نمط الحياة
البلوزة الوجدية .. فخر الشرق
21/06/2021 - 14:53
حليمة عامر"البلوة" الوجدية، كما يحلو لساكنة الجهة لشرقية تسميتها. لباس تقليدي تميزت به المرأة الوجدية عن مثيلاتها في مختف المناطق المغربية، منذ زمان. كانت ترتديه في جميل محافل فرحها. وتتقاسمه جميع نساء المناطق الشرقية، ومع المناطق الجزائرية الحدودية.
لباس وجدي أصيل
تتميز "البلوزة" الوجدية بالجمالية والأناقة والأحجار الكريمة، وتلبسها النساء في الأعراس والحفلات الجماعية، وكذا في البيت، حيث يمكن للوجدية أن تلبسها يوميا.
لطيفة منتبه، رئيسة الجمعية الشرقية للتنمية، ومصممة أزياء، عاشت مع أسرة حافظت على موروثها الثقافي. وعند كبرها، حملت همّ تثمين هذا الزي الذي يعود تاريخه إلى أكثر من قرنين من الزمن.
وتقول منتبه عن "البلوزة" إنها: "كانت تساهم في تلاقح الحضارات التي كانت في المنطقة الشرقية، وخاصة في وجدة وتوريرت، والمناطق الحدودية المشتركة مع الجزائر، حيث ساهمت كل من الحضارة الأندلسية والعبرية والعثمانية، في تشكيل هذا اللباس التقليدي".
وتروي لطيفة منتبه، في تصريح لـSNRTnews، "كيف تنسج الذاكرة الشرقية بواسطة هذا اللباس التقليدي. حيث تضاف البلوزة إلى الخزانة الثقافية للزي واللباس التقليدي المغربي، لما لها من حمولة ودلالة تاريخية أصيلة".
أنواع البلوزة
بخصوص أنواع "البلوزة"، أبرزت المتحدثة ذاتها، أن هناك أنواع كثيرة، وفي مقدمتها "بلوزة المجبود"، المصنوعة من الخيط "الصقلي" الحر، الذي يسمى بالدارجة المغربية بـ"النطاع"، حيث يتمز هذا النوع من البلوزة، المخصصة للعروس والنساء الميسورات ماديا، بالوزن الثقيل وبسعرها الغالي الثمن.
وهناك بلوزة "المنسوج"، وهي لباس تقليدي يتم تصميمه لترتديه العروس في الليلة التي يتم زفها إلى بيت عريسها، وكذا "بلوزة العقيق" وهي التي تكون مطرزة بالأحجار الكريمة من الصدر والظهر. هذا بالإضافة إلى بلوزة "الصوف" المنسوجة من خيط الحرير ويتطلب صنعها الكثير من الوقت.
ويستغرق صنع الفستان الواحد مدة شهرين على الأقل، لأن صناعتها تتطلب الكثير من الإتقان والتفاني، كما هو مطلوب.
وفي فترة قريبة، تراجع الطلب على "البلوزة"، فقامت لطيفة منتبه بتنظيم مهرجان خاص بهذا اللباس التقليدي، بمساعدة صانعات تقليديات، لهن خبرة في مجال الخياطة. فكانت نسخته الأولى سنة 2014، همّ في البداية المستوى المحلي، وبعد سنوات، طورت النساء هذه التظاهرة، وفتحن باب المشاركة لنساء أخريات خارج الجهة.
الحفاظ على "البلوزة" بين الأجيال
تقول المتحدثة ذاتها "اعتدت تنظيم فعاليات مهرجان البلوزة لعرض مختلف أنواع الزي التقليدي الوجدي، بعدما لاحظت أنها لم تعد حاضرة في احتفالاتنا وفي أعراسنا، ولم نعد نراها لما يزيد عن ثلاث عقود. ومن باب الغيرة على منتوجنا المحلي، جاءت فكرة هذه التظاهرة من أجل الترويج لمنتوجاتنا المحلية".
وكانت فعاليات هذا المهرجان، تشهد عروضا لأشهر مصممات الأزياء المعروفات بالمنطقة الشرقية، حيث كان يتم التباري بـ"البلوزة" و"الحيك".
وشددت المتحدثة ذاتها على أن هذا المهرجان لقي إقبالا كبيرا، واستطاع أن يحافظ على مكانته بين المهرجانات التي يتم عقدها بالمنطقة، حيث أصبح العديدون ينتظرون تنظيمه سنويا، كنوع من الغيرة على هذا اللباس المعروفين به على الصعيد الوطني.
غير أن ظروف "كورونا"، منعت من تنظيم، النسخة الثامنة لمهرجان البلوزة سنة 2020، حيث كانت آخر نسخة تم تنظيمها سنة 2019، حضرها مصممون من مختلف الدول الأوروبية والإفريقية.
ويحاول صناع اللباس الوجدي إضفاء بعض التغيرات على "البلوزة"، لتتماشى مع الموضة، ولتروق لذوق المرأة الوجدية المعاصرة، من خلال إضافة بعض التعديلات الشكلية وإدخال بعض الألوان التي تساير العصر.
وبفضل هذا التجديد استطاعت "البلوزة" الوجدية الاستمرار، حيث تعتبر لطيفة منتبه أنه بفضل ذلك تمكن الصناع من لفت انتباه هذه الأجيال، خصوصا لفئة الشباب، مشددة على أن الشبه بين البلوزة وفساتين السهرات الغربية جعل بنات الألفية الثالثة يقبلن عليها.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
نمط الحياة