عالم
احتفالات العام الجديد .. كورونا يربك العالم مع بصيص أمل خجول
01/01/2022 - 11:10
أ.ف.بوشهدت الأشهر الـ12 الأخيرة انتخاب رئيس أميركي جديد وإقامة أول ألعاب أولمبية بدون جمهور وتلاشي الأحلام بالديموقراطية من أفغانستان إلى بورما مروراً بهونغ كونغ وروسيا.
لكنّ الجائحة هي التي كانت تتحكّم مجدداً بالحياة اليومية للقسم الأكبر من البشرية. وتوفي بحسب الأرقام الرسمية أكثر من 5,4 ملايين شخص منذ ظهور الفيروس للمرة الأول في الصين في دجنبر 2019. وأُصيب بالمرض عدد لا يُحصى من الأشخاص وخضع كثرٌ لتدابير عزل وحظر تجوّل وللكثير من الفحوص.
وتسبّب ظهور المتحوّرة أوميكرون نهاية العام 2021 بتجاوز حصيلة الإصابات اليومية في العالم مليوناً للمرة الأولى، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس. وأضيفت فرنسا مساء الخميس الى قائمة الدول التي اعلنت أن أوميكرون باتت المتحورة المهيمنة على أراضيها بعد "تقدم كبير" في الأيام الأخيرة.
وفي خطابه لمناسبة حلول العام الجديد، اكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة أنه حقق الهدف الرسمي القاضي بتوفير جرعة معززة لجميع البالغين قبل نهاية دجنبر. واذ اعتبر أن الوضع الراهن "افضل من نظيره العام الفائت" بفضل حملات التلقيح، كرر تشجيع مواطنيه على تلقي اللقاح.
وعلى صعيد العلاجات، وبعدما كانت أول بلد يوافق في نونبر على استخدام العقار المضاد لكوفيد الذي انتجه مختبر ميرك، اجازت بريطانيا الجمعة استخدام عقار مماثل أنتجته شركة فايزر ويعرف باسم "باكسلوفيد"، بحسب ما اعلنت وكالة الأدوية.
وتسجّل بريطانيا والولايات المتحدة وحتى أستراليا التي بقيت لوقت طويل بمنأى من الوباء، أعداد إصابات قياسية. إلا أن توزيع اللقاحات على نحو 60% من سكان العالم يبعث بصيص أمل، رغم أن بعض الدول الفقيرة لم تحصل على ما يكفيها من اللقاحات وأن فئة من الشعوب لا تزال مناهضة لها.
وكانت جزر كيريباتي في المحيط الهادئ أول دولة في العالم تستقبل العام الجديد وذلك في الساعة العاشرة من صباح الجمعة بتوقيت غرينيتش، لكنّ الاحتفالات الجماهيرية المعتادة في هذه المناسبة، من سيول إلى باريس، ألغيت للسنة الثانية على التوالي أو أقيمت على نطاق أضيق بكثير من المعتاد.
وإذا كانت العاصمة المكسيكية ألغت العديد من التجمّعات الكبيرة التي تقام فيها عادة بمناسبة رأس السنة، فإنّ ريو دي جانيرو أبقت على احتفالاتها التي كانت في العادة تجمع على شاطئ كوباكابانا الشهير ثلاثة ملايين شخص. وهذه السنة ألغيت الحفلات الموسيقية في كوباكابانا وفرضت السلطات قيوداً على الوصول إلى الشاطئ، وتكفّلت الأمطار الموسمية التي هطلت على المدينة بثني كثيرين عن الخروج لاستقبال العام الجديد.
وقبل أقل من ثلاث ساعات من حلول منتصف الليل وانطلاق عرض الألعاب النارية الضخم الذي يستمر طوال 16 دقيقة، كان عدد الذين توافدوا إلى الشاطئ ضئيلاً، وقد ارتدى غالبيتهم اللون الأبيض عملاً بالتقليد المتّبع سنوياً. وقالتا أليخاندرا لونا، السائحة الكولومبية البالغة من العمر 28 عاماً، لوكالة فرانس برس "كنت أتوقع رؤية عدد أكبر بكثير من الناس وأن يكون الوضع متشنّجاً لكن الوضع هادئ وهذا الأمر يروق لي".
وأبقت سيدني، أكبر مدينة في أستراليا، أيضًا عرضها للمفرقعات التي أضاءت مرفأها الشهير ستة أطنان من الألعاب النارية، لكنّ الحضور كان خجولاً هذا العام إذ اقتصر على بضع عشرات الآلاف في حين كان في العادة يناهز المليون شخص.
وقالت ميليندا هوارد (22 عاما) وهي طالبة في الطب تنتظر خارج دار الأوبرا لبدء العرض "أحاول فقط التركيز على الأمور الإيجابية التي حدثت هذا العام بدلا من السلبية".
وتؤكد السلطات الأسترالية أن تغيير موقفها بشكل مفاجئ لناحية التخلي عن استراتيجيتها بعنوان "صفر كوفيد" لصالح استراتيجية "التعايش مع كوفيد"، مبنيّ على معدّلات التلقيح المرتفعة وعلى الاقتناع المتزايد بأن المتحوّرة أوميكرون ليست قاتلة.
وفي الإمارات، أبقت دبي على الاحتفالات على الرّغم من زيادة الإصابات بكورونا في الإمارة، وقد نظّم في أرجاء المدينة 36 عرضاً للألعاب النارية في 29 موقعاً. ومنذ ساعات المساء الأولى احتشد المحتفلون لمشاهدة برج خليفة، أطول برج في العالم، وهو يضاء بالألعاب النارية.
وفي إكسبو 2020، المعرض العالمي الذي افتتح متأخراً عاماً بسبب كوفيد، بدأت الاحتفالات في فترة ما بعد الظهر وكان من المقرّر أن تستمر حتى يوم رأس السنة الجديدة. وحذّرت السلطات من أنّها لن تتوانى عن فرض غرامة مالية على كل شخص لا يضع كمامة واقية.
وفي باريس حيث ألغي عرض الألعاب النارية التقليدية بمناسبة رأس السنة، تدفّق آلاف السيّاح والمتفرّجين على الشانزليزيه، لكنّ أعداد هؤلاء هي أقلّ بكثير مما اعتادت عليه في مطلع كل عام هذه الجادة الشهيرة. وانتشر وسط هؤلاء المارة شرطيون لفرض التزام الجميع بإلزامية وضع الكمامة. وقال كوين، السائح الهولندي البالغ من العمر 22 عاماً والذي جاء إلى باريس مع حبيبته عشية عيد الميلاد إنّ "كلّ شيء مغلق في هولندا وبالتالي فنحن أفضل حالاً هنا".
أما في قلب مدريد، فتدفّق حوالى 7000 شخص إلى ميدان "لا بويرتا ديل سول" للمشاركة في التجمّع التقليدي لابتلاع 12 حبة من العنب على وقع دقات الساعة الـ12 التي تزفّ حلول العام الجديد.
وفي نيويورك، بدأ المحتفلون بالتجمّع اعتباراً من عصر الجمعة في ساحة تايمز سكوير الشهيرة في وسط مانهاتن لحضور احتفالات المدينة بحلول العام الجديد بسماتها المميزة وهي العدّ التنازلي وسقوط كرة الكريستال ونثر قصاصات الورق على الميدان.
وفي جنوب أفريقيا حيث اكتُشفت المتحوّرة الجديدة نهاية نونبر، رفع حظر التجول الليلي الساري منذ 21 شهرا وتمّ تأخير موعد حظر التجوّل من منتصف الليل إلى الرابعة فجرا للسماح بإجراء الاحتفالات. لكن وضع الكمامة ما زال إلزاميا في الأماكن العامة وما زالت التجمعات محددة بألف شخص في الخارج وألفين في الأماكن المغلقة.
وقال الوزير موندلي غونغوبيلي الجمعة في اليوم التالي للإعلان الرسمي إن تراجع عدد الإصابات في البلاد خلال الأسبوع الماضي يشير إلى أن ذروة الموجة الوبائية قد مرّت و"نأمل في أن يستمر هذا الرفع" للإجراءات.
ويتردد قادة الدول الغربية في إعادة فرض التدابير الصارمة التي كانت مفروضة عام 2020، وذلك لتجنب حصول ركود اقتصادي مرة أخرى. وشهد العام 2021 في أوروبا وخارجها، زيادة في عدد التظاهرات المناهضة للقيود، في وقت كانت أقلية لا تزال مترددة في أخذ اللقاح، ما أثار مخاوف من كيفية انتهاء الوباء بدون زيادة معدّلات التلقيح.
ويأمل الخبراء في أن تمضي دول العالم في اتجاه تعزيز الإجراءات الوقاية وأن يبشر العام 2022 بمرحلة جديدة بالنسبة للوباء، يسجّل خلالها عدد أقلّ من الوفيات. لكن منظمة الصحة العالمية تتوقع أن تكون الأشهر المقبلة عصيبة. وقال المدير العام لمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "أشعر بقلق بالغ من أن يؤدي انتشار أوميكرون، كونها أشد عدوى، في الوقت نفسه مع دلتا، إلى تسونامي من الإصابات. يمثل ذلك عبئا هائلا على الطواقم الصحية المنهكة وعلى منظومات صحية باتت على شفير الانهيار".
مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع
مجتمع
رياضة