اقتصاد
"خضر الموظفات".. من السوق إلى الطنجرة
03/05/2021 - 10:43
نضال الراضييزداد الإقبال خلال شهر رمضان، على هذا النوع من الخضروات، الشهيرة بسهولة استخدامها، خاصة بالنسبة لمن لا يمتلكون الوقت الكافي لتنظيف وتقشير الخضر. هذه الخضروات أصبحت منتشرة بأشكال عدة في جل الأسواق الشعبية.
من السوق إلى الطهو مباشرة
سيدة خمسينية تجلس على كرسي بلاستيكي، وترتدي جلبابا بهت لونه بسبب شمس سوق "الجميعة" الحارقة، تعرض كمية قليلة من الخضر، يبدو أنها تتعامل مع زبائن خاصين، كونها ليست كباقي تجار خضر "سوق الجميعة"، الذين لا يترددون في اقتناص، المارة بإلحاحهم على اقتناء خضرواتهم.
وعن أكياس الخضر الصغيرة، الموضوعة على طاولتها تقول "عائشة": "هذه الخضر تسمى بـ "خضر الموظفات" لأن غالبية من يقتنيها، هن من النساء العاملات، اللواتي لا يجدن الوقت لاقتناء باقي الخضر الطرية، ومن تم تنظيفيها وتقطيعيها قبل طهوها، بل منهن من لا يجدن الوقت الكافي للذهاب إلى السوق، فيقمن بالاتصال، بي وأبعث كمية الخضر المعلومة وهي جاهزة للطهو".
واسترسلت عائشة، في حديثها مع SNRTnews، وهي تغمض عينيها اتقاء من أشعة الشمس التي تطرق جفنيها بقوة: "الله يهدي بنات اليوم، ما باغينش تمارة"، في انتقاد لزبونات "خضر الموظفات" اللاتي لا تكلفهن هذه الخضر عناء التنظيف والتقشير.
وتستعرض المتحدثة ذاتها، "خضر الموظفات" الأكثر مبيعا، وهي عبارة عن خضر الحساء مقطعة بعناية واضحة، و"جلبانة"، و"قوق"، و"بطاطس"، و"جزر"، و"فجل" و"بروكولي".
من جانبها توضح، "كوثر"، شابة عشرينية صاحبة محل لبيع الخضر والفواكه المستوردة بمنطقة "سيدي رحال"، أن الإقبال على أكياس الخضروات الجاهزة، يزداد خلال شهر رمضان، مؤكدة أن أغلب زبائن متجرها، هن النساء العاملات الاتي لا يجدن الوقت، لتنظيف وتقطيع الخضر، التي تستهلك خلال شهر رمضان.
وعن أغلب أنواع الخضر الجاهزة، التي تستهلك خلال الشهر الفضيل، تكشف "كوثر" أن الأمر يتعلق بخضروات الحساء بقطعها الصغيرة الجاهزة للطهي، والتي تتكون من "الجزر" و"البطاطس" و"الكراث" و "اليقطين".
وتشير المتحدثة ذاتها إلى أن السبب في ازدياد الإقبال على الخضر الجاهزة خلال شهر رمضان، هو أن معظم الناس لا يستهلكون الوجبات اليومية الكاملة، التي تستدعي توفر مجموعة متنوعة من الخضروات بالمطبخ، معتبرة أن الأغلبية يفضلون خلال هذا الشهر، استهلاك المعجنات والحلويات المغربية و"الحريرة"، لذلك يقومون بشراء وتخزين هذه الخضر، لتحضير الحساء أو "طاجين" السحور.
ويعد "القوق"، من بين الخضر الأكثر مبيعا خلال هذه الفترة، الذي يفضله الكثيرون على شكل "طاجين قوق وجلبانة"، التي خصصت له كوثر سعر 10 دراهم للكيس الذي يحتوي على 5 قطع.
ولا تتردد بائعة الخضر، في فرك حبات "جلبانة" ليلا، التي تجهزها بدورها في أكياس بلاستيكية، للراغبات في طهي "جلبانة"، دون تكلف عناء فركها ويبلغ سعرها 10 دراهم للكيس.
وتشير المتحدثة ذاتها، إلى أنه هناك إقبال أيضا، على "البقولة" الجاهزة للطهي والتي يبلغ سعرها 8 دراهم للكيس، بالإضافة إلى "الخرشوف" النظيف والمقشر الذي تبيعه بـ12 درهم للكيس.
خضر "VIP" أسعارها لا تناقش
وفي مدخل السوق المركزي بـ"المعاريف" في الدار البيضاء، سيوقفك حتما "عبد الجليل"، رجل أربعيني، ذو لحية خفيفة بدأت تستوطنها شعيرات الشيب الأولى، وهو يصر أن تتعرف على سلعته، التي "لا يوجد مثيل لها بالسوق"، على حد تعبيره، وسيغريك حتما بأسعار خضره، التي يرددها دون أن تطلب منه ذلك، والابتسامة لا تفارق محيا.
وعندما تستجيب لإلحاح "عبد الجليل" في التعرف على "خضرواته المثالية"، ستكتشف أنها "خضر الموظفات"، التي يضع منها كمية كبيرة، ملفوفة بعناية تسرق الأنظار، في طاولة خاصة إلى جانب باقي الخضر الطرية، تعطيك انطباعا أنها سلعة خاصة أو "VIP"، كما يصفها بائعها مازحا.
وفي تصريح لـSNRTnews، يقول "عبد الجليل": هذه الخضر لها زبائنها الخاصين، وهن الموظفات، والطالبات اللاتي يقطن لوحدهن"، ويضيف، وهو يتحسر والابتسامة فارقت محياه للحظات، وهو يتذكر أيام زمان: "كانت الوقت زوينة، النساء كن يبحثن عن الخضر الطرية، ويأتين إلى السوق باكرا كي يضمنن أنهن سيقتنين أحسن ما يوجد في السوق.
"من ناحية الجودة والسعر، أصبحت الأغلبية تأتي السوق وهي مسرعة بعد الدوام، وهي تضمن أنها ستجد غايتها، مقطعة ونظيفة ولن تكلفها عناء التقشير والتنظيف"، يقول بكل فخر، ويسترسل مازحا، "ايوا الله يكون في العون".
وعن سعرها يجيب المتحدث: "الفرق بين 'خضر الموظفات' وباقي الخضر، هو 3 دراهم للكيلو الواحد". ويؤكد: "هناك من السيدات من لا يسألن عن أسعار هذه الخضر، فكما تحضيرها سريع، حتى زبوناتها تجدهن في الغالب يسرعن في اقتنائها، ولا يناقشن السعر أو لا حتى يطلبن التخفيض".
وعن توقيت تحضيرها للعرض، يجيب المتحدث: "أقوم بتقشيرها، وتقطيعها ووضع نصف كيلو من الخضر، بالكيس البلاستيكي، مساء كل يوم بعد الانتهاء من العمل، لتكون جاهزة صباح اليوم التالي"، مضيفا أن الإقبال عليها يزداد، في عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد)، حيث يقوم زبائنها بتخزينها للاستخدام طيلة الأسبوع.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
نمط الحياة
اقتصاد