رياضة
البنزرتي .. عفريت المدربين
14/07/2021 - 23:57
صلاح الكومريالتونسي فوزي البنزرتي، مدرب الوداد الرياضي، مزاجي، حاد الطبع، منفعل، يحرص على أن يكون هامش الخطأ في تطبيق خططه قليلا جدا إن لم نقل منعدما. لا يغريه الفوز، ولا تقلقه الهزيمة، ما يخرجه عن طوره ويجعله يتخلى عن هدوئه ويصير منفعلا، حين يفشل أحد لاعبيه في التقيد بتعليماته المتشددة، أو حين يرتكب اللاعب خطأ في منطقة حساسة من الملعب، أو خطأ في تنفيذ خطة تدرب عليها عشرات المرات، حينها يظهر "شيخ المدربين"، كأن حالة هيستيرية أًصابته، حتى إنه لا يتوانى في لطم وجهه وجر ملابسه بعنف، ونتف شعره أيضا، فيبدو مثل مجنون مسجل خطر، ممنوع الاقتراب منه.
يلقب البنزرتي، منذ سنوات عديدة، بـ"شيخ المدربين العرب"، بالنظر إلى كبر سنه، وأيضا لأنه أكثر المدربين العرب تتويجا بالألقاب، كما أنه من بين أكثر المدربين، على الصعيد العالمي، تتويجا، فطيلة مساره التدريبي، الممتد لـ44 سنة، توج بـ9 بطولات للدوري التونسي الأول، منها 5 بطولات مع الترجي، و3 بطولات مع النجم الساحلي، وبطولة مع النادي الإفريقي، إضافة إلى تتويجه مرتين بلقب الدوري الوطني الاحترافي مع الوداد الرياضي، في موسمي 2018/2019، و2020/2021.
كما يعتبر البنزرتي، من أكثر المدربين فوزا بالبطولات الإفريقية، إذ توج بدوري أبطال إفريقيا مرة واحدة، وكأس الكونفدرالية الإفريقية 3 مرات، وكأس السوبر الإفريقي 3 مرات، إضافة إلى بلوغه المباراة النهائية لدوري الأبطال مرتين، ونهائي الكونفدرالية مرتين أيضا، ناهيك عن تتويجه بكأس العرب 3 مرات، وكأس تونس مرتين، والعديد من الألقاب الأخرى، من بينها بلوغه نهائي مونديال الأندية مع فريق الرجاء الرياضي.
يقول عنه مواطنه لسعد الشابي، مدرب الرجاء الرياضي، في لقاء مع قناة "الرياضية" المغربية: "فوزي البنزرتي أستاذي في المقام الأول، إنه من أحسن المدربين في القارة الإفريقية وفي العالم العربي، والألقاب التي توج بها تؤكد أنه الأفضل"، مبرزا: "يكفينا فخرا أننا تعلمنا منه الكثير، ومازلنا نتعلم منه".
ولأنه صريح ولا يتقن "سياسة" المراوغة، تخونه عباراته، في كثير من الأحيان، خاصة حين يثور في وجه أحد ما، مثلما حدث مع مواطنه سامي الطرابلسي، في أحد البرامج الحوارية التونسية، إذ هاجمه مباشرة قائلا له بحدة، على المباشر: "لن أسمح لك بالحديث، أولا أنت إنسان ناكر للجميل، وشخص مريض تحتاج إلى علاج نفسي، أنت إنسان سلبي، ولا تستحق أن تكون في برنامج تحليلي".
في الفلسفة التدريبية لفوزي البنزرتي، ليست هناك "مدارس كروية"، وليس هناك أسلوب لعب جميل وآخر سيء، لأن كرة القدم، حسبه، "شاملة، يمكن أن تلعب بالطريقة التي تروق للاعب، شريطة أن تؤدي إلى الهدف المطلوب".
يعاب على البنزرتي أنه جاد وحاسم وصارم، وحسب كثيرين، فإنه "لا يعرف فن الحديث بلباقة"، "ويركب رأسه"، ففي كثير من محطاته التدريبية، إذا لم ترقه الأمور التسييرية، أو إذا حاول أحد المسيرين التدخل في عمله، أو إذا لم يتوصل بمستحقاته المالية، يحمل حقيبته على ظهره فجأة، ويغادر منصبه دون سابق إنذار، حتى دون أن يقدم استقالته.
خلال الموسم الحالي، طالب جمهور الوداد البنزرتي إشراك بعض اللاعبين الشباب، وأيضا لاعبين آخرين كان الفريق قد تعاقد معهم خلال فترة الانتقالات الأخيرة، وتعرض لضغط كبير من طرف أنصار الفريق، لكنه لم يكن يولي كل ذلك أي أهمية، ولم يكن يعتمد إلا على اللاعبين الذين ينسجمون مع فلسفته التدريبية.
يقول البنزرتي في هذا السياق: "الوداد ليس حقل تجارب حتى نمنح الفرصة لهذا وذاك، الوداد شأنه شأن الفرق الكبرى، الأولوية للاعبين الجاهزين والمستعدين لخوض ثلاث مباريات في الأسبوع، على سبيل المثال ليونيل ميسي، لاعب برشلونة، منذ 11 أو 12 سنة، لم يسبق له أن ارتاح 03 مباريات متتابعة، رونالدو أيضا، يلعبون ما بين 50 و60 مباراة في السنة، هكذا هم اللاعبين الكبار، يجب أن يكونوا دائما جاهزين، وأن يقدموا كل ما لديهم في المباريات، في الفرق الكبيرة هناك منظومة الفوز يجب أن يحافظ عليها".
لا شك في أن البنزرتي أحد أبرز صناع تتويج الوداد الرياضي بلقب الدوري الوطني للمحترفين خلال الموسم الحالي، للمرة 21 في تاريخ النادي، فالرجل خبر دروب قلعة الوداد جيدا، وأصبح يعرف مكامن قوتها وضعفها، واستطاع، بخبرة السنين، تكوين فريق قوي تنافسي، خاصة وأنه درب الفريق أكثر من مرة، وتجمعه علاقة ود واحترام مع الكثير من الجماهير الودادية والمغربية، لكنه في النهاية، لا يدين بالولاء إلا لمزاجه المتقلب.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة