نمط الحياة
"البيو".. نمط صحي لكن مكلف
13/06/2021 - 10:44
نضال الراضيبالرغم من أن خضروات هذه الضيعات تعتبر مرتفعة الثمن مقارنة مع الخضر العادية، إلا أن العاملون بهذا القطاع، يؤكدون ارتفاع الطلب عليها، نظرالجودتها وخلوها من المواد الكيميائية.
خضروات محببة
"أحرص مرة في الأسبوع على الأقل، أن أقتني بعض الخضر الطرية، من المزرعة الإيكولوجية، التي تحتوي على تشكيلة متنوعة من الخضروات 'البيو'، بالرغم من أن سعرها مترفع مقارنة مع الخضر العادية إلا أنني أحبذها على باقي الخضروات،" تقول فوزية، ربت بيت.
وتوضح المتحدثة، أنها لا تقتني الخضر "البيو" بشكل دائم بحكم ارتفاع ثمنها، ولكن تحاول الاستفادة من هذه الخضر قدر الإمكان، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، بحكم أنها تقضي هذه العطلة الصغيرة خارج مدينة الدار البيضاء. فهي تحاول أن تغير نمط العيش الخاص بالمدينة الصاخبة، خاصة فيما يتعلق بالتغذية.
وعن الفرق بين الخضروات البيولوجية، والعادية تؤكد فوزية لـSNRTnews : "طبعا هناك فرق، يمكن ملاحظته بين الخضر 'البيو'، والخضر الأخرى التي تتدخل المواد الكيميائية في زراعتها، من ناحية المذاق، حتى من ناحية الملمس، والشكل، فبعض هذه الخضر تتوفر على ملمس خشن، ويمكنك إيجاد بعض أثار الأرض عليها، كالتراب وحتى الرائحة فهي مختلفة، وطبيعية، كرائحة النعناع مثلا التي تنعش الأنف عند استنشاقه".
زراعة مختلفة
"تختلف زراعة الخضروات 'البيو'، عن الزراعة العادية، فبذور الخضر الطبيعية نقوم بزراعتها تدريجيا، وتتطلب هذه العملية عدة مراحل، أولها، إنجاز مجموعة من الحفر الطويلة في الحقل، جاهزة لزراعة، الخضروات البيولوجية. ويتم تزويدها بأنابيب للسقي، بعد تغطيتها. ونعتمد في زراعتها ومعالجتها على مواد طبيعية، كالبذور الطبيعية، والسماد العضوي المركب، كبديل للأسمدة والمواد الكيماوية، التي من شأنها أن تلحق الضرر بالصحة"، يشرح محسن، مسؤول عن إحدى المزارع المخصصة لزراعة الخضر الطبيعية، بمنطقة دار بوعزة.
وكشف المتحدث أن مراحل زراعة الخضر البيولوجية، دقيقة، كما أن طبيعة الزراعة البيولوجية تنتج محاصيل محدودة، بحكم أنه لا يستخدم في زراعتها، المواد الكيميائية، كالمبيدات والأسمدة، غير الصحية، كما شدد محسن على انعدام إمكانية زراعة خضر غير موسمية، كـ"جلبانة"، و"الخرشوف" والفول، وغيرها من الخضر. فهذا النوع من الزراعة يعتمد فقط على الخضر الموسمية، التي يتم استهلاكها بشكل كبير، كالطماطم، والبطاطس، والجزر، وغيرها من الخضراوات التي يرتفع عليها الطلب، على طول السنة.
و قد تستغرق زراعة هذه الخضروات من يومين إلى ثلاثة أيام كاملة، كما تتطلب مراقبة مستمرة تمتد لساعات طويلة، لمراحل الزراعة، من أجل تنقية الحقل، حيث تتم هذه العملية بواسطة اليد.
الصحة لا تقدر بثمن
يقول طارق، أحد زبائن المزرعة الإيكولوجية، إنه لا يستهلك الخضر العادية، بعد أن اعتاد على تناول كل ما هو صحي، خاصة الخضروات، والبيض، وأنه يفضل الدجاج "البلدي"، لذلك وجد غايته في هذه المزارع، التي توفر له منتوجات عالية الجودة، يكفي أنها 'ابنة الأرض" على حد تعبيره.
ويضيف المتحدث ذاته: "ليس لدي مانع أن أنفق مبلغا مرتفعا، في سبيل صحتي وصحة عائلتي، لذلك أثق في جودة الخضروات التي تنتجها هذه المزارع. وأفضل أن أتناول منتجات وأنا على إحساس عال بالأمان، على أن أستهلك خضروات لست على علم بالمواد التي تستخدم في زراعتها، التي هي في الغالب مواد كيماوية، بالرغم من أن أثمنة 'البيو' مرتفعة، إلا أن الصحة لا تقدر بثمن".
سعر مضاعف
"تحتوي القفة على مجموعة من الخضر المتنوعة، كالبطاطس، والجزر، والفلفل، و'البروكولي'، و 'الباربا'، والقرنبيط، والطماطم، الفلفل، الباذنجان"، وغيرها من الخضر التي يتم استهلاكها بشكل يومي"، يقول سليمان، عامل بإحدى المزارع المخصصة لبيع المنتجات البيولوجية بمنطقة دار بوعزة.
قد يصل ثمن القفة الواحدة، من وزن 20 كيلوغراما، إلى 500 درهم. وهناك القفة التي يبلغ ثمنها 200 درهم، والتي تزن تقريبا 10 كيلوغرامات.
وبالنسبة لثمن الخضر البيولوجية، بالكيلو الواحد، يؤكد سليمان، فقد يتجاوز ضعف الخضر العادية، وقد تكون الأثمنة متشابهة، في بعض الأحيان، كما هو الحال بالنسبة لـ"البروكولي"، الذي يبلغ ثمنه 15 درهما، في كلتا الحالتين.
ويضيف المتحدث ذاته أن الناس تفضل اقتناء القفة، بدل اقتناء الخضر بالكيلوغرام الواحد، ويتم ترك المجال لزوار المزرعة لقطف الخضروات من الحقل بأياديهيم، كما يمكن توصيلها للزبائن إلى المنزل.
ويرجع سليمان سبب ارتفاع أثمنة هذه الخضروات إلى مراحل زراعتها الشاقة، وأنها تتطلب يدا عاملة مرتفعة، بحكم أن زراعتها وإنتاجها، يتم باليد، كما أن المواد العضوية، والبذور الطبيعية المخصصة لزراعتها، مرتفعة الثمن.
وعن فئة زبائن هذه الخضروات، يوضح المتحدث ذاته، أنه سابقا كانت هذه الخضراوات حكرا على الفئة العالية الدخل، ولكن مؤخرا أصبح هناك توجه نحو استهلاك هذه الخضر، من جميع الفئات، خاصة المتوسطة.
وأشار إلى أن هناك إقبالا كبيرا على هذه الخضروات من طرف الأجانب، القاطنين بمنطقة دار بوعزة، الذين يفضلون نمط عيش صحي، فزبائن الخضر البيولوجية، هم الأشخاص الذين يفضلون الاستفادة من الخضروات الطرية، وذات الجودة المضمونة، بعيدا عن المواد الكيميائية، والأسمدة المضرة بالصحة.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد