التحمل ميزة في التطور لصيد حيوانات أقوى وأسرع"، وأضاف: "سيستفيد جميع الرياضيين من التدريب في الحرارة. ومع ذلك يمكن أن تملك لاعبين من نفس المستوى يستجيبان بشكل مختلف تماما". وكشف: "مع التعرض للحرارة يمكن أن نحصل على انخفاض في الأداء بنسبة 10 في المائة، وبالتالي فالهدف من التأقلم هو التعويض عن هذا الانخفاض في الأداء. بحسب الرياضة، الرياضي والظروف الدقيقة، يمكننا تعويض كل أو جزء من هذا الانخفاض"، ويوضح أن "بروتوكولات التدريب الأخرى مثل دورات التدريب على المرتفعات توفر واحد في المائة من الأداء. لذا فإن التأقلم أهم بكثير من جميع أنواع الإعداد النهائي الأخرى".
بعد سقوطه خلال دورة ألعاب الكومنولث في غولد كوست في أستراليا عام 2018، استعد عداء الماراثون البريطاني كالوم هوكينز بنجاح لسباق الدوحة خلال بطولة العالم لألعاب القوى عام 2019 (حيث حل رابعا) من خلال التدريب في حديقة والديه المجهزة بجهاز مشي وهو يتلقى موجات من الحرارة المرتفعة. كرر التجربة قبل طوكيو حيث سيكون من المرشحين لإحراز ميدالية.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة